الجزيرة نت 18 مايو 2009م : كشفت مجلة أميركية أن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد استخدم نصوصاً من الكتاب المقدس أشبه بشعارات "الحروب الصليبية" على أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش أثناء حرب العراق.
وقالت مجلة "جي كيو" الأميركية في تقرير ستنشره في عدد الشهر القادم إن هذه الأغلفة ذات الطبيعة الدينية ربما تكون قد تسببت في إهانة مسلمين داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إضافة إلى آخرين خشوا أن تستثير هذه النصوص التوراتية غضب المسلمين في الدول الإسلامية.
وأوضحت أنها حصلت على المذكرات من مسؤول حكومي رفضت ذكر اسمه "كان منزعجا للغاية من تلك الأوراق المشبعة بنصوص من الكتاب المقدس، وهو ما جعله يحتفظ بالنسخ" بحسب المجلة.
وأضافت أن الاستشهادات التي استخدمها رمسفيلد -خلال توليه وزارة الدفاع- على أغلفة المذكرات تشبه "شعارات الحروب الصليبية"، وكانت مصحوبة بصور تعبر عن انتصار القوات الأميركية في الحرب على العراق.
وذكر الصحفي الأميركي روبرت دريبر، الذي كشف عن المذكرات، أنه كان يجري إعدادها ضمن تقرير شديد السرية يحمل اسم "تحديث الاستخبارات عالميا" كان رمسفيلد مسؤولاً عن إعداده، وغالباً ما كان يقدمه لبوش باليد، ولا يتم توزيعه سوى على مجموعة قليلة من قيادات وزارة الدفاع الأميركية إضافة إلى بوش.
ونقلت المجلة عدة أمثلة لهذه العبارات جاء في أحدها أن غلافا لمذكرة مؤرخة بـ7 أبريل/نيسان 2003 كان يحمل صورة لصدام حسين يلقي خطابا أسفل عبارة مقتبسة من رسالة بطرس الأولى تقول "إنها إرادة الرب، أنه لتفعل الخير ينبغي أن تسكت الحديث الجاهل للرجال الأغبياء".
وقالت إن غلاف مذكرة أخرى مؤرخة بـ8 أبريل/نيسان 2003 يظهر صورة لقوس نصر في العراق على شكل سيفين تستعد دبابة أميركية للمرور من تحته، وفوق الصورة عبارة من سفر أشعياء تقول "افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة".
ويضيف التقرير أن تصميم غلاف المذكرات كان من "بنات أفكار" الجنرال جلين شافير الذي عمل مديرا استخباراتيا لرمسفيلد وهيئة الأركان المشتركة، والذي قال لمن أبدوا تذمرهم من النصوص التي حملتها أغلفة المذكرات إنها تحظى بتقدير قادة بوش ورمسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق ريتشارد مايرز
************
لندن 'القدس العربي': اثار حادث قتل جندي امريكي لزملاء له في قاعدة عسكرية ببغداد الاسبوع الماضي مخاوف من اثر الدوريات المتعددة على نفسية الجنود، ذلك ان الجندي القاتل كان قد خضع لعلاج نفسي وكان جون راسل في مهمته الثالثة. ويرى مسؤولون عسكريون ان الحادث يثير مخاوف من اثر المهمات المتعددة في مناطق القتال على حالة الجنود الصحية وحياتهم الشخصية، خاصة ان عددا منهم يحاول تجنب تلقي العلاج النفسي بسبب العار المرتبط به. كما ان هناك جنوداً يحملون معهم الجراح النفسية الى امريكا حتى بعد تركهم ساحة المعركة.
وقالت صحيفة 'واشنطن بوست' ان قادة الجيش عبروا عن قلقهم من زيادة حالات الانتحار التي اصبحت ظاهرة ملاحظة، ويحاولون البحث عن طرق لتوفير العلاج والتدريب المقدم للجنود من اجل تعزيز قدراتهم ومنع الجنود المصابين من ممارسة الاذى على انفسهم او الاخرين. وعلى الرغم من ادخال برنامج 'معركة العقل' على تدريب الجنود الا انه لم يؤد الا الى ابطاء عدد الحالات ولم يمنعها. وبحسب احصائيات وزارة الدفاع فان عدد الذين خدموا في العراق وافغانستان منذ عام 2001 وصل الى مليون جندي، فيما خدم 300 الف منهم اكثر من مرة وبعضهم قضى ما بين 12- 15 شهرا في كل مرة. وفي الوقت الحالي يبلغ عدد الجنود في كل من العراق وافغانستان 160 الفاً منهم 30 الفاً في دورتهم الثالثة. وتشير الاحصائيات الى ان 20 بالمئة منهم يعودون لامريكا بمشاكل نفسية، مثل الكآبة ومشاكل ما بعد الصدمة والكوابيس ومشاكل عاطفية والحذر الشديد. وحتى بعد عودتهم الى امريكا فالجنود يعرفون ان لديهم عاماً واحداً مليئاً في العادة في الدورات التحضيرية قبل ان يعودوا لميدان القتال في العراق وافغانستان، ولهذا تقول دراسة اعدت العام الماضي ان بعض الجنود يقررون عدم اقامة علاقات عاطفية مع عائلاتهم لان امامهم عاماً واحداً قبل عودتهم للمهمة الاخرى. ونقل عن مسؤول قوله ان المصاعب والضغوط النفسية لن تنتهي في القريب العاجل بسبب الزيادة المرتقبة في عدد الجنود لافغانستان. وقال المسؤول ان الاشهر الثمانية القادمة ستكون صعبة لان الطلب على الجنود والمتطوعين سيكون عاليا.
وبحسب دراسة اعدها الجيش عام 2007 اظهرت ان الحالة العقلية للجنود تتراجع وتؤثر على نفسياتهم في كل مرة يعودون فيها الى ارض المعركة. وتشير الدراسة الى ان الضغوط الناجمة عن العمل وخطط الطلاق او الانفصال عن الزوجات تؤثر على الحالة النفسية. وتقول الدراسة ان معدلات الانتحار في زيادة مقارنة مع المعدل العام المسجل في السابق، وتترافق هذه الزيادة مع المشاكل الشخصية. ولوحظ ان عمليات الانتحار سجلت رقما قياسيا في عام 2008 وزادت عن المعدل العام لمعدلات الانتحار الوطنية. فعدد من انتحروا زاد من 79 عام 2003 الى 128 في عام 2008. والمعدل استمر في الزيادة حتى العام الحالي حيث سجلت 64 حالة في الاربعة اشهر الاولى منه. ومع وجود عدد كبير من الجنود ممن يعانون من المشاكل النفسية الا ان نصفهم تقريبا يتلقون علاجا نفسيا خشية من معايرة زملائهم او لعدم وجود العلاج اللازم لهم، ففي مناطق في افغانستان من الصعب على الجنود الحصول على العلاج ويطلب منهم العمل في مناطق بعيدة ووعرة. ولمواجهة المشكلة يتم الان تشخيص الجنود حالة عودتهم وتقييم حالتهم النفسية وبعد ثلاثة اشهر من العودة، كما تمت زيادة معدلات العاملين النفسيين في وحدات الجيش.
ويعمل الجيش على برنامج جديد يفرض على الجنود الخضوع لفحص طبي عبر الانترنت والتغلب على مشكلة نقص الاخصاء النفسيين قرب وحدات الجيش. كما وادخل الجيش برنامج تقوية نفسية للجنود وهو 'معركة العقل' لتقوية عزيمتهم. ولاحظت صحيفة 'الغارديان' انه مع الانتحار هناك ايضا مشاكل مخدرات وادمان على الكحول وعنف بيتي.
وبحسب دراسة عن وضعية الجنود في افغانستان وجدت ان واحداً من كل خمسة جنود عانى بطريقة او بأخرى من مشاكل نفسية. فيما اظهر مسح قامت به جمعية المحاربين السابقين في العراق وافغانستان الامريكية ان نصف المصابين بأمراض عقلية ونفسية يتلقون العلاج المناسب. فيما قال خبير نفسي ان الجيش حاول تجاهل ازمة محاولات الانتحار بين الجنود بالتغطية عليها وان هناك 790 محاولة انتحار سجلت عام 2007