14يونيو 2009م
طهران - الوكالات:
تحولت تظاهرة التأييد للمرشح الرئاسي مير حسين موسوي امس في طهران الى تجمع ضخم تعذر تقدير عدد المشاركين فيه، لكنه ضم مئات الالاف على الاقل واتهى باشتباكات دامية ادت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى. يأتي ذلك فيما امر المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي مجلس صيانة الدستور الجهاز المشرف على الانتخابات، بدراسة شكوى المرشح موسوي الذي اعرب عن استعداده للمشاركة في انتخابات جديده، فيما طالب الرئيس الأسبق محمد خاتمي باعادة الانتخابات.
قد تصل الى مليونين
وافاد شرطي كان يراقب التظاهرة الضخمة في جادة ازدي لوكالة فرانس برس بانها تضم «على الاقل مليون شخص ونصف المليون» في حين قال شرطي آخر كان يقف الى جانبه ان عددهم «قد يصل الى مليونين». واحتلت صفوف متراصفة من المتظاهرين اغلبية مساحة الجادة عصر امس.
ولم يبث التلفزيون الايراني اي صورة للتظاهرة. غير انه نقل امس الاول مطولا تظاهرة الدعم للرئيس احمدي نجاد. ومنعت وزارة الداخلية تنظيم هذه التظاهرة التي بدأت بدعوة من موسوي، غير ان شرطة مكافحة الشغب الموجودة في الساحة لم تتخذ اي اجراء.
وقاد التظاهرة المرشح موسوي وضمت العديد من الشباب من رجال ونساء وكذلك افراد اكبر سنا. وألقى عدد كبير من المتظاهرين وشاحاً اخضر على ظهرهم، بلون حملة موسوي الانتخابية، كتب عليه «اين صوتي؟».
وهتف المتظاهرون «الموت للدكتاتور» في اشارة الى احمدي نجاد، وكذلك «الايرانيون يفضلون الموت على الاهانة» و«موسوي، نحن معك». ورددوا «اذا ظل أحمدي نجاد رئيسا فسنحتج كل يوم».
وبينما حلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة اطلقت الجموع اصوات استهجان.
اشتباكات دامية
ولم تمر التظاهرة الضخمة بسلام، إذ قتل متظاهر بالرصاص واصيب العديد من المتظاهرين الآخرين.
وقال مصور ايراني رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس انه شاهد جثة شخص قتل بالرصاص في جبهته امام مركز لميليشيا الباسيج الاسلامية كانت تندلع فيه النيران، متحدثا عن اصابة اشخاص اخرين بالرصاص.
ولاحقا، التقط صورا لجثة هذا الشخص الذي حمله متظاهرون اخرون وبدا وجهه مغطى بالدماء.
واظهرت الصور ان مجموعة من المتظاهرين كانت تهاجم مركزا للباسيج.
وعلى سقف هذا المركز، وقف ثلاثة رجال يرتدون قمصانا بيضاء ويعتمرون خوذا فيما صوب احدهم بندقية كلاشنكوف على المتظاهرين. وقال المصور ان العيارات النارية التي قتلت الرجل واصابت اخرين كان مصدرها سطح المركز.
من جهته، افاد مراسل لفرانس برس كان حاضرا في التظاهرة بسماع اطلاق عيارات نارية عدة.
ونقل شهود للمراسل انه مع انتهاء التظاهرة، اطلق اشخاص في لباس مدني النار على متظاهرين واصابوا العديد منهم. واكد الشهود ان مطلقي النار كانوا في لباس مدني وليسوا من عناصر الشرطة.
كذلك، افاد مراسل فرانس برس ان مواجهات اندلعت بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين في محيط ساحة ازادي، وذلك مع وصول التظاهرة الى وسط المدينة. وعمد عشرات الاشخاص الى الفرار من المكان.
واحرق متظاهرون اطارات ومستوعبات ونفايات والعديد من الدراجات النارية، فيما استخدم الشرطيون الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
انتخابات جديدة
وقال موسوي في التجمع انه مستعد للمشاركة في انتخابات جديدة. وقال رئيس الوزراء السابق في كلمة امام انصاره، ان «صوت الناس اكثر اهمية من موسوي او اي شخص اخر».
كما افاد محمد رضا خاتمي بان شقيقه الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي سيواصل معارضة اعادة انتخاب احمدي نجاد حتى تنظيم اقتراع جديد.
وقال رضا خاتمي «سنواصل تحركنا حتى الغاء نتائج الانتخابات وتنظيم اقتراع جديد».
واكدت زوجة موسوي انهم «ماضون حتى النهاية» في رفض اعادة انتخاب نجاد.
وقالت زهرة راهنيفارد التي كانت الى جانب زوجها في حملته الانتخابية «موسوي وانا، سنمضي حتى النهاية».
دراسة الطعن بدقة
ونقل التلفزيون الايراني عن المرشد الاعلى قوله لموسوي خلال لقاء الاحد انه «صدر امر لمجلس صيانة الدستور لدراسة الرسالة بدقة».
ونقلت وكالة الانباء الطلابية (اسنا) عن متحدث باسم المجلس قوله ان الجهاز المؤلف من 12 شخصا سيلتقي (اليوم) مع موسوي لمناقشة شكواه.
واضاف ان «وزارة الداخلية ارسلت نتائج الانتخابات الرئاسية الاثنين لدراستها».
وقال المتحدث ان «المجلس سيعقد اجتماعا مع مير حسين موسوي والمرشح محسن رضائي للاستماع الى ارائهما وسنطلعهما على طريقة عملنا».
واكد ان «القرار النهائي سيصدر ضمن المهلة الزمنية التي يحددها القانون».
تحذير مبطن
كما دعا خامنئي موسوي الى مواصلة احتجاجه على نتائج الانتخابات بالطرق القانونية.
وقال المرشد الاعلى مخاطبا موسوي في لقاء بينهما الاحد «يجدر بك ملاحقة المسألة بالطرق القانونية»، في اشارة الى تقديم موسوي الاحد طعنا رسميا الى مجلس صيانة الدستور طالبا الغاء نتائج الانتخابات.
ووجه المرشد الاعلى الى موسوي تحذيرا مبطنا من الحض على مواصلة التظاهرات التي تلت اعلان فوز احمدي نجاد.
موسوي واثق من نفسه
خاطب موسوي مؤيديه، عبر مكبر للصوت، وبدا واثقا من نفسه رغم ظهور النتائج التي أشارت إلى فوز منافسه محمود أحمدي نجاد بشكل كاسح
****
الجزيرة نت : دعا أنصار المرشح الرئاسي مير حسين موسوي للمضي قدما في الاحتجاجات الحاشدة رغم مقتل متظاهر وإصابة آخرين يوم أمس في طهران, بينما أبدى موسوي تشاؤمه حيال الطعن الذي قدمه في نتيجة الانتخابات الرئاسية. للحرس الثوري الإيراني).
وتعليقا على هذه التطورات اعتبر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أن عدم ترخيص وزارة الداخلية للمظاهرة يخالف مصلحة النظام وحق الشعب الإيراني.
وردد متظاهرون شاركوا في الاحتجاج الحاشد الذي نظم أمس في طهران هتافات تدعو لتنظيم احتجاج مماثل عصر هذا اليوم في إحدى الساحات الرئيسية في العاصمة الإيرانية، كما رددوا شعارات تؤكد استعدادهم للموت وتصميمهم على عدم قبول نتائج الانتخابات التي وصفوها بأنها مزورة.
ونقل موقع موسوي على الإنترنت عنه قوله لحشود المتظاهرين إنه مستعد لدفع أي ثمن في تصديه لمخالفات الانتخابات.
وشكل بعض المتظاهرين جدارا بشريا أمام مبنى يسكنه عناصر من مليشيات الباسيج (قوات التعبئة الشعبية التابعة
ونقل عن مصور إيراني كان يغطي المسيرة أن المتظاهرين هاجموا المبنى فرد الباسيج بإطلاق النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين.
وأفاد مواطنون إيرانيون بسماعهم إطلاق عيارات نارية في ثلاثة أحياء شمال طهران وهي فالنجاك وجوردان ودراوس مع انتهاء المسيرة الحاشدة التي شارك فيها مئات الآلاف من أنصار موسوي
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن خاتمي قوله إنه حق مشروع للشعب أن يطالب بالمحافظة على أصواته ومن واجب المسؤولين أن يصونوا هذه الأمانة ويسعوا إلى حفظ وتعزيز الثقة العامة.
واعتبر أن تجاهل هذا الحق والتصدي بعنف للمواطنين يتعارض مع مبادئ الثورة والنهج الواضح للإمام الخميني ولن يحل هذا الأسلوب أي مشكلة في البلاد.
وأشار خاتمي إلى أنه كان مصمماً على المشاركة في الاجتماع السلمي للتعبير عن احتجاجه غير أنه لم يفعل ذلك لعدم الترخيص لها خلافاً لمصلحة النظام وحق الشعب الإيراني.
ودعا خاتمي أنصار موسوي إلى التعبير عن احتجاجهم عبر الوسائل السلمية وعدم انتهاك القانون والمحافظة على الهدوء كي لا يعطوا ذريعة للذين يضمرون السوء ودعاة العنف
يأتي ذلك في وقت نقل فيه موقع موسوي عنه قوله إنه غير متفائل بشأن الطعن الذي تقدم به إلى مجلس صيانة الدستور طالبا إلغاء نتيجة الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة الماضي.
وقال موسوي إن الكثير من أعضاء هذا المجلس لم يكونوا محايدين أثناء الانتخابات وأيدوا مرشح الحكومة، ودعا قوات الشرطة والجيش لوقف العنف ضد الشعب.
وفي هذا الإطار قال رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي إن المجلس سيتخذ قراره بشأن طعن موسوي بأقرب وقت ممكن وفي فترة لا تتجاوز عشرة أيام، وتعهد بالتعامل مع هذه المسألة بنزاهة تامة وإعلان النتائج أمام الرأي العام.
وقال جنتي إن المجلس تلقى رسالة من المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله على خامنئي يطالبه فيها بالنظر بشكل دقيق بالطعون التي قدمها موسوي.
وكان خامنئي طالب موسوي أثناء استقباله له أمس الأحد باتباع الوسائل القانونية في احتجاجه على نتائج الانتخابات الأخيرة التي أعيد فيها انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية.
من جانب آخر، تجمع عدد من أنصار أحمدي نجاد أمام مقر السفارتين البريطانية والفرنسية ورشقوهما بالبيض في تعبير عن رفضهم لتدخل باريس ولندن بالشؤون الداخلية الإيرانية، في إشارة إلى التصريحات الرسمية التي تناولت مسألة نتائج الانتخابات الرئاسية
****