14 مارس 2010م الجزيرة نت : وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي بأنه كان مثالاً للاعتدال، وكثيراً ما جلب على نفسه انتقادات من وصفتهم المتطرفين الإسلاميين خاصة في موقفه من اليهود وإسرائيل.
ولفت المقال إلى أن طنطاوي التقى الرئيس شمعون بيريز وحاخامات يهود، وكان معارضا للعمليات الفدائية ودعم الجدار الحدودي بين مصر وغزة كما أصدر فتاوى ضد ختان الإناث
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية بمقال كتبه روعي نحمياس، إلى أنه منذ عام 1996 شغل طنطاوي منصبه الديني الهام جدا بالعالم السني وخلال الـ14 عاما الأخيرة "اتخذ خطاً معتدلاً ضد التطرف المتعاظم والمتزايد".
وأضافت يديعوت أحرونوت أن عدداً من الألقاب صاحبت اسم طنطاوي في الأنباء عن وفاته منذ أيام من بينها "الإصلاحي، الشجاع في المعارك" وهي أنباء امتلأت بها الصحف العربية، مشيرة إلى أن طنطاوي الذي ترأس مؤسسة الأزهر أكبر هيئة تشريعية إسلامية في مصر توفي عن 82 عاما أثناء زيارة للسعودية
وأشارت إلى أن الأزهر المؤسسة الدينية التي أنشئت نهاية القرن العاشر وتشمل جامعة الأزهر التي تعد أهم جامعة في العالم السني، تعد مركز التشريعات في العالم الإسلامي ومركزا للقوة الدينية.
وأضافت الصحيفة "لكن طنطاوي لم يكن يعلم منذ 14 عاما أي فترة زمنية هو مقبل عليها" موضحة أن "العمليات الإرهابية التي بدأت منتصف التسعينيات تزايدت مع الانتفاضة الثانية عام 2000 وأثيرت تساؤلات تشريعية صعبة، ووقتها لم يتردد طنطاوي في اتخاذ مواقف شجاعة إزاء تلك التساؤلات، معارضا بهذا التيار المتطرف الذي تنامى"
ولفتت يديعوت أحرونوت إلى "أن إحدى الفتاوى الهامة لطنطاوي كانت تلك التي حدد فيها مفهوم الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي على أنه ليس فريضة على كل مسلم" مضيفة "تلك الفتوى كانت ضد فتاوى أخرى لأقطاب إسلاميين رأوا في الحرب ضد تل أبيب فريضة على كل مسلم".
وأوضحت "الفروق بين الاتجاهين اتجاه طنطاوي واتجاه المتطرفين كانت فروقا شاسعة، خاصة أن شيخ الأزهر أكد أنه من الممنوع على أي إنسان وبقرار شخصي عبور الحدود مع إسرائيل لمحاربة الأخيرة، كما أعلن معارضته العمليات الاستشهادية، موضحا أن من المحرم قتل الأبرياء".
وأضافت الصحيفة "طنطاوي كان أحد أصحاب الفتاوى الرافضين لتيار تصاعد في العقد الأخير ضد كل من واشنطن وتل أبيب، حيث دعا إلى عدم لعن اليهود والأميركيين، بل الاكتفاء بالدعاء لهم كي يستقيموا ويتراجعوا عن أخطائهم وذنوبهم".
وتابعت "طنطاوي لم يكتف بالكلام فقط بل إنه رافق كلامه بالفعل عندما التقى مع حاخامات يهود بمكتبه، الأمر الذي تعرض بسببه لانتقادات شديدة وشارك في مؤتمرات دينية بجانب حاخامات وكانت قمة ما فعل هو مصافحته وبحرارة للرئيس شمعون بيريز خلال مؤتمر حوار الأديان منذ حوالي العام"
ورأت يديعوت أحرونوت أن مواقف طنطاوي "لا تتفق مع النغمة السائدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لكن شيخ الأزهر قام بتدعيم خط الاعتدال داخل مصر عندما أقام علاقات طيبة مع البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط المصريين وهذا رغم تزايد التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر وتنامي أحداث العنف بينهما بين الحين والآخر".
وذكرت "هناك لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حينما كان وزيرا للداخلية وطنطاوي أبدى فيه الأخير دعمه لقرار حكومة باريس بحظر ارتداء النقاب في فرنسا وهو ما قوبل باعتراضات وانتقادات ضد شيخ الأزهر من قبل المعسكر الإسلامي المحافظ وعلى رأسهم حركة الإخوان المسلمين".
وأشارت الصحيفة إلى أن طنطاوي أعرب في إحدى فتاواه التي أصدرها في أيامه الأخيرة عن دعمه لإقامة جدار فولاذي على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقال إن الأمر يأتي للحفاظ على أمن مصر.
وختمت بالقول "إن تسمية (الرجل الشجاع) التي أطلقت على طنطاوي خلال حياته لم تأت من فراغ أو أطلقت مجانا، ومن الصعب الاعتقاد أن خليفته أياً كان يمكنه أن يحمل صفة الاعتدال والإصرار التي كان يحملها شيخ الأزهر
ــــــــ
'بكلتا يديه'
14 مارس 2010م
جبهة علماء الأزهر: طنطاوي أول شيخ أهان القرآن والإسلام
اتهامات بالجملة لشيخ الأزهر الراحل: ارتشى وأباح الربا وسعى في خراب اعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم.
ميدل ايست اونلاين
القاهرة – شنت جبهة علماء الأزهر هجوما حادا الأحد على شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، متهمة إياه بأنه "أول شيخ أهان كتاب الله تعالى ودينه ورسوله والمؤمنين" و"أول من سعى في خراب" أعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم.
وقالت الجبهة التي تعرّف بنفسها على أنها "مناصرة له (الأزهر) وذائدة عن حياضه، وساعية في مرضاة الله بالقيام على خدمة أهله ورجاله" ان طنطاوي هو "أول شيخ للأزهر قال بإباحة ربا البنوك –وهو شر أنواع الربا- وأول من سعى في مطاردة كل مخالف له وناصح وأول من دنس عرصات المسجد الأزهر بأقدام أحبائه من الصهاينة اليهود".
وتوفي طنطاوي الأربعاء في السعودية عن 81 عاما بازمة قلبية ودفن في المدينة المنورة.
واضافت الجبهة في بيان تلقى "ميدل ايست اونلاين" نسخة منه ان طنطاوي هو أول شيخ للأزهر يصافح زعيم اسرائيلي، في اشارة الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز.
وأضاف البيان عن شيخ الأزهر الراحل قائلا انه "أول من زار نوادي اليهود المشبوهة بمصر من الليونز والروتاري من شيوخ الأزهر وعلمائه".
واتهم البيان طنطاوي الذي كان قريبا من السلطة ومعتدلا اثارت مواقفه من عدد من القضايا الاجتماعية والسياسية جدلا، بانه أول من تسوَّل الحكم بغير ما أنزل الله في خصومه
ومن الاتهامات التي اوردتها جبهة عماء الأزهر بحق طنطاوي "أنه أول من سعى من شيوخ الأزهر في خراب الأزهر، فاتخذه ضيعة له، فألغى في المعاهد الأزهرية الفقه المذهبي لحساب كتابه السقيم الفقه الميسر، ثم فرض بقية كتبه على حساب المراجع العلمية الأصلية فيه".
وقالت الجبهة ايضا انه "أول من أفتى بجواز حصار المستضعفين من أبناء غزة المحاصرين، وخرس عن جريمة إمداد اليهود بسلاح الغاز والبترول".
كما اتهمته بان "أول شيخ للأزهر يتهم بتلقي الرشا -ثلاثة قصور بمدينة الشوق من وزير الإسكان- وأول شيخ يجعل من المشيخة دارا للأفراح والليالي الملاح طلبا للدون من عرض الدنيا".
وطالبت الجبهة بأن "ترد إلى الأمة الأموال الحرام قبل أن يدعوا الداعون ويشهد غير المستشهدين".
ــــــــــــ
طنطاوي نفسه أيّد الانتخاب
أصوات تتعالى لانتخاب شيخ الأزهر بدلا من تعيينه
وفاة طنطاوي تفتح الباب مجددا أمام المطالبات بكف يد الحكومة المصرية عن أعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم.
ميدل ايست اونلاين
القاهرة - قالت رموز برلمانية وإعلامية مصرية إنه حان الوقت، بعد وفاة شيخ الأزهر سيد طنطاوي، لانتخاب مشيخة جديدة من بين أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ولكنهم أبدوا تشاؤمهم من قبول الحكومة المصرية لفكرة الانتخاب باعتبار أن السلطة حريصة على "تأميم الأزهر" ولا تؤمن بأسلوب الانتخاب في المناصب العليا عموما.
واستبعد الكاتب والمفكر فهمي هويدي قبول الحكومة فكرة السماح بانتخاب شيخ الأزهر برغم الحاجة الملحة الآن لانتخابه "ليقوم بحماية هذه المؤسسة ورعايتها بعيدا عن تدخلات السلطة وضغوطها".
واعتبر هويدي أنه "في بلد لا يؤمن بالانتخاب في أي منصب كبير، القصة (انتخاب شيخ الأزهر) غير واردة والحديث عنها هو من قبيل الترف الفكري".
وقال هويدي إن "السلطة حريصة على تأميم الأزهر كما أممت الحياة السياسية. والانتخاب في المناصب العامة في مصر غير معترف ولا مرحب به من جانب الكبار وخصوصا في مؤسسة الأزهر".
فيما توقع نائب البرلمان علي أحمد لبن، الذي يقدم في أول كل عام طلبا للحكومة لسن قانون بانتخاب شيخ الأزهر، أن تستمر الحكومة في رفض هذا الطلب وأن يأتي شيخ الأزهر الجديد رقم 43 في تاريخ المشيخة بالتعيين أيضا، برغم تأكيده على أن شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوي وافق بنفسه على مسألة أنتخاب شيخ الأزهر وأنه "حان الوقت لتنفيذ وصية الراحل".
وقال لبن ان الوقت لم يحن فقط لتنفيذ مسألة انتخاب شيخ الأزهر بسبب التحديات التي تواجه الأزهر والعالم الإسلامي والحاجة لفصله عن السلطة وتقويته، وإنما "الوقت حان لتنفيذ الحكومة لوصية الشيخ طنطاوي نفسه الذي وافق علي انتخاب شيخ الأزهر في حياته وأعطى موافقته للبرلمان عندما طرحت فكرة قانون انتخاب شيخ الأزهر". (قدس برس)