وأكد المتحدث باسم طالبان قاري يوسف صحة البيان. ويذكر أنه لا يعرف مكان الملا عمر
ـــــــــــــــــــــــــ
نص بيان الملا محمد عمر حفظه الله
الحمد الله أعز الإسلام و المسلمین و أذل الشرك و المشركین، والصلاة والسلام علی قائد المجاهدین، أشرف الأنبیاء والمرسلین، وعلی آله وأصحابه و من اهتدی بهدیه أجمعین أما بعد!
یقول الله عز وجل { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الأنعام/162 )
نقدم تهنیاتنا من صمیم الفؤاد بمناسبة أداء فریضة الصوم في شهر رمضان المبارك ، وحلول عید الفطر السعید لإخواننا المجاهدین الأبطال ، و أسر الشهداء في سبیل الله و شعبنا المؤمن و الأمة الإسلامیة جمعاء ، نسأل الله أن یتقبل منكم جمیعا عباداتكم و تضحیاتكم، وأن یعید علینا هذه المناسبات الطیبة ، مناسبات التفاني والأخوة والسعادة في جو من الفرح و الهناء و الانتصار علی الأعداء المحتلین. آمین.
ونهنئكم بالفتوحات التاریخیة للمجاهدین في خنادق القتال ونرجو الله تعالی أن یتقبل من المجاهدین جهاد هم ، و من الشهداء تضحیاتهم في سبیل الله تعالی.
استغلالاً لهذه الفرصة الكریمة و إحساساً منا بضرورة هذا الوقت والزمن نری الكلمات التالیة جدیرة بالذكر وهي :
( ا ) نطمئن شعبنا الأبي ومجاهدینا الأبطال بأن المخططات الاستعماریة لاحتلال أفغانستان قد واجهت بفضل الله تعالی ثم ببركة تضحیاتكم الفشل الذر يع.
إن حلف الناتو قد نفذ بقیادة العسكریین من وزارة الدفاع الأمريكية خلال السنوات الثمانیة الماضیة السیاسات العدوانیة البشعة التي كان یقصد و من ورائها تسخیر الشعب الأفغاني عن طریق استعمال القوة العسكریة ، و قد جربت أحدث ما و صلت إلیها من تقنیتها الحربیة و جمیع أنواع الأسلحة حتی الكیماویة منها و أنشأت مئات مراكز الإشاعة الحربیة ، و أنفقت مليارات الدولارات علی الإعلام للنفخ في قوة أمریكا الحربیة و إرعاب الجهة المقابلة ، و لكن جمیع هذه الجهود باءت بالفشل و عجزت من أن تكسبهم النصر في میدان القتال،بل وتحولت المقاومة الجهادیة ضد الاحتلال إلی انتفاضة شعبیة وطنیة عمت البلد كله ، والتي أصبحت علی مشارف الفتح بإذن الله تعالی.
إن المحتلین یجب علیهم أن یطالعوا تاریخ أفغانستان بدءاً من غزو الإسكندر و جنگیزخان إلی یومنا هذا ، ولیعتبروا من مصائر المحتلین فيه، و إذا كانوا لا یرغبون في مطالعه التاریخ الغابر فلینظروا إلی ما شاهدوه في السنوات الثمانیة الماضیة ، وما كسبوه فيها!
و إن كانوا یعجزون عن تقدیر خسائر هم في هذه السنوات فلینظروا إلی نتیجة العملیات القویة التي أجروها منذ ثلاثة أشهر في ولأية هلمند و التي كانوا یسمونها بعملیات ( الخنجر) و ( قبضة النمر). ماذا جنوا منها ؟ ألا تكفيهم هذه الهزیمة التاریخیة عاراً وخزیا ؟!
إن كان الغرب قد أخفي خسائر هذه العملیة عن الإعلام فإنها لا تخفي علی الحكومات الغربیة ، وهي تعي حقیقة إلی أي مدی و صلت خسائرها ؟ و إلی أي درك سقطت معنویات جنودها؟.
إن الغرب مهما زاد من حجم قواته الحربیة في أفغانستان فإن النتیجة لن تكون سوی الهزیمة المطلقة.
إن المنابع الحربیة في الناتو و الجیش الأمریكی و خاصة جنودها الأسری یعترفون أن خسائر القوات المحتلة في الأموال و الأرواح أكبر بكثیر مما تعترف بها تلك الجهات رسمیاً.
علی أية حال فإن السیاسات التي یتخذها الاحتلال تجاه القضیة فهي یمكنها أن تكون سبباً في استمرار الحرب ، و لكنها لیست حلاً للقضیة أبداً ، لأن تواجد القوات الغازیة علی أرض أفغانستان لیس حلا للمشكلة ، بل هو بنفسه أصل المشكلة.
إن الفساد في الحكومة العمیلة ، و اختلاس الأموال ، و تجارة المخدرات ، ووجود جماعات ( المافيا) و تمتع تجار الحرب بالقوة و المكانة، و تقویة مراكز الفحشاء من خلال برامج مدروسة هي كلها نتائج طبيعية للمعاهدات الاستعماریة التي تتمم بین العناصر النفعیة العمیلة و بین المحتلین ، و قد أدت هذه المعاهدات بالناس لیواجهو الفقر والمجاعة و البطالة التي اضطرت الناس لبیع فلذات أكبادهم من البنین و البنات.
والغریب في الأمر أن المحتلین یسعون لتسلیط هذا النظام الفاسد مرة أخری علی شعبنا المضطهد من خلال إجراء الانتخابات الأخیرة ، و التي قاطعها الأغلبیة في هذا البلد.
و من الطبیعی أن یرفض الناس نتيجة هذه الانتخابات التي لايكون أثرها إلا ازدیاد المشاكل و استعار الحرب.
ولذلك یجب أن تحل مشكلة تواجد القوات المحتلة علی أرض أفغانستان أولاً و أن تظهر أفغانستان كدولة حرة مستقلة علی خریطة العالم ، و من ثم یمكن التفكیر في حل المشكلات الداخلیة بین الأفغان أنفسهم ، أما أن یكون هنالك احتلال قائم في البلد فإن مصالحنا الدینیة والوطنیة سوف تقع تحت ظل المصالح الأجنبیة ، و تصبح ضحیة للمخططات الاستعماریة.
إن هدفنا من الكفاح هو تحرير البلد من السیطرة الأجنبیة ، و إقامة حكم إسلامي عادل فيه ، یرضاه شعبنا المسلم ، وكل طریق یؤدی بنا إلی هذا الهدف مفتوحة إلا أن التفكیر في السبل المؤدیة إلی هذا الهدف یكون مجدیا حین یكتسب البلد حریته الكاملة ، و أن لا تكون هناك جیوش محتلة تمسك بزمام الأمور.
( ب ) إن إمارة أفغانستان الإ سلامیة ترید من جمیع الأبناء الأوفياء للبلد – بعد خروج القوات المحتلة – أن تكون لهم المشاركة في الحكومة و إقامة النظام لأن الأمور العمرانیة ،و الاقتصادیة ، و السیاسیة ، و التعلیمیة ، و الثقافية، للبلد لا یمكنها أن تتجه نحو الرقی إلا بمشاركة المخلصین و أصحاب التجربة من العلماء و المتخصصین من أبناء هذا البلد.
إنه من حسن الحظ أن عدداً كبیراً من أبناء هذا البلد في الداخل والخارج من ذوی التجارب و الاختصاصات من أصحاب الكفاءات العالیة لا يعترفون بالاحتلال ولا الإدارة العمیلة التي أقامها المحتلون،بل یسعون لإقامة نظام إسلامی حر في هذا البلد.
إن إمارة أفغانستان الإسلامیة تخطط لما بعد الاحتلال في ظل نظام العدل الاجتماعی للإسلام برامج للتنمیة الاقتصادیة والاجتماعية لمستقبل هذا البلد.
فهي تسعی لتقویة البنیة التحتیة للاجتماع ، والاقتصاد، و تطویر التعلیم ، والصناعة والتنمیة والزراعیة في البلد.
( ج ) إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنبه مرة أخری المواطنین الذین یعملون في إدارة كابول العمیلة ، ویشدون من عضد الاستعمار بوقوفهم إلی جانب المستعمرین أن ینصرفوا عن معاداة الدین والوطن و الشعب، و نقول لهم إن المستعمرین یتقوون بسواعدكم و یستمرون في احتلالهم للبلد.
إن المحتلین یهينون إلی جمیع قیمنا الإسلامیة ، و یسعون من خلال مخططات مدروسة نشر المسیحیة و الدعوة إلیها. وینهبون ثرواتنا الطبیعیة بحیل مختلفة وقد حملوا بلدنا قروضاً باهظة تقصم ظهر اقتصاد البلد.
إن إمارة أفغانستان الإسلامیة تفتح طریق الأمن أمام جمیع من یترك طریق الغدر والخیانة للشعب والوطن.
و لیعلم الناس جمیعاً أن انتفاضتنا الشعبیة الشاملة ضد المحتلین هي كالسیل العرمرم یجرف كل من یقف في طریقه.
إن الظلم و التعذیب و المؤامرات و التحالفات و الجنود المرتزقة لا تقدر علی سد طریق هذه الحركة الجیاشة، ولكی نكون قد قمنا بأداء مسؤولياتنا الإيمانية والتاریخیة ینبغی أن نقف إلی جانب شعبنا ضد المحتلین ، و بشكل خاص یجب علی من یتسمون بالمجاهدین القدامى في الحكومة العمیلة أن یعیدوا مكانتهم الجهادیة بالوقوف في صف الجهاد، و ترك صفوف الكفار.
( د ) إن إمارة أفغانستان الإسلامیة لتؤمن بالإصلاح الاجتماعی و إصلاح ذات البین ، و ترحب بالابتكارات السلیمة في إطار الشریعة الإسلامیة ، ولذلك تنتبه إلی نقائصها و تكلف جمیع مجاهدیها بالالتزام الشدید لمراعاة الأصول و اللوائح والجهادية لكی یتمكنوا جمیعاً من السیر قدماً في إطار الشریعة الإسلامیة مراعین لمصالح الشعب و الوطن في حركتهم الجهادیة. وأن یثبتوا أنفسهم مدافعین حقيقيين عن الدین و الوطن ، و ممثلین صادقین للمطالب الأساسیة للشعب المسلم .
كما تعتبر الإمارة تصفية صفوفها و محاسبة أفرادها من حتمیات و وظائفها بشكل دائم مستمر.
و بما أن العدو یواجه هزیمة عسكریة، ولیس ببعید أن یعترف بهزیمته الكاملة ، فإنه الآن یسعی لرمی آخر سهم في كنانته وهو سهم زرع الفرقة و الخلافات بین الشعب المؤمن، لكی ینتقم لهزیمته العسكریة بهذه الطریقة، إلا أن العدو یواجه الفشل في هذا السعی الماكر أيضا ، لأن شعبنا المؤمن و في لدینه ووطنه، و یعتبر الوحدة و نصرة المجاهدین من وجائبه الدینیة ، و العمل لتحریر بلده من حقوقه ، وهو یعی أن الإعلام الغربی ما هو إلا بوقا من أبواق
( البنتاغون ) الذی لا یجوز أن نغتر بإشاعاته الباطلة .
إن تضامن شعبنا المؤمن للمجاهدین یزداد یوما بعد یوم، و یجب علی المجاهدین أن لا یعتبروا أنفسهم بعیدین عن الشعب ، و أن یقوموا بالحفاظ علی أرواح الناس و أموالهم و أعراضهم ، و أن يقفوا سداً أمام من یعتدی علی أرواح الناس و أموالهم و أعراضهم باسم المجاهدین بإیعاز من العدو.
و كذلك یجب علی المجاهدین أن یعتنوا بتربیة الشعب تربیة إسلامية حتی یكونوا بأنفسهم ید عون للمجاهدین ، ولا ینبغی لشعبنا الأبیّ أن یدخله الذعر من التصریحات الجوفاء التي یدلی بها الناطقون العسكریون باسم العدو كتصریح قائد القوات البریطانیة التي جازف فيها أنهم سیبقون في أفغانستان لأربعین سنة أخری.
و لنتذكر أن آباءنا جاهدوا ضد الإانجلیز لثمانین سنة ماضیة بدءاً من 1839 م إلی 1919 م إلی أن هزموهم بإذن الله تعالی، و حصلوا علی حریتهم ، إن عزمنا الیوم أقوی من الأمس ، و إن إعدادنا العسكری الیوم أحكم من الأمس ، وإن الأسلحة التي بأيدینا الیوم لهي احدث مما كنا نملكها بالأمس ، إن ظروف المنطقة بفضل الله تعالی في صالحنا أكثر مما هي في صالح العدو، ولذلك سنستمر بإذن الله تعالی في جهادنا إلی آن نطرد العدو و نحصل علی الحریة الكاملة .
إن بیاناتنا السابقه بخصوص تشدید المقاومة و توسیعها لم تكن بیانات إشاعة جوفاء ، فقد رأي الجمیع مصداقیتها في میدان الواقع ، و إننا نقول للمرة الأخری أن عملیاتنا الهجومیة القادمة في ضوء التكتیكات القتالیة الحدیثة ستدخل إلی مرحلة جدیدة و التي لاتكون نتیجتها إلا ارتفاع قدر خسائر العدو بشكل لم یسبق لها مثیل، و سوف تقود العدو إلی الهزیمة الحتمیة بإذن الله تعالی.
( هـ ) إن إمارة أفغانستان الإسلامية تؤمن بإقامة علاقات ثنائیة ايجابية مع جمیع الدول المجاورة في إطار من الاحترام المتقابل ، و ترید فتح باب جدید للتعاون الشامل معها في مجالات التنمیة الاقتصادیة و حسن الجوار، إننا نعتبر المنطقة كلها بمثابة بیت واحد في مقاومتها للاستعمار ، و نرید أن نقوم بدورنا الإيجابي في استقرار الأوضاع في المنطقة، و نطمئن جمیع الدول بأن الإمارة الإسلامية - بصفتها قوة تدرك مسؤولياتها و صلاحیاتها - كما أنها لا تسمح لأحد أن یتدخل في شؤونها ، فهي أيضا لاتتدخل في شؤون الآخرین .
ولیكن واضحاً أننا ضحیة الإشاعات السیئة لوسائل إعلام العدو الذی أوجد شكوكاً و توتراً بیننا و بین عدد من الدول ، إنه یتهمنا كذباً بمخالفه التعلیم و عدم رعاية حقوق المرأة الإسلامیة .
إن إعلام العدو یصورنا بالزور و البهتان تهدیداً لبعض الدول في العالم.
إن الإمارة إلا سلامية تتسنح الفرصة بإيجاد ظروف مناسبة لرفع مثل هذه الشكوك و الشبهات حولنا بالإجابة العملیة علیها .
إن الإمارة الإسلامیة لتوجه نداء ها لشعوب الغرب أن لا تتخدع بادعاءات ( اوباما ) الذی یعتبر الحرب في أفغانستان حرب الاضطرار إن الغرب لیس مضطراً للخوض في هذه الحرب ، إنها حرب من وراء ها أغراض مشبوهة، أعلنت بناءً علی أدلة كاذبة إنها تضر بالبشریة جمعاء و تتسبب في بروز أزمة اقتصادية عالمیة ، و توتر في الأوضاع العالمیة.
إن فقدان الثقة و تخطی الأصول المتفق علیها لنتائج لهذه السیاسیات اللامعقولة.
إنه لا ينبغی أن تنخدع الشعوب الغربیة بادعاءات الأمین العام لحلف الناتو ( راسموسن ) و رئیس الوزراء البریطانی التي یعتبران فيها الحرب الدائرة في أفغانستان حرب الدفاع عن الغرب، یجب أن لا تشوش هذه المزاعم التي لا أساس لها أذهانكم ، إنها مزاعم باطلة یستند إلیها حكامكم خدعة لجواز الحرب الظالمة المسلطة علینا والتي تخالف جمیع الأعراف الدولیة.
إن الأعراف الدولیة المعاصرة لا تبیح لأي دولة في العالم أن تتدخل في الشؤون الداخلیة للدول المجاورة.
إنه یجب آن یدرك حكام البیت الأبیض المغرورون و حلفائهم الإنجلیز إن تدخلهم في شؤون دول المنطقة و من مسافة آلاف الكیلومترات مرفوضة قطعاً، وإن الحرب الدائرة في المنطقة بهدف الامبریالیة و التوسعة الاستعماریة تحت لافتة الحرب ضد الإرهاب هي حرب في حقیقتها ضد القیم الإنسانیة ، والعدل ، والسلام، و تقسیم وسائل العیش بشكل عادل و هي تسیئی باسم و آخر إلی سمعة الممثلین الأصليين لآمال شعبنا المسلم.
إننی أرجو في هذا الصدد من جمیع الدول الإسلامیة ، والدول القویة المجاورة ، و حركة الدول غیر المنحازة ، أن تقوم بأداء دورها الايجابي التاریخی كما أرجو من الأمة الإسلامیة جمعاء والحركات الجهادیة في العالم أن تنتبه إلی مؤامرات الأعداء بإنشاء الخلافات الداخلیة فيما بینها ، و أن توحد جهود ها بشكل شامل للتحریر و الدفاع عن الأمة المظلومة المحكومة .
و في الأخیر أهيب بجمیع المسلمین أن لا ینسوا الأيتام والأرامل و الثكالی إلی جوار أهلیهم على أن یدخل علیهم فرحة العید، لأنهم ذراري من نذروا أنفسهم في سبیل الله، وإقامة النظام الإسلامی بجهادهم ضد معسكر الكفر ، و أن لا ینسوا الأسر المنكوبة من الشباب و الشیوخ و النساء والوالدان الذین راحوا ضحیة القصف الأمریكی في قری أفغانستان و أریافها ، و أصبحوا الیوم مفقودين عنا.
وفي الأخير نهنئكم مرة آخری بعید الفطر السعید
علی أمل الحریة الكاملة و قیام النظام الإسلامی
والسلام
خادم الإسلام أمیر المؤمنین الملا محمد عمر المجاهد