الخبير مارك ساغيمان:دعم أمريكا للديكتاتوريات هو السبب وليس الفقر والتخلف والسذاجة
واشنطن ـ يو بي إي ،يؤكد خبير في الطب النفسي الجنائي على ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد على أن أمريكا تخسر حرب الافكار على الإسلام (المتطرف)، لكنه يختلف معه على السبب وأسلوب.
السبب في رأي الخبيرمارك ساغيمان ، ليس الفقر والتخلف والسذاجة ، التي تتصف بها مجتمعات (الإرهابيين) ، حسب قناعة رامسفيلد ، وإدارة الرئيس جورج بوش، لكنه ، دعم أمريكا للدكتاتوريات المحلية في الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا ، والتي يعتبرها (المتطرفون) العدو القريب فتصبح أمريكا العدو البعيد ، وفق رأي ساغيمان ،مشيرا إلى أن أسلوب المعالجة الذي تعتمده الولايات المتحدة عبر التشديد على الدعوة إلى نشر الديمقراطية غير فعال ، فشعوب المنطقة بحاجة إلى مبادىء العدالة والمساواة ، وهو مالاتؤمنه الأنظمة المحلية التي تدعهما واشنطن .
وكان ساغيمان نشر في العام 2004م ، كتابا بعنوان (فهم شبكات الإرهاب) ، أستنادا إلى تحليل 172إرهابيا ، من ضمنهم الذي نفذوا هجمات 11 سبتمير عام 2001م ، على الولايات المتحدة الأمريكية، وعمد إلى توسيع الدراسة فشملت تحليل الملفات الشخصية لـ 400 إرهابي ، ليجد أنهم وخلافا لرأي الإدارة الأمريكية ، ليسوا من الشبان أو المستوحدين ، أو السذج ، أوالمثاليين الذي أغرتهم عقيدة تنظيم القاعدة أو تربوا في المدارس الدينية .
وشدد ساغيمان على أن المسألة هي فعلا حرب أفكار ، مشددا على أن التبشير بالديمقراطية في أرجاء العالم ليس فاعلا ، وما يمكن أن يعالج مسألة (الإرهابيين) في جذورها هو تعزيزالعدالة في رايه .
وقال ساغيمان أنه على أمريكا التزام بجوهر القيم الأمريكية،العدالة ،والمساواة ، والإبتعاد عن الأنظمة المحلية التي تشكل القسم الأكبر من مظالم الشباب ، طالما اعتبرنا أن المسألة تتعلق بنا مباشرة ، علما أنها لم تكن متعلقة بنا مباشرة ، ونرتكب دائما الأخطاء وندعم الأنظمة المحلية الفاسدة ، وتعتبر الشعوب أن السبب في استغلالها هو دعم الولايات المتحدة للأنظمة التي تبغضها معتبرا أن الأنظمة القضائية المحلية عفنة وتشبه قوانين الجنوب الأمريكي حيث لم يكن المواطن الأبيض يدان حتى لو قتل مواطنا من أصول أفريقية ،مصرا على أنه الأمر نفسه في الشرق الأوسط .
وشدد ساغيمان على أنه إذا استمرت سياستنا في دعمها الأعمى للأنظمة المحلية ، بغض النظر عن مدى فسادها واستبدادها ، فإن الشعوب ستلومنا ، وتتيح القناعة بأن الولايات المتحدة تدعم الأنظمة الفاسدة ، لتنظيمات كالقاعدة وغيرها ، من المحرضين الأصوليين ، تحويل اهتمام الإرهابيين المفترضين من العدو القريب إلى العدو البعيد .
وشدد ساغيمان على ضرورة سحب الذرائع التي تشجع الأشخاص على الانضمام إلى الحركات الإرهابية ، وأشار إلى أن غالبية الإرهابيين الذين درس ملفاتهم ينتمون إلى الطبقة الوسطى ، وهم من المتزوجين ولديهم أولاد ، وتجاوزت الغالبية في تحصيلها العلمي المستوى الثانوي ، كما أن معظم الإرهابيين حصلوا على تدريب في الحقلين التقني ، أوالعلمي ، قبل اعتنقاهم العقائد المتطرفة ، أما متوسط سن التطوع فهو 25عاما.
وشدد على أن الإرهابيين الذين درس ملفاتهم لم يحصلوا على تربية متدنية في الصغر ، كما أن 300 شخص منهم لم يلتحقوا بتاتا بالمدارس الدينية، التي اتهمها رامسفيلد بأنها المصدر الرئيسي لإعداد الإرهابيين ، وقال ساغيمان : إننا نقتل ونعتقل ونردع ونبدل قناعة الإرهابيين أكثر من الذين تجندهم وتدربهم وتنشرهم المدارس الدينية.
ويخلص إلى أن الديمقراطية ليست هي الحل ، بالضرورة ، فالكثير من المجتمعات التي ينتمي إليها الإرهابيون هي ديمقراطية أسما ،إنها مسألة عدالة وإتاحة فرص إقتصادية، وقبول المرء في المجتمع واحترامه ، وشدد على أن الولايات المتحدة لاتعي أن الديمقراطية لاتعني تلقائيا العدالة في الشرق الأوسط.
ولفت ساغيمان إلى أن الحرب في العراق ومعتقل غوانتنامو يطيحان بمحاولات الولايات المتحدة للفوز في حرب الأفكار.
وقال : معتقل غوانتنامو يذكي أحقاد الشباب المسلم في العالم اجمع .
إنه أحد الأسباب التي تقنعهم بأن حربهم ليست مع الظروف المحلية، بل هي حرب كونية لذلك يركزون علينا.
وأضاف لايهم ما تقوله عندما لديك 160 ألف ، جندي يقتلون مسلمين في العراق ، الناس ليسوا أغبياء ، ويعتبر ساغيمان أن تغيير أساليب السياسة الأمريكية للتركيز على العدالة ، بدلا من الديمقراطية ، وعلى المساواة والتنمية الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى تغيير في رد الفعل الشعبي في الشرق الأوسط .
وشدد على أن المهمة الأمريكية يجب أن تدعم تركيز الشعوب على مظلومياتها المحلية ، وقال: لقد وقع الضرر، ولكن نحمد الله ، أن ذاكرة الشعوب ضعيفة
نقلاعن السياسة الكويتية 30 مارس2006م