الجزيرة نت 20يناير 2007م: تصاعدت الحرب الكلامية بين البيت الأبيض الأميركي والأغلبية الديمقراطية بالكونغرس بشأن خطط الرئيس جورج بوش في العراق. فقد اتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الرئيس باستغلال أرواح الجنود الأميركيين لأغراض سياسية.
جاء ذلك في تصريحات لإحدى شبكات التلفزة الأميركية، بعد لقاء عقده الديمقراطيون ضمن حملة تستبق خطاب الاتحاد الذي سيلقيه بوش في الكونغرس الأسبوع المقبل.
وقالت بيلوسي إن بوش يدرك أن الكونغرس لن يوقف تمويل القوات الأميركية بالعراق لأن الجنود معرضين هناك للخطر. واعتبرت ذلك سببا في أنه "يتحرك بسرعة لتعريضهم للخطر" مؤكدة أن الديمقراطيين لن يرفضوا على الإطلاق تمويل قوات أميركية في وقت الحرب.
لكن رئيسة النواب حمّلت بوش المسؤولية عن الحرب التي شنها. وقالت إن الرئيس "حفر جحرا عميقا لدرجة أنه لا يمكنه حتى رؤية الضوء في نهايته.. أنها مأساة.. إنه خطأ تاريخي".
وقد وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو هذه التصريحات بأنها "سامة". وقالت إن التشكيك في دوافع الرئيس أمر مؤسف. وتعكس هذه التصريحات تصاعد الجدل السياسي في واشنطن بشأن إرسال 21500 جندي أميركي إضافي للعراق.
ويؤكد الديمقراطيون أنهم سيقدمون كل ما يلزم لدعم قواتهم في العراق حفاظاً على أرواح جنودهم لا دعماً لخطة بوش الجديدة.
من جهته قال لي هاملتون الرئيس المشارك لمجموعة دراسة الوضع بالعراق إن أداء حكومة نوري المالكي ضعيف مقارنة بتعهداتها الكلامية. وشدد، خلال جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية بالنواب، على أن التهديد بتقليص الحضور الأميركي بالعراق هو السبيل الوحيد لضمان تحسين أداء حكومة المالكي وإنهاء العنف الطائفي.
"
القيادة العسكرية الأميركية ترى أن نتائج إرسال القوات الإضافية لن تظهر قبل نهاية الصيف والقوات البريطانية تسلم مزيدا من المسؤوليات للعراقيين
" |
القوات الإضافية
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير دفاع الولايات المتحدة روبرت غيتس بقاعدة جوية أميركية بالعراق. وقد اعتبر الوزير أن العراق يمرّ بلحظة حاسمة، وأن الفشل سيكون بمثابة "كارثة للمصالح القومية للولايات المتحدة ولدول أخرى كذلك".
من جهته، أوضح المتحدث باسم الجيش البريطاني كريس أوزموند أنه تم تسليم المسؤولية الأمنية في محافظتي المثنى وذي قار جنوب العراق إلى السيطرة العراقية "في حين سيتم تسليم محافظة ميسان في غضون الأسابيع المقبلة".
وأضاف أوزموند في مؤتمر صحفي أنه لن يبقى سوى البصرة تحت سيطرة البريطانيين. يُذكر أن انسحاب القوات البريطانية من العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان، الخريف الماضي أدى لنهب قاعدتهم العسكرية واندلاع اشتباكات.
|
الحكومة أكدت أن اعتقال عبد الهادي الدراجي لا يستهدف التيار الصدري (الفرنسية) |
اعتقال الدراجي
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن الدراجي يخضع للاستجواب، وسيتم إطلاق سراحه إذا لم يثبت التحقيق مسؤوليته عن تهم موجهة إليه. وأضاف، في مؤتمر صحفي أمس، أن اعتقال الرجل لا يستهدف التيار الصدري كحركة سياسية بل لاعتبارات أمنية.
كما أعلن متحدث باسم الكتلة الصدرية بالنواب أنه تم تلقي وعد بالإفراج عن الدراجي قريبا. وقالت أنباء إنه قد لا يكون المستهدف الرئيسي، إذ أنه اعتقل مع ضيوف ربما يكون أحدهم قائدا بارزا بجيش المهدي.
وأفاد الجيش الأميركي في بيان أن قوات عراقية خاصة مدعومة بمستشارين أميركيين اعتقلت "زعيما بارزا لجماعة مسلحة غير مشروعة". من جهته ذكر قائد القوات الأميركية أن عملية الاعتقال مؤشر على التزام رئيس الوزراء باتخاذ خطوات لحل المليشيات.
وفي انتظار تنفيذ المزيد من الخطط الأمنية ببغداد، هزت سلسلة هجمات جديدة العاصمة العراقية مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص كما عثرت دوريات الشرطة على 17 جثة بشوارع بغداد على مدار الأمس بين السادسة صباحا والسادسة مساء.
***********
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- حذر القادة الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، الرئيس جورج بوش الجمعة، من شن هجوم ضد إيران دون إجازة من الكونغرس.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ريد "ليس للرئيس سلطة شن هجوم عسكري ضد إيران دون الحصول على مصادقة الكونغرس"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ويتزامن التحذير مع اتهام الإدارة الأمريكية لإيران بالتدخل في شؤون العراق وتقديم مساعدات تقنية ولوجيستية للمليشيات الشيعية لاستخدامها ضد القوات الأمريكية والعراقية، فضلاً عن اتهام طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية عبر برنامجها النووي المثير للجدل.
ونفت إيران مراراً الاتهامات الأمريكية بالتأكيد أن أغراض برنامجها النووي تنحصر في استخدامات مدنية ولتوليد الطاقة.
وهدد الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي أن بلاده "ستحدد وتدمر" تلك الشبكات التي توفر الدعم للعناصر المسلحة في العراق.
ونفى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وجود خطط لشن هجوم على إيران، إلا أنهم لم يستبعدوا الخيار العسكري.
وتأتي التحذيرات وسط بناء واشنطن لحشد عسكري في منطقة الخليج وإرسال الإدارة الأمريكية لحاملة طائرات أخرى إلى منطقة الخليج العربي بجانب نشر بطاريات صواريخ مضادة لصواريخ "باتريوت".
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتيس إن بناء القوة العسكرية في المنطقة إشارة إلى إيران بأن حرب العراق القائمة منذ قرابة أربعة أعوام لم تستنزف القدرة العسكرية الأمريكية.
ووجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جوزف بيدن، في خطاب الأسبوع الماضي، تساؤلات إلى الرئيس الأمريكي بشأن سلطاته في التحرك بهذا الاتجاه.
وطالب بيدن في خطابه بوش تقديم إيضاحات حول إمكانية شن إدارته لهجوم على إيران أو سوريا "دون إجازة من الكونغرس."
وعلى الصعيد العسكري، نقلت رويترز عن مسؤول استخباراتي أمريكي سابق أن خطة الضربة الوقائية التي يعدها الجيش الأمريكي ضد إيران تتعدى ضربات محدودة وقد تفضي إلى حرب.
وقال وين وايت، المحلل السابق بشعبة الشرق الأوسط بمكتب الأبحاث والاستخبارات في وزارة الخارجية "رأيت بعض من هذه الخطط.. نحن لا نتحدث عن ضربة جراحية.. بل عن حرب ضد إيران يُرجح أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط لسنوات."
ويشار إلى أن مصدراً عسكرياً أمريكياً رفيعاً كشف لـCNN في سبتمبر/أيلول أن سلاح البحرية يعكف منذ فترة على وضع خطط للدور المرتقب الذي ستلعبه القوة حال اتخاذ قرار بشن عمل عسكري ضد إيران.
وذكر المصدر أن قائد العمليات البحرية، الأدميرال مايكل مولين، عقد سلسلة من اللقاءات الداخلية مع قياداته للنظر في خطط سلاح البحرية.
وأكد المصدر أن أحد السيناريوهات الموضوعة التي يدرسها مولين هو تحديد نوعية القوات البحرية التي سيحتاجها الجيش الأمريكي لسد منشآت النفط الإيرانية في الخليج الفارسي وضمان عدم إرباك خطوط الملاحة في ذات الوقت.
وسيعد الحفاظ على انتظام سير الملاحة في الخليج من أهم أولويات مهام سلاح البحرية الأمريكية خلال شن عمل عسكري على إيران.
وتتمثل مهام سلاح البحرية الأمريكي، وبموجب القانون الحالي، في توفير إمدادات مثل السفن البحرية والقوات المدربة إلى القيادات في الميادين لتنفيذ خطة الحرب حال صدور الأوامر بشنها.
وفي حال شن حرب على إيران، سيزود سلاح البحرية قواتاً إلى القيادة المركزية الوسطى بقيادة الجنرال جون أبي زيد.
وشدد المصدر العسكري المسؤول على أن خطط مولين تهدف لتهيئة سلاح البحرية على خلفية القلق الأمريكي بشأن إيران، وأنها ليست مؤشر على أن للجهاز أي قرار حاسم فيما يتعلق بشن عمل عسكري ضد إيران.
ويواصل مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاغون" الإشارة إلى أن جميع الخطط لشن عمل عسكري ضد إيران يقع في إطار - الحذر والخطط الطارئة الروتينية - وأن أي احتمالات غزو بري، بالتحديد، تظل مستبعدة نظراً للتواجد العسكري الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان.
ويشار إلى أن الجنرال أبي زيد رفض خلال حديث الاثنين مع مقدم برنامج Situation Room" وولف بليتزر على الشبكة مناقشة خطط الحرب على إيران قائلاً "وولف.. لن أوكد أو أنفي أي تخطيط نقوم به للإعداد لخطط حرب.. أنت تعلم أنه ليس في مقدوري أن أكشف هذا لأي كان."
*********
الجزيرة نت : كشف محلل أميركي لمعلومات المخابرات أن الخطط الأميركية الطارئة للقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني تتجاوز توجيه ضربات محدودة. وقال وين وايت، الذي كان أحد كبار محللي الشرق الأوسط في مكتب معلومات المخابرات والأبحاث بوزارة الخارجية حتى مارس/آذار 2005، إن ذلك قد يؤدي بشكل فعلي إلى حرب كاملة.وذكر لمجلس سياسة الشرق الأوسط وهو معهد أبحاث بواشنطن "رأيت بعضا من هذا التخطيط"، وقال "لا تتحدث عن ضربة دقيقة، تتحدث عن حرب ضد إيران".وتابع "ليست مجرد ضربات دقيقة ضد مجموعة من الأهداف داخل إيران إننا نتحدث عن تمهيد ممر إلى الأهداف، بتدمير كثير من القوة الجوية الإيرانية والغواصات والصواريخ المضادة للسفن والتي يمكن أن تستهدف التجارة أو السفن الأميركية في الخليج وربما حتى قدرات إيران في مجال الصواريخ الذاتية الدفع".وعبر عن قلقه بشكل أكبر من عواقب أي هجوم أميركي أو إسرائيلي ضد البنية الأساسية النووية الإيرانية، والذي -حسب قوله- قد يؤدي إلى انتقام إيراني قوي.ويأتي هذا التحليل بعد يوم من طرح عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي في الكونغرس مشروع قرار يدعو إلى ضرورة أن يحصل الرئيس جورج بوش على تفويض مسبق وبمهام محددة من الكونغرس قبل أي استخدام للقوة ضد إيران.واعتبر العضو الجمهوري بالكونغرس والتر جونز أن الكونغرس مطالب بالوفاء بالتزاماته الدستورية في ظل أنباء تتحدث عن اعتزام واشنطن شن ضربة عسكرية على إيران.ويذكر أن مشروع القانون قدمه نواب ينتمون إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي أمس الخميس، ومعظمهم من رافضي السياسة الأميركية الراهنة بالعراق.وفي تطور آخر رفض البيت الابيض مجددا الدخول في أي حوار مع إيران قبل أن تعلق نشاطاتها النووية الحساسة، مؤكدا أيضا أنه لا يمكن أن يتساهل مع التصرفات الإيرانية التي تهدد الجنود الأميركيين في العراق.وقالت مساعدة المتحدث باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحافيين الجمعة إن الرئيس جورج بوش والمسؤولين المدنيين والعسكريين الأميركيين قالوا جميعا إنه إذا تبين أن "النفوذ الإيراني في العراق يؤذي جنودنا أوالمدنيين العراقيين أو الجنود العراقيين فسوف نعالج هذا الأمر".وأشارت إلى أن القادة الأميركيين متفقون جميعا أنه بإمكاننا معالجة هذا الأمر "داخل العراق نفسه".وردا على مشروع قرار أعضاء في الكونغرس بشأن الحظر على بوش استعمال القوة ضد إيران بدون موافقة الكونغرس، قالت بيرينو إنه "مربك لأنهم يحالون تأجيج لهب حيث لا توجد نيران".وأوضحت "لا يوجد هنا أي تحريض (أميركي) بل من جانب الإيرانيين الذين يواصلون التدخل في الشؤون الداخلية للعراق".
في تطور آخر أعلن مصدر بالتيار الصدري أن القوات الأميركية أفرجت أمس عن اثنين ممن اعتقلتهم مع المسؤول الإعلامي بالتيار الشيخ عبد الهادي الدراجي، في عملية دهم شنتها بالاشتراك مع القوات العراقية في منطقة البلديات ببغداد.وقد أعلن قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال جورج كيسي أن القوات الإضافية التي بدأت الوصول إلى العراق قد تبقى حتى نهاية الصيف المقبل، واعتبر أنه يجب الانتظار لظهور نتائج الخطة الأمنية قبل اتخاذ أي قرار بشأن هذه القوات. التاريخ: 21/01/2007 عدد الزوار: 6726 |