أخونا تعلم السحر وبدأ يخبرنا بأسرار وأشياء غريبة فما العمل؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... الي شيخنا الفاضل اريد فتواتك في ماحدث لاخي حيث انه بدا في تعلم اشياء غريبة واشياء مثل الطلاسم كالسحر وغيره حيث حدثت لنا مشكلة في البيت واخذ يقول انه عرف متى حدثت وكيف ومن المسؤوول كيف ننصح اخونا وهو انسان مؤمن بالله لكن رفقاء السوء ضلوه عن الطريق الصواب كما اود ان اسالك كيف لنا ان نحصن انفسنا ونبعد الخوف عن قلوبنا بعد ان راينا اخونا بهذه الحالة حيث اننا نخاف الفتنة ونريد ان نحصن انفسنا من هذه الاشياء ونريد ان ننصحه ونبعده عن هذا الطريق وكيف لنا ان نحصن البيت الذي نحن فيه ونعيد له الامن والطمانينه حيث منذ حدوث هذه المشكلة لنا ونحن نعاني منها ونخاف ونسال الله ان يصبرنا على ابتلانا وحسبي الله ونعم الوكيل وجزاك الله خير

**********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

هذه الاعمال التي يزاولها أخوك هو السحر الذي وصفه الله تعالى بقوله ( ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) وقال في نفس الاية ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ) ، ومعنى ما ذكره الله تعالى أن الشياطين هم مصدر السحر ، وأنها كفرت لما عملت به وعلمته للناس ، ومعنى قوله تعالى ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ) أي أن فاعل السحر ، والمتعامل فيه ليس له في الاخرة نصيب والعياذ بالله تعالى . وبهذا النص القرآن وبقول النبي صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات ، الشرك بالله والسحر .. الحديث ) متفق عليه وقوله : ( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول : فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار بإسناد حسن ، ومعنى تطير : اي تشاءم ، وتكهن : أي زعم العلم بالمغيبات ، أو أتى من يزعم ذلك فصدقه . بهذا كله يعلم أن السحر من أشد الموبقات وأكبر الكبائر ، بل هو الكفر والارتداد عن الدين ، في شريعة الاسلام ، التي دعت إلى التحرر من الخرافة ، وإلى تنوير العقل من الخزعبلات ، ولايجوز تعلمه ولا تعليمه ولا تعاطيه ، والواجب لمن تلبس بشيء من عمل السحر التوبة إلى الله تعالى مما فعل ، وأن يعزم أن لايعود إلى تعاطي السحر، ذلك أن من يتعلم طلاسم السحر ، ورموز الكهان ، يعرض نفسه لغضب الله تعالى ، ويرتكب ذنبا عظيما ، يصل إلى الكفر بالله تعالى ، كماتقدم آنفا .
ـــــــــــ
والواجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى وحده ، ويتوجه إليه وحده ، في جلب المنافع ، ودفع المكاره ، كما قال تعــــــــالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) ـ

وقال تعالى ( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) ، وقال تعـــــالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) .
ـــــــــــــــ
أما الوقاية من السحر ، فتحصل بما يلي :

بكمال التوحيد والتوكل على الله تعالى، قال الله تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].

وبالدعاء والاستعاذة منه. قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل )) خرجه البزار والطبراني.

وبالتحصن بتلاوة القرآن وأنواع الذكر الصحيحة صباحاً ومساءً.

قال صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بسورة البقرة ـ أي احفظوها ـ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)) خرجه مسلم ، يعني السحرة لا يقدرون على ضرر من قرأها وحفظها.

وتحريق كتب السحر ، وبالعمل بحد السحر ، وهو قتل السحرة ، ورفع أمرهم إلى السلطان لكف شرهم وعظيم ضررهم عن الناس .

وأما إذا وقع السحر بالمسحور ، فيكون علاجه بإحراق مادته التي انعقد بها السحر ، إذا عُثر عليها وعُلمت، كما فعل النبي لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي- لعنه الله- فإنه استخرج سحره من بئر ذروان في مشط ومشاطة فأحرقه خرجه مسلم .

كما يعالج السحر بالدعاء بالعافية منه، كما قالت عائشة لما سحر النبي : أطال ذات ليلة الدعاء ثم قال: ((أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟! جاءني.. فذكر الحديث )) خرجه البخاري .

وقد كان سحر النبي بمثابة المرض الذي لا يقدح في عصمته وتبليغه للرسالة .

ولم يتسلط منه شيء على عقله ، بل هو كالاذى من الجن كما أوذي من الإنس ، ثم إن الله تعالى دفع أذى أعداءه عنه ، بعد أن ابتلاه ، ليرفع درجته ، وجعل عاقبة أمره أن أظهره على أعدائه من الجن ، والإنس ، وعافاه ، ونصره .

وليجعل الله تعالى في هذه الحادثة التي وقعت للنبي صىل الله عليه وسلم ، تشريعاً، يعمل به المسلمون .

ومما يعالج به السحر مداومة قراءة الفاتحة والمعوذات وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وآية الكرسي، فإنها تضعف سلطانه حتى يضمحل، وسواءً قرأ المسحور على نفسه أو قرأ عليه أحد الصالحين.

هذا ولا يحوز أن يحل السحر بسحر مثله ، لأن الله لم يجعل شفاء الأمة فيما حُرِّم عليها، ويجوز أن يتداوى المسحور من السحر بالعقاقير المباحة من الأعشاب ونحوها.

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006