حقيقة شريط المعمم عمران حسين عن تنبئه بالثورات العربية والرد عليه !

 

 
الحمد لله ، والصلاة السلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آله ، وصحبه ، وبعد :
 
إنتشـر شريط لشيخ يُدعى عمران حسين ، بـدا وكأنـّه تنبـّأ بهذه الثورات العربية قبل 8 سنوات ، وأنها مؤامرة صهيونية ستنتهي بتدمير الصهاينة للمنطقة ،  والهيمنة عليها !
 
وقـد انخدع كثير من الناس بالشريط ، وذهبت بهم الظنون مذاهب اليأس والإحبـاط !
 
وبالرجوع إلى التسجيل الكامل ، تبيـّن أنَّ من اقتطع الجـزء المنتشر منه بين الناس ، قـد تعمـَّد _ بمكـر _ إخراجه من سياقه لإظهار الثورات العربية في نسق المؤامرة الصهيونية !!
 
وإنما كان المتحدِّث يتكـلَّم في سياق آخر تماما ، وكان كلامه بعد إنتفاضة الأقصى التي اندلعت إثـر إقتحام شارون له ،
 
 وقـد ذكر المتحدّث المعمَّم في الشريط ما حاصله : أنَّ شارون قد فعل ذلك عمـدا  لكي يثور الشعب الفلسطيني ، ثم يزيد قمع شارون له لكي يزيد من ثورة الشعب الفلسطيني ،  فيزيد القمع ، ثم تقوم قنـاة الجزيرة ! بنقل الأحداث الدموية للعالم العربي وفق مؤامرة معدة مسبقا !
 
وذلك لتثور الشعوب العربية على أنظمتها وتسقطها كلَّها _ هذا ما توقـَّع هـو أن يحدث من تداعيات إنتفاضة الأقصى قبل نحو عقد ! _ ثم تتوجـّه الشعوب العربية للكيان الصهيوني لإبادته ، فحينئذ يظهر الصهاينة بصورة المدافعين عن أنفسهم ، فيحدثون دمارا هائلا في محيطهم العربي ، وكارثة غير مسبوقة ويكون فعلهم مقبولا حينـئذ !
 
وواضح أنَّ المتحدث كان متأثرا جداً بنظرية المؤامرة وعالمها الخيالي الذي يستهوي عادة البسطـاء  !
 
 وقد تبيـَّن أنَّ كلَّ ما توقّعه لم يحدث شيءٌ منه ، وأنَّ ما ادَّعـاه لم يكن سوى ضرب من الخيال الذي كذّبـه الواقع ، وأنَّ شارون _ أهلكه الله _ قـد فشل في مشروعه بالقضاء على جهاد الشعب الفلسطيني فشـلاً ذريـعاً ، بل لم يـزد الجهاد الفلسطيني بعده إلاَّ قوّة ، والكيان الصهيوني إلاَّ ضعفاً ، والأمّة إلاّ إصراراً على مواصلة الجهاد حتى تحرير فلسطين .
 
وأمـَّا الثورات العربية فقد انطلقت بعد الإنتفاضة بمدة طويلة بحمد لله ، ولكنَّها قـد انطلق قطارها في سياقٍ آخر تماما ، لاعلاقة له بما قاله المعمَّم ، وهي إرهاصات نهضة إسلامية عظمى ، وتحوُّل تاريخي ، في صالح الأمة الإسلامية ، سينتهي بإذن الله برقيـِّها وتقدّمـها ، كما ذكرنا ذلك في مقالات عديدة ، وعدة محاضـرات .
 
كما أنَّ هذه الثورات _ بإذن الله _ تهيئ لنهاية الكيان الصهيوني الذي أزف سقوطه ، بناء على دلالات ما عند أمـتنا العظيمـة من العلم ، وما في كتب أهل الكتاب ، وما يدل عليه واقع الكيان الصهيوني من الداخل ، وعلى تراجـع القوة الغربية عامة ، والأمريكية الخاصة ، التي هي سبب وجود هذا الكيان المغتصب ، وإستمراره .
 
والله أعلم ، وصلى الله على نبيِّنا محمّد ، وعلى آله ، وصحبه ، وسلَّم تسليماً كثيراً

الكاتب: زائر
التاريخ: 13/08/2011