تفسير قوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب )

 

السؤال:

السلام عليكم شيخنا
في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
سورة النمل : 88
و في تفسير إبن الكثير و في الجلالين أن هذا وصف لحركة الجبال وقت النفخة وعلى هذا فقد وقعت ترجمة الفعل"وَتَرَى" في اللغة الفرنسية إلى المستقبل فأصبح الفعل يدل على المستقبل.
و لكن في "الأدلة المادية على وجود الله" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي نرى أن المقصود ليس وقت النفخة وإنما تحرك الْجِبَالَ ناتج عن تحرك الأرض حول نفسها الذي هوتحرك داءم.
وسؤالي هل يمكنني في ترجمة الفعل إبقاءه في زمن الحاضر أم يجب علي تحويله إلى المستقبل كما فعل المترجمون إعتمادا على تفاسير ابن الكثير و الجلالين ؟؟؟؟

*********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام الاولى أن تفسرها بالزمن الحاضر الذي يجعلها آية في الاعجاز العلمي . ـــــــــــــ ذلك أن ظاهر الاية أن المعنى هو في الزمن الحاضر ، وهو الذي ذكره الطبري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه وأقتصر عليه :ـ قال : ـ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ. القول في تأويل قوله تعالى : { وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب } يقول تعالى ذكره : { وترى الجبال } يا محمد { تحسبها } قائمة { وهي تمر } . كالذي . 20644 - حدثني علي , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله : { وترى الجبال تحسبها جامدة } يقول : قائمة . وإنما قيل : { وهي تمر مر السحاب } لأنها تجمع ثم تسير , فيحسب رائيها لكثرتها أنها واقفة , وهي تسير سيرا حثيثا , كما قال الجعدي : بأرعن مثل الطود تحسب أنهم*** وقوف لحاج والركاب تهملج ا.هـ. ـــــــــــــ ويدل على صحة هذا التأويل : ـ ـ أن الله تعالى قال ( تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) أي في حال مرورها مر السحاب ، تراها فتحسبها جامدة ، وأما يوم القيامة فلايحسبها الرائي جامدة ، يل تنسف نسفا ، وتمور مورا في رأي العين .ـ ـ انه قال بعدها ( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) ويناسب ذكر مرورها مر السحاب مع كونها في العين جامدة الحركة ، أن يعقب ذلك بذكر إتقان الصنع ، ولايناسبه ذكر نسفها يوم القيامة ـ ـ أن هذا التفسير يناسب أيضا ختم الآية بقوله : ( إنه خبير بما تعملون ) لان الخبرة هي العلم بما دق ، لاسميا فيما فيه خفاء ، فناسب كونها تعقب خفاء سير الجبال بنظر العين ، أي كما يظن الرائي السحاب جامدا ، وهو يمر مر السحاب ، يظن الجاهل أن الله تعالى لايعلم حاله وهو يخفي عمله عن ربه ، بل هو سبحانه خبير بكل ما يفعله الانسان في كل الاحوال ، ولهذا ذكر بعد ذلك مجازاة الحسنات والسيئات . والله اعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006