الفرق بين الشرك الاكبر والاصغر

 


السؤال:

فضيلة الشيخ حامد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأنا في كتب التوحيد أن تعليق التمائم يعد من الشرك الأصغر إلا أن يعتقد المعلق أن التمائم تنفع أو تضر بنفسها كما قرأنا أن الحلف بغير الله من الشرك الأصغر ولا يعتبر شركا أكبر إلا إذا اعتقد الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله.
الإشكال عندي هو في اشتراط التفريق بين الإعتقاد وعدمه علما بأن هذا التفريق لا أثر له في دعاء الموتى والإستغاثة بهم في جلب النفع أو دفع الضر،
فالرجاء من فضيلتكم لإزالةالإشكال وجزاكم الله خيرا

*********************


جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، والحمد لله رب العالمين ، وبعد :
الفرق أن دعاء الموتي صرف للعبادة لغير الله تعالى وهو ناقض بحد ذاته، سواء اعتقد أو لم يعتقد ، مثل السجود للصليب مثلا هو ناقض وإن فعله تزلفا إلى النصارى ليمنحوه مالا على سبيل المثال ، أما الحلف بغير الله تعالى وتعليق التمائم وقول الرجل ماشاء الله وشئت ونحو ذلك ، فهذا من شرك الاسباب ، لم يتمحض فيه صرف العبادة لغير الله تعالى ، غير أن فيه تعلقا بغير الله تعالى يشبه تعلق العبد بالاسباب ونسيانه التوكل على الله عند نزول المصيبة والبلاء على سبيل المثال ، فليس هو شركا أكبر بحد ذاته وإنما قد يفضي إلى ذلك ، ففرقوا بينه وبين دعاء الاموات ، واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفر من حلف بغير الله تعالى ، ولا الذين قالوا اجعل لنا ذات أنواط ولامن قال ماشاء الله وشئت بمجرد قولهم ، وإنما نبه إلى أن ذلك من قبيل الشرك في الجملة ، ودلت الادلة على أنه يكون شركا أكبر إن قارنه الاعتقاد ، أما دعاء الاموات والاستغاثة بهم فهو صرف للعبادة لغير الله وهو شرك أكبر ، كما قال تعالى ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) مع أن شيخ الاسلام ابن تيمية ، فرق بين سؤال الاموات الحاجات وجلب النفع ودفع الضر فهذا شرك ، وبين طلب الشفاعة من الميت إن ظن أنه يسمعه أو الطلب منه أنه يدعو الله للسائل إن ظن السائل أنه حي يسمعه ، لان فيه شبهة عدم صرف العبادة لغير الله تعالى ، وقال إن هذه مسألة دون الاستعانة بهم والاستغاثة بهم في الملمات ولقضاء الحاجات كما كان يفعله أهل الجاهلية.
والمعلوم أن عامة الذين يتوجهون للاضرحة إنما يعتقدون فيهم ماكان يعتقده أهل الجاهلية من أنهم يجيبون الدعاء ويغيثون المستغيث بهم ويهبونه الرزق والولد والنصر على الاعداء .. الخ، وإن كانوا يعتقدون مع ذلك أن خالق ذلك كله هو الله ،وأن هؤلاء الاولياء الاموات يشفعون عند الله فحسب ، فهذا الاعتقاد لايخرجهم عن كونهم مشركين ، فكفار الجاهلية كانوايعتقدون نفس العقيدة كما قال تعالى (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم في السموات ولا في الارض سبحانه وتعالى عمايشركون )، وقد نص القرآن وجاءت السنة في مواضع كثيرة جدا ، دلت على أن من صرف شيئا من العبادات لغير الله تعالى فقد كفر وأشرك بالله ، سواء الدعاء وغيره من العبادات كالسجود والنذر والطواف ..الخ كما أنه يوجد كثير من عباد القبور والاضرحة يعتقدون فيمن يعبدونهم من دون الله أنهم يخلقون ويرزقون ويحيون الموتى بقدرة مستقلة عن قدرة الله تعالى ، وهذا شرك في الربوبية أيضا ، وفي الرافضة كثير من هذا الاعتقاد وفي الصوفية كذلك من ذلك ما تقشعر الجلود والابدان من سماعه ، نسأل الله أن يعافينا وإياك وسائر المسلمين من الشرك ويلزمنا كلمة التوحيد حتى نلقاه إنه سميع مجيب والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006