زوجة صالحة خانها زوجها ومات وتريد أن تهدي له ثواب الاعمال الصالحة

 

السؤال:

إن الحمد لله نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونتوب إليه .ونعود بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فهو المهتدي , ومن يضلل فلن تجد له وليا
مرشدا , وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله
وصحبه أجمعين .
وبعد : إلى كل من يقرأ رسالتي أيها الشيخ الكريم هذا موضوعي وهذه مشكلتي في هذه الحياة العجيبة وارجوا أن تفهموني وترد عليا بوضوح ليرتاح ضميري وأستقر في حياتي واربي أولادي وأدعو معي الله ليعينني في تربيتهم تربية صالحة ترضي الله وترضيني . الحمد لله أنا امرأة مسلمة ومنذ وفاة زوجي رحمه الله زادني الله إيمانا , ولقد تحجبت ولا أريد أن أرتكب أي خطأ يغضب الله مني لقد توفي زوجي منذ .... وإثر حادث أليم جدا وترك لي ..... أولاد ومنذ حوالي .... قبل وفاته كان يسافر للتجارة في بلد أخر وهناك تعرف على بنت من بنات هذا العصر متبرجة ومتحررة .
في الأول كانت تخرج معه كأنها خطيبته وكانت العلاقة بينهما سطحية فقط ولكن بعد ذلك أصبحا يختليان ببعضهما في الفندق وأصبحت العلاقة جنسية ولقد وجدها أول مرة فتاة عذراء وتكررت هذه العلاقة عدة مرات وكانت تخرج معه بعلم أمها وبدون علم أبيها وكان يبقي معها ثلاثة أربع أيام ويبقى معي من شهر إلى شهريين وكان يكلمها بالهاتف وصار على هذا الحال حتى حملت , ليس لي الحق أن أقول أنها حملت منه أو من رجل أخر , لأن هذا يعلم به الله عز وجل وزوجي عندما يتركها بالأشهر لا يعرف هل هي مخلصة أم لا . وعندما سمع بالحمل ذهب وأخذها إلى الطبيب , وكان يريد أن يجري عملية الإجهاض ولكن الله لم يشأ ذلك برفض الطبيب ذلك واتفقا على أن تعيش البنت عند خالتها حتى يأتي وقت الولادة وكان زوجي في الأول قد تخلى عنها ويتهرب من مكالمتها الهاتفية وأخير أصبح يبعث لها مصروفا لأجل الجنين وكان يقول لي أنه عندما تولد الطفلة يذهب ويجري لها تحاليل طبية ولو وجدها من صلبه لن يتخلى عنها ويعترف بها . ولقد
تحاورنا في بداية سماعنا بالحمل (( ملاحظة أنني لم أسمع بهذه القصة حتي حصل الحمل على أن يكتب عليها حتى تضع الجنين ويطلقها , ولقد سأل داعية إسلاميا وقال له لا يجوز حتي تكتب عليها وهي حامل . انتظر حتى يولد الجنين ومن جهتي أنا بالنسبة للمرأة لقد كنت قد خيرته هي أم أنا إلا إذا كان هناك سببا شرعيا لأجل الجنين لأنني قلت له أيضا إذا كنت متأكدا أن الجنين لك لن أمنعك أن تعترف به , وكنا نحن نخطط والله سبحانه وتعالى كان يخطط الشيء الذي لم يكن في الحسبان , وتوفي زوجي في ...وولدت الطفلة في ...من نفس العام أي عام ... إرادة الله كانت فوق أرادتنا وليعلم الله أنني لم أغضب زوجي أبدا حتى توفى وهو راض عني وأنا راضية عنه كل الرضى وليرضى الله عليه لأنه كان معترفا بخطئه من جهتي أنا وأحمد الله على أن وفقني على لأسامحه وهو على قيد الحياة وعشنا أشهر يعلم الله قمة سعادتها .
س1 : ما هو واجبنا نحو هذه الطفلة لأننا لا نستطيع أن نعترف بها لأنها ليست شرعية وأبو زوجي هو المسؤول عليا وعلى أولادي وهو يرفض تماما هذه الطفلة وما حكم الشريعة على هذا
س2: ما هي الكفارة التي أقوم بها بالنيابة على زوجي لأريحه في قبره وليرضى الله عليه ويرحمه ويتغمده برحمته الواسعة هل هذا الحادث الأليم جزء من رضوان الله عليه .
س3: هل أستطيع أن أتصدق على روحه بعض الآيات القرآنية و أقول اللهم ابعث ثواب هذا القرآن ونور تلاوته صدقة على روح المرحوم .وهل يجوز أن يقرأ القرآن الكريم أمام القبور أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون قد وفقني أن أشرح لكم موضوعي لأرتاح وأنام بدون قلق مع أني متأكدة أنني لم أرتكب أي ذنب بل هو ذنب زوجي هو يقلقني كثيرا وأريد أن أفعل أي شئ مهما كــــــان .
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وجزاكم الله خيرا .

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد
إنا لله وإنا إليه راجعون
أما البنت فشريعة الله تعالى لاتعترف بأنها بنت زوجك المتوفى ، لانها لم تولد على فراش الزوجية ، وكل ولد لايولد على فراش الزوجية لايصح أن ينسب إلى من تسبب في ولادته بطريق الزنى على أنه أبوه بل ينسب إلى أمه إن علمت ، وليس الذي زنى بأمه هو أبوه شرعا ، ولكن إذا اردت تربية الطفلة احتسابا للاجر من الله تعالى من باب الاحسان إلى الضعيف ، فالاحسان من أفضل أعمال البر ، غير أن ذلك لايلزمك شرعا وإنما هو من أعمال البر ، ولكن لايجوز أن تنسب البنت إلى زوجك ولا إليك على أنك أمها
ــــــــــــــــــــــ
وأما الكفارة فلا أعلم لما فعله كفارة سوى التوبة لو كان حيا أما وقد مات فيمكن أن ينتفع بالعمل الصالح الذي يهدى له إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــ

وأما قراءة القرآن عند قبره فذلك بدعة لايجوز شرعا ، لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا اصحابه وقد مات أحباء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فلم يقرا على قبورهم القرآن ، وكذلك صحابته الكرام ، وخير الهدي هديهم
ــــــــــــــــــــــ
وأما قراءة القرآن وإهداء الثواب لزوجك ( ليس عند القبور ) فقد تنازع العلماء في ذلك وأصح قولي العلماء جواز إهداء ثواب الاعمال للموتى ، ولكن الافضل أن تتصدقي عنه أو تحجي عنه وتعتمري ، والدعاء والاستغفار له ينفعه أيضا ، والدليل
على أن ذلك افضل أنه قد ورد في الاحاديث إهداء ثواب هذه الاعمال بخصوصها للميت
ــــــــــــــــــــ
فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن أمي افتلتت نفسها ، ولم توص ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، أفلها أجر إن تصدقت عنها قال نعم متفق عليه
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها ، فهل ينفعها إن تصدقت عنها ؟ قال نعم ، قال إني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها متفق عليه
ــــــــــــــــــــ
وأما الحج العمرة فقد روى الترمذي والنسائي من حديث ابي رزين العقيلي ( حج عن
ابيك واعتمر ) ، ويشترط أن يكون مهدي الثواب قد حج عن نفسه واعتمر أولا
ــــــــــــــــــــــــــ
وأما الدعاء والاستغفار فقد قا ل تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونابالايمان )
فأكثري من الدعاء له والصدقة عنه وحجي عنه واعتمري عنه بعد أن تحجي وتعتمري عن نفسك إن استطعت ذلك ، وأوصي أولاده أن يتصدقوا عنه بصدقة جارية مثل المشاركة في بناء مسجد أو حفر بئر للفقراء ونحو ذلك وأن يكثروا الاستغفار لابيهم ونسأل الله تعالى أن يغفر له ذنبه ويكفر عنه سيئاته آمين




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006