توجيه نصائح بناء علىطلب أم يوسف من امريكا؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على ماتقدموه من نصح وارشاد وتوعيه لنا جميعا . اردت يا شيخ ان اخلص ذ متي احس انني سا احاسب اذا لم انصح اخواتي في الله ان كن على خطأ ووالله ما دفعني لذلك الا حيرتي وكثرة ما ارى من تقصير منهن في جانب العقيده والمحافظه عليها خصوصا في بلاد الغرب . انا الان مع زوجي في امريكا وسنعود الى بلادنا بعد اسبوعين دون عودة الى "امريكا" لذلك قررت ان اهدي اخواتي بعض النصائح التي لاحظتها عليهن ولم استطع ذلك مباشرة والله المستعان واخاف من لقاء الله اذا سئلني لما لم تنصحيهن وخصوصا انني اعلم الحكم . لذلك قررت ان اطلب منكم ان تقوموا باعداد النصائح وتكون عباره عن كلمه واعظه مختصره مع الدليل من الكتاب والسنه ان وجد على كل فقره بحيث يكون مختصر ونافع لهن . وسوف اكتب ان شاء الله تعالى ادناه ماهي الاخطأ التي يقعن فيها وكلنا ذوو خطأ نسئل الله الستر والعافيه . وابحث عن من يترجمها الى الانجليزيه ايضا لتنفعهم جميعا . واريدها ليوم السبت الموافق 5ربيع الاول 1423ه -18مايو 2001م.هذا لانه موعد توديعنا وسيحضر جميع من في المدينه وستكون فرصه كبيره لتحقيق هدفي ودعوتهن لذلك اسئل الله ان يتسنى لكم العمل سريعا وارسالها ولكم من الله الاجر الكبير .
الاخطأ هي :
1- الخشوع في الصلاة ومسابقه الامام والصلاه في ملابس كالبنطال والقصيروعدم الاهتمام بتسوية الصفوف .
2- وضع المكياج وعدم الالتزام بالحجاب كأن يبدو جزء من الشعروابداء ما تحت العباءه من لباس.
3- التعطر"مس الطيب" ولبس البنطال او الملابس من غير العباءه .
4- التذمر من الجلوس في البيت وتعب الاولاد ومتابعة الموضه والتقليد للكافرات في تسريح الشعر ..
5- يرغبون في الاختلاط مع الرجال في "الشوي او السوق او المسجد"
6- بعض الاخوات في المسجد محجبات وخارجه كاشفات .
7- خروج المرأه مع صديقاتها الى المطاعم بدون محرم والسفر ايضا بدون محرم
8- تصفية القلب والرضا بالدين واتباع القرأن الكريم والسنه النبويه على صاحبها افضل الصلاة والتسليم
9- طلب العلم من الانترنت خصوصا في بلاد الغرب حيث يقل الشيوخ والدعاه.
10- المجاملات والغيبه والنميمه .
11- الاهتمام بالدنيا والجري وراءها وترك التفكر والعمل للاخره
12- كلمة نصح للجميع في هذه الايام وكيفية الاهتمام بتربية الابناء
13- حقوق كل واحده تجاه الاخرى "من ناحية الدعوه والاخوه في الله...."
يا شيخ اعلم ان هناك محاضرات كثيره وقد تعب العلماء والشيوخ في جمعها والكلام عن كل ماهو مذكور لاكن "ذكرى لمن ارادت ان تستقيم " ولنا الاجر باذن الله وان كان هناك خطأ فقوموا بتصحيحي وتوجيهي والله اعلم بنيتي واسئله ان يعينني على كل بر.

*********************

جواب الشيخ:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فهذه بعض التنبيهات على مخالفات تقع كثيرا من النساء ، وبعض الرجال ، نذكرها عملا بقوله تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

*** فمن ذلك :
عدم الاهتمام بالخشوع في الصلاة ، وإقامتها كما أمر الله تعالى ، من ستر العورة سترا كاملا ، وتسوية الصفوف ، وقد عظم الله تعالى شأن الصلاة غاية التعظيم ، حتى بدأ بها في كل ما أمر به المؤمنين من الأعمال ، كما قال تعالى ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) وقال ( إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) فالواجب أن يحضر المصلي الصلاة ، بستر تام ، وإن كان امرأة سترت كل جسدها بعناية ، إلا الوجه ، وإذا كانت الصلاة في جماعة ، وجب على المصلين تسوية صفوفهم ، كما قال صلى الله عليه وسلم إن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة متفق عليه من حديث انس رضي الله عنه.

***ومن ذلك :
عدم الاهتمام بالحجاب الذي أمر الله به المؤمنات قائلا : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فالواجب على المسلمة أن يكون حجابها امتثالا وطاعة لامر الله تعالى ، فتعتني بأمره ، وتحفظ حدوده ، فلا تضع المكياج على وجهها طلبا للزينة التي نهى الله المسلمة أن تبديها ، ولا تبدي ما تحت جلبابها من الثياب ، بل تحرص كل الحرص على إخفاء زينتها ، وإبداء الحشمة التامة ، والوقار ، في مشيها ونطقها ولباسها ، فذلك أطهر لها وأكرم .

***ومن ذلك :
أن بعض النساء هداهن الله ، يلبسن البنطال ، ويتعطرن عند خروجهن من المنزل ، وفي ذلك معصية لله تعالى ، حتى قال صلى الله عليه و سلم : ( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) رواه النسائي عن أبي موسى
وقال صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل ) رواه البيهقي من حديث أبي هريرة .

***ومن ذلك :
قلة الصبر على تربية الأولاد وما يسلتزمه من المكث في البيت ، وتعلق القلب بالموضة وآخر أخبارها ، الذي هو شأن الفارغات ، ذوات القلوب الغافلة ، مع أن الواجب أن تتذكر المسلمة أن لها في مكثها في بيتها ، وإشرافها على تربية أولادها ، ثوابا عظيما ، وأنه خير لها من مشابهة نساء الكفار اللاتي وصفهن الله تعالى بقوله ( والذين كفروا يتمتعون وياكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) .

***ومن ذلك :
التساهل في شان الاختلاط مع الرجال ، ونسيان أن المرأة المسلمة التي ترجو ما عند الله تعالى ، لاتخالط الرجال إلا على قدر الحاجة ، مع تمام الحشمة والحجاب ، ثم تنصرف باستحياء ، كما قال تعالى ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) .

***ومن ذلك :
أن بعض النساء هداهن الله يسافرن من غير محرم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر من غير محرم ) رواه مسلم من حديث أبى هريرة .

***ومن ذلك :
الغفلة عن وجوب تجرد المؤمن لدين الله تعالى ، وانقياده لامر الله تعالى ، واتباعه لما جاء في الكتاب والسنة ، وأن الله تعالى أمره باتخاذ القرآن نورا وهدى وشفاء لما في الصدور ، وأن لا يهجره ، ولا يغفل عن حقه عليه .

***ومن ذلك :
التهاون في الغيبة مجاملة للمجلس الذي يغتاب فيه ، وقد قال تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) والغيبة من الكبائر ، وكذلك النميمة ، وهي نقل الحديث بين الناس ، لافساد ذات البين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :( لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام متفق عليه من حديث حذيفة رضي الله عنه .

***ومن ذلك :
المبالغة في الاهتمام بمتاع الدنيا ،ونسيان حق الآخرة ، وقد قال تعالى ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) وقال ( ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) وقد قال صلى الله عليه وسلم ( عجبت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها ) رواه الترمذي من حديث أبي هريرة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه ) رواه الترمذي من حديث أبى هريرة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة .

***ومن ذلك :
نسيان حقوق الاخوة الإيمانية ، التي جعلها الله تعالى أعظم الحقوق الإنسانية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .

***هذا وأنصح أخواني وأخواتي بتذكر حق الله تعالى في كل أمر به ونهى عنه ، وتذكر حقوق الخلق ، لاسيما الأبناء والبنات وما لهن من الحق العظيم ، وقد قال صلى الله عليه سلـــم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ، هو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ، وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، وهي مسؤولة عن رعيتها ) متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
وتذكروا الموت ، فإنه أحرى أن يحملكم على حسن العمل ، واجعلوا تقوى الله تعالى زادكم إلى القبور ، واستعدوا للاخرة ، حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ؟ ) رواه الترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006