هل صحيح أن الزيادة على 8 ركعات في قيام رمضان بدعة ؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ حامد يصلي إمام مسجدنا في هده العشر الأواخر صلاة التهجد جماعة في الثلث الأخير من الليل بعد تأديه صلاة التاراويح في الثلث الأول منه
ولكن بعض إخواننا ينكرون عليه صلاة التهجد و يجعلونها بدعة بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يكن يزيد على ثمان ركعات في قيام الليل
فهل مستندهم في هدا القول صحيح؟
أم أن صلاة التهجد جماعة يكفي الاستدلال عليها
بعموم النصوص المرغبة في قيام الليل وخاصة في رمضان؟
جزاكم الله خيرا و السلام عليكم

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

ليس قولهم بصواب ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دل قوله على استحباب الاكثار من صلاة التطوع ، وهذا يشمل قيام الليل ، وفي ذلك أحاديث كثيرة ، كما جاء في الحديث ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) وفيه( صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح ، صلى ركعة واحدة ، توتر له ما قد صلى) ، ولكنه اختار صلى الله عليه وسلم أن يطيل القراءة في كل ركعة ، وينقص عدد الركعات في صلاة الليل ، وفضل ذلك على تقصير القراءة وتكثير الركعات الذي يستدل على مشروعيته بأحاديثه القولية بعمومها .ـ
ـــــــــ
ولهذا لما سئل الامام أحمد : أيهما أحب إليك أن يطيل القراءة ويقلل الركعات ، أم يقصر القراءة في كل ركعة ويكثر الركعات ، فقال يطيل القراءة أحب إلي .ـ
ـــــــــ
غير أن الناس شق عليهم طول القيام ، فأرادوا أن يعوضوا ما يفوت من ثواب طول القيام ، بتكثير الركعات ، وليرتاحوا بين الركعات ، ويتروحوا ، ولهذا سميت التروايح ، و كلاهما ـ أعني الاقتصار على 11 أو21 ـ جائز عند عامة الفقهاء ، وقد صح أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة على أبي رضي الله عنه يصلي بهم 21 ركعة وذلك في الموطأ ، وقد سلم الشيخ المحدث الالباني رحمه الله بان رجال الاسناد ثقات ، ولكنه أعله بالشذوذ لمخالفة للرواية الاخرى الصحيحة أيضا أنه جمعهم على 11ركعة
والجواب أنه يحتمل وقوع كلا الامرين لان خلافة عمر رضي الله عنهما بقيت مدة طويلة ، والاصل قبول رواية الثقة مالم يثبت خطؤه ـ
ــــــــ
وعامة الفقهاء يجيزون الزيادة على 11 ركعة ، ولكن السؤال هل الافضل أن يصلي المصلي 11 ركعة ام يزيد فالجواب إن كانت صلاته 11 ركعة طويلة بحيث تكون على قدر من يصلي زيادة على ذلك فهي أفضل بلا ريب فهي اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ، أما إن كان من يزيد في الصلاة على 11 ركعة أطول صلاتا ، وأكثر عملا ، ممن يصلي 11 ركعة ، فالذي يزيد أفضل ، لان معه زيادة عمل فيكون ثوابه أكثر ، وأما من يظن أن المقصود هو الاقتصار على العدد (11) فقط ، كيفما كان أداؤه لها ، وأنها أفضل ممن يصلي اول الليل وآخره فيزيد في القراءة والركعات والسجود والذكر والتسبيح ، فهذا القول بعيد جدا عن الفقه الصحيح ـ
ـــــــ
وينبغي أن يعلم الله تعالى شرع النافلة ، لمن يريد أن يستزيد مما هو من جنس الفريضة ، لان الفريضة محدودة بحد لايجوز تعديه ، فشرعت النافلة لمن يريد الاستزادة ، كما شرعت الصدقة لمن يريد أن يزيد في الانفاق على الزكاة بغير حد ، وشرعت نافلة الحج والعمرة كذلك ، وفي الحديث أكثروا من الحج والعمرة فإنهما ينفيان الذنوب ، وكما شرع صيام التطوع حتى لو صام يوما وأفطر يوما ، وهكذا صلاة النافلة شرعت لمن يريد أن يزيد ، وبهذا يعلم أن تحجير العدد ، وتضييقه على الناس ، يخالف مقصود الشارع من تشريعها .

وإذ قد دلت عموم النصوص على استحباب قيام رمضان جماعة في المساجد ، فذلك يشمل ما يصلي أول الليل أو أخره ، أو بعضه اول الليل وبعضه آخره والله أعلم .


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006