كثرة هذه الايام المناظرات مع أهل البدع على شبكة الانترنت ، فهل تنصحون بها ، وماهي ضوابطها؟

 

السؤال:

كثرة هذه الايام المناظرات مع أهل البدع على شبكة الانترنت ، فهل تنصحون بها ، وماهي ضوابطها وهل هي مفيدة للدعوة ؟

*********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

الواجب في من يتصدي لدعوة أهل البدعة ، أن يكون عالما بالكتاب والسنة ومذهب أهل السنة والجماعة ، وبمذهب الخصم ، بقدر كاف يؤهله للمناظرة ، وأن يكون عارفا أيضا بضوابط المناظرة ، وعليه من لباس التقوى ما يحمله على قصد الثواب لا الرياء والسمعة ، ويلجمه عن قول الباطل أو اتباع الهوى ، وأن يكون ذا فصاحة وبيان قادر على تجلية الحق في صورة مفهومة لا لبس فيها .

ولا ينبغي أن يقدم المناظر على مناظرة ذي هيبة يخشاه ، ولا وهو مشغول البال ، مشوش الذهن . وإن لم تكن المناظرة في مسألة معينة فالواجب أن يبدأ بالأصول التي يقوم عليها مذهب المخالف ، فينقضها ، ولا ينشغل بإبطال الفروع قبلها.

هذا وينبغي أن يعلم أن الجدال وسيلة متأخرة في الرتبة في مجال الدعوة الإسلامية ، ولهذا أخره الله تعالى في قوله ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ، ولم يستعمل النبي صلى الله عليه سلم في دعوته الجدال إلا قليلا ، بالنسبة إلى مجمل دعوته صلى الله عليه وسلم .

ذلك أن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أبلج ، له منار ظاهر ، ونور باهر ، فإذا نشر في الناس ، وسمعوه كما أنزل ، هدى الله تعالى به من شاء من عباده ، ففتح به قلوبا غلفا ، و أبصارا عميا ، وأذانا صما .

فإن احتيج إلى الجدال ، فلا بأس أن يكون بالتي هي أحسن ، كما قال تعالى ( ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) هذا في اليهود والنصارى ، فكيف بأهل القبلة الذين ضلوا عن السنة ، إلا من ظلم واعتدى ، فذاك له مقام آخر.

وأما هذه المناظرات التي انتشرت في المنتديات ، يخوض فيها من يخوض بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، يتصايحون فيها ، ويتشاتمون ، ثم يعودون من الغد ، فيفعلون كما فعلوا بالامس ، فيسهرون ليلهم فيما لافائدة فيه ، أو فيما ضره أكبر من نفعه ، أو فيما غيره انفع للعبد في دنياه وآخرته ، فهذه ليست على هدى الأنبياء ، ولا هي من سبيل الأتقياء ،والله اعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006