ردوا على هذه الشبهة ؟؟

 

السؤال:

لقد كنت اتحدث علي الانترنت وفجأة قال شخص لا اعرفه ان الرسول محمد كان
يثار جنسيا من علي طفلة 9 سنوات يقصد عائشة.
وقال انه لا يصدق شخص كل اهتمامه الجنس وقال ان ديننا يعطي الجنس اهتماما
كبيرا.
لم اعرف ماذا اقول
انا اؤمن ان محمد نبي ورسول الله للناس.
ولكن اريد ان اعرف لماذا تزوج محمد من عائشة وهي ما زالت صغيرة؟

*********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

***هذه الشبهة الساقطة ، هي وأمثالها كانت ومازالت ديدن أعداء الاسلام من المستشرقين وغيرهم من الملحدين ، والرد عليهم في غاية الوضوح والحمد لله ، فنقول وبالله التوفيق : ـ
ــــــــــــــــــــــ
أول من تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمسة عشر عاما ، و كان عمره ـ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون عاما ـ وهي في الاربعين ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، ورزق منها أولاده صلى الله عليه وسلم فلو كان شهوانيا لايطلب إلا شهوة الجنس لما بقي مع أمرأة تكبره في السن بخمس عشرة سنة ، حتى بلغ هو الاربعين وبعث نبيا ثم بقي معها عشر سنين أخرى حتى صار عمرها هي خمسة وستون عاما فهي عجوز كبيرة ، وهو مع ذلك لايتزوج عليها، مع أن عادة الناس في تعدد الزوجات منتشرة ومتعارف عليه في ذلك الزمن ، ولكنه لم يتزوج عليها صلى الله عليه وسلم من شدة حبه لها.

ثم لم ماتت حزن عليها حتى مضت سنتان ولم يتزوج ، ثم جاءته خولة بن حكيم فقالت يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا تتزوج ، فعرضت عليه عائشة وسودة بنت زمعة ، فتزوجهما ، وأجل الدخول على عائشة حتى بلغت تسع سنين
ـــــــــــــــ
فبالله عليكم أيوجد رجل يتزوج امراة في سن الاربعين وهو شاب مملوء جمالا وشبابا وأفضل قومه نسبا وحسبا ، ثم يبقى معها حتى تصير عجوزا في سن الخامسة والستين صابرا على صحبتها ولايريد أن يكدر خاطرها بالزواج من اخرى ، حتى تموت ، أيوجد رجل بهذه المثابة يصح اتهامه بأنه تحركه الشهوة ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
ــــــــــــــــــ
وهذا كله يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن الجنس همه ولا هدفه ولا هو محركه بل كانت لحياته أهداف أسمى وغايات أعلى هي هداية الناس وإرشاد البشرية إلى هدى الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــ
ثم لما هاجر إلى المدينة تزوج من بنات أصحابه ، وخاصة وزراءه ، وتزوج نساء ليواسيهن بموت أزواجهن ، وتزوج أخريات لتوطيد العلاقة مع قبائلهن ، فكان لزواجه اهداف سامية لها علاقة وطيدة بحرصه على نجاح دعوته صلى الله عليه وسلم ، وكان بمقدوره أن يتزوج أجمل نساء العرب وأكثرهن ثراء ، فقد عرضت عليه قريش ذلك ، مقابل أن يتنازل عن دعوته ، فأبى ذلك ، كما لم يفعله في أوج انتصاراته ، بل تزوج من الفقيرات ، وبعضهن مسنات ، وغالبهن ثيبات ، بل لم يتزوج بكرا غير عائشة رضي الله عنها ، وكل ذلك دليل قاطع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى وراء الشهوة المجردة حاشاه صلى الله عليه وسلم ولعن الله من اتهمه بهذه التهمة ، بل كان أملك الناس لشهوته ، ولهذا استعمل علاقات المصاهرة لتدعيم مباديء دعوته صلى الله عليه وسلم وتكريس بقاءها من بعده في أقرب الناس إليه .
ـــــــــــــــــــــــ
وينبغي أن ننتبه لشيء مهم جدا ، وهو أن الزواج من بنت التسع سنين في ذلك الزمن كان أمرا شائعا في الناس ، وكان كثيرا متعارفا عليه ، لاعيب فيه ، ولاغضاضة على أحد ، لان بلوغ ذات التسع سنين سن الرشد ، كان كثيرا جدا ، وكانت الفتاة في هذا السن تعد امراة ناضجة جسديا ونفسيا ، وأكبر دليل على ذلك أن عائشة رضي الله عنها عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها تسعة عشر عاما ، وكانت عالمة فقيهة تفتي الصحابة ، ويستشيرونها ، ومثل هذا في هذا الزمن معدوم فبنت التسعة عشر عاما ، طفلة صغيرة العقل ضعيفة العلم والرأي ، فهي في هذا الزمن لاتؤتمن على شيء ، ويدلك على هذ أيضا أن ابن الخمسة عشر عاما كان يجاهد مع المجاهدين ، في زمن النبوة ، لان النضج الجسدي والمعنوي والنفسي كان يحصل مبكرا في ذلك الزمان بسبب طبيعة الحياة، بينما ابن الخمسةعشر عاما اليوم طفل في الغالب ، لايدبر من أمره شيئا .
ــــــــــــــــــــ

وهذا الجاهل الذي قال إن النبي صلى الله عليه وسلم استثارته طفلة ، جاهل بالتاريخ جاهل بتطور المجتمعات واختلاف عاداتها وطبائع شعوبها بتطور التاريخ البشري ، وإنما هو حاقد على الاسلام وقوته وظهوره وكثرة الداخلين فيه وقلة من يخرج منه بعدما تخالط بشاشته القلوب ، فلم يجد إلا هذه الاتهامات يتهم فيها الاسلام ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بغريب فقد اتهمه الكفار من أول يوم ظهرت فيه دعوته ورسالته التي هي رحمة للعالمين ،اتهموه بالجنون والسحر والكذب ، فنصره الله عليهم ، وأخزاهم وانتشرت رسالته العظيمة في العالم بأسره ، وبلغت أقاصي الارض ، وصارت نورا وهدى للناس أجمعين ، ولم تضره هذه الاتهامات بل زادت من إقبال الناس على الدخول في دين الاسلام


وهؤلاء الذين يحاولون تشويه صورة الاسلام بالطعن في نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم ، مثلهم مثل قول الشاعر : ـ
وناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومثلهم مثل قول الشاعر :ــ
عوى نابح من أرضه فعوت له ** كلاب وأخرى مستخف حلومها

وأما قوله إن ديننا كل اهتمامه بالجنس ، فنقول له : لو أن ذات سوار لطمتني .

وسبحان الله كيف يتهمنا الذين ملأوا الدنيا من قذارة الاباحية الجنسية والشذوذ الجنسي في كل العالم ، حتى بلغ بهم الامر أن صارت عادة تبادل الزوجات عادة سارية لديهم ، وتجارة دعارة الاطفال بلغت حدا تقشعر منه الابدان .

كيف يتهمون الاسلام الذي حرم الزنا وجعله ثالث اكبر جريمة تقع في الارض ، بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله تعالى .

وأمر بالحجاب ، وأمر المراة أن لاتخلو بالرجل ، ولاتسافر إلا مع محرم ، وأمر الرجال بغض الابصار ، والنساء كذلك ، وجعل العفة من أفضل وأكرم الاخلاق وأزكاها، كيف يتهمون الاسلام بأنه كل اهتمامه بالجنس ؟1

والحق أن مثلهم ومثل المسلمين في هذا الزمان ، مثل قوم لوط إذ قالوا ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) ، فهم حانقون على الاسلام ، لانه يحث على الطهارة ، ويامر بالعفة ، وحسدوا المسلمين على هذا الصفة الحميدة فيهم ، فاتهموه بما هو منه براء ، والله المستعان عليهم ولاحول ولاقوة إلا بالله تعالى .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006