لماذا قال ابن عباس رضي الله عنه عن الحكم بغير الشرع كفر دون كفر؟ |
|
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع دائما من يحاول أن يلبس على الناس أمر التحاكم لغير شرع الله تعالى ،
ويقول إنه ليس بكفر مخرج عن الملة ، مستدلا بقول ابن عباس رضي الله عنه (( هو
كفر دون كفر )) وقوله (( إنه ليس الكفر الذي تذهبون إليه )) أو كما قال ابن
عباس .
السؤال : ما سبب قول ابن عباس رضي الله عنه هذه المقولة ؟
وهل تتنزل على الحكم بالدساتير الوضعية الحالية في بلدان المسملين ؟
وكيف نرد على هذا ؟
نسأل الله أن يرزقكم الإخلاص في القول والعمل
*****************
جواب الشيخ:
ذا الأثر عن ابن عباس ضعيف الاسناد
لانه رواه هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس
------
وهشام بن حجير ضعفه الامام أحمد ويحيى بن معين والعقيلي وجماعة
-------
وقال علي بن المديني أن يحيى بن سعيد قال عن هشام بن حجير خليق أن أدعه ، قال علي بن المديني فقلت له : أضرب على حديثه ، قال نعم
------
فهذه الرواية تفرد بها هذا الرجل الضعيف
-----
ومع ذلك فقد عارضه عبدالله بن طاووس فروى عن أبيه قال : سئل ابن عباس عن قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال هي كفر ، وفي لفظ " هي به كفر " وآخر " كفى به كفره " رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير ووكيع في أخبار القضاة وغيرهم بسند صحيح وهذا هوالثابت عن ابن عباس
---------
وقال ابن كثير " من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر ، فكيف من تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل هذا كفر بإجماع المسلمين " ـ
والياسا قوانين كتبها جنكيز خان كان يتحاكم إليها التتر ، مع أنهم قد كانوا أيضا يتخذون الأئمة والمؤذنين والقضاة الشرعيين ، ويأخذون من شريعة الإسلام بعض الأحكام ، ومع ذلك فقد كفرهم العلماء إذ جعلوا لهم قوانين نصبوها طاغوتا يُتحاكم إليه من دون الله تعالى ، فكيف بهؤلاء الذين نصبوا القوانين الوضعية الطاغوتية التي يقدمونها على الشريعة الإسلامية ويخضعــون لها أعظم من خضوعهم لشريعة الله تعالى ، فهم أشد كفرا والله أعلم .
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006