حكم العلمانيين وهل هم كفرة ؟

 

السؤال:

تناقشنا في المنتدى في كفر عرفات وقد أثار أحدهم هذه الأسئلة ،،،ونظرا لتكرار هذه السؤالات
فياليت أن تجاوبونا بارك الله فيكم...

هل ياسر عرفات كافر؟

هل كل كفر يحتاج النظر في حال صاحبة ؟

وونظر فيه هل هناك موانع ؟

وننتظر هل هناك من أقام الحجة؟
هل يشترط ذلك في كل الأعمال المكفرة؟؟؟

*********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

أما ياسر عرفات وأمثاله ممن ينطقون بالشهادتين ويدعون الإسلام في الظاهر ، لكنهم يعتقدون العلمانية فكرا ، ويتخذونها منهجا ، فهم كفار تجري عليهم أحكام الكفار .

وقد اتفق العلماء على أن معتنق العلمانية كافر ، لأنها نحلة تجيز لأهلها اعتقاد الكفر والإلحاد ، ويستحلون فيها موالاة الكفرة الملحدين ، والسماح لهم بنشر كفرهم على أنها تعددية في الآراء ، وهو أمر محمود عندهم ، فكلما تعددت الآراء والعقائد الكفرية فهو أدل على نضج الإنسانية في زعمهم ، قاتلهم الله.

كما أنهم يعتقدون أن رد أحكام الله تعالى بالديمقراطية أمر حسن ، وهي نحلة تنصب الإنسان ربا حاكما يحق له نقض أحكام الله تعالى وإقامة غيرها بدلها ، وتجعل من هوى الانسان إلها ، ومن عقله سيدا مطاعا طاعة مطلقة تقدم على طاعة الله تعالى . وكل من اعتقد مثل هذه العقائد الكفرية التي لاتخفى مناقضتها للإسلام يحكم بكفره ـ حتى لو كان ينطق بالشهادتين ولاينفعه نطقه بهما ـ وإنما يتوقف فيمن وقع في مكفر مما يخفى على مثله حتى تقام عليه الحجة ويعلم انتفاء موانع التكفير عنه .

ومعلوم أنه لا يشترط في الحكم على من أتى بناقض في الأمور الجلية كسب الله تعالى أو رسوله أو دينه أو اعتقد تعدد الآلهة أو وحدة الوجود ونحو ذلك مما لا يخفى مناقضته لاصل الإسلام ، لا يشترط في الحكم عليه بالكفر ، العلم بانتفاء الموانع ، بل ذلك في الأمور الخفية فحسب , هذا كله في الحكم على أهل الشهادتين إن أتوا بناقض .

أما غيرهم من غير أهل الشهادتين ، فهم كفار في أحكام الدنيا ، سواء وصلتهم الدعوة الإسلامية ، وبلغتهم الحجة القرآنية ، أم لا .

لكن إن ماتوا قبل أن تبلغهم دعوة الإسلام ، فحكمهم في الآخرة حكم أهل الفترة ، وإن بلغتهم دعوة الإسلام قبل الموت ، فلم يؤمنوا بها ، فسبيلهم في الآخرة ، سبيل الكفار الذي حكاه الله في القرآن ، وساء سبيلا أعاذنا الله منه والله اعلم



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006