قصر الصلاة لمن يدرسون ثلاث سنوات في الغربة ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن يافضيلة الشيخ مبتعثون للدراسه في بريطانيا وقد وفرت لنا الحكومه السعوديه مسجدا نصلي فيه جميع الاوقات بما فيها صلاة الجمعه ولكن بعض الشباب هداهم الله لايصلون صلاة الجمعه بحجة ان سماحة الشيخ العلامه محمد بن عثيمين رحمه الله اصدر فتوى باأنها تسقط عن المسافر الذي لا يعلم متى يرجع الى وطنه مع العلم ان مدة دراستنا تزيد على ثلاث سنوات ولانعلم متى نرجع فهل نحن في حكم المسافرين الذين تنطبق عليهم الفتوى ؟

***********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن مسافة ومدة القصر : ـ

س : ما رأي سماحتكم في السفر المبيح للقصر هل هو محدد بمسافة معينة؟ وما ترون فيمن نوى إقامة في سفره أكثر من أربعة أيام هل يترخص بالقصر؟

ج : جمهور أهل العلم على أنه محدد بمسافة يوم وليلة للإبل والمشاة السير العادي وذلك يقارب 80 كيلو . لأن هذه المسافة تعتبر سفرا عرفا بخلاف ما دونها . ويرى الجمهور أيضا أن من عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الإتمام والصوم في رمضان .

وإذا كانت المدة أقل من ذلك فله القصر والجمع والفطر . لأن الأصل في حق المقيم هو الإتمام وإنما يشرع له القصر إذا باشر السفر . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام في حجة الوداع أربعة أيام يقصر الصلاة ثم ارتحل إلى منى وعرفات ، فدل ذلك على جواز القصر لمن عزم على الإقامة أربعة أيام أو أقل ، أما إقامته صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوما عام الفتح وعشرين يوما في تبوك فهي محمولة على أنه لم يجمع الإقامة وإنما أقام بسبب لا يدري متى يزول ، هكذا حمل الجمهور إقامته في مكة عام الفتح وفي تبوك عام غزوة تبوك احتياطا للدين وعملا بالأصل وهو وجوب الصلاة أربعا في حق المقيمين للظهر والعصر والعشاء .

أما إن لم يجمع إقامة بل لا يدري متى يرتحل فهذا له القصر والجمع والفطر حتى يجمع على إقامة أكثر من أربعة أيام أو يرجع إلى وطنه . والله ولي التوفيق .

من ضمن أسئلة موجهة من بعض طلبة العلم ، وطبعها الأخ محمد الشايع في كتاب .
نقلا عن موقع سماحة الشيخ رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3291
------------------
هذا .. وأكثر العلماء وعامة الفقهاء على ان من كان في مثل حالتكم ، فإنه يصلي صلاة المقيـــم ، ويجب عليه حضور الجمعة وصيام رمضان ، وسائر مايجب على المقيمين ، والواجب أن يكون المسلم محتاطا في دينه ، مخالفا لهواه ، مجانبا لشهوات النفس ، تاركا ما يريبه إلى مالايريبه ، لاسيما في شأن صلاة الجمعة فقد ورد الوعيد الشديد في تركها وأن من ترك ثلاث جمع ختم الله على قلبه ، ومعلوم أن ما كان عليه عامة الفقهاء أقرب إلى الصواب ، فإن اعتضد ذلك بأن فعله تحصل به براءة الذمة من فرض عظيم هو صلاة الجمعة ، فلاينبغي أن يتهاون المسلم فيـه ، لاسيما في بلاد الغربة التي تكثر فيها الفتن ، ويحتاج المسلم إلى ما يثبته ، خاصة حضور الجمعة والجماعات واجتماع المؤمنين على الخيرات . أما فتوى العلامة سماحة الشيخ العثيمين رحمه الله أن المسافر إذا كان لايعلم متى يرجع فإنه يقصر الصلاة ، فهذا المقصود به أنه لايعلم مدة إقامته من حين نزول البلد الذي ينزلها ، فقد يغادرها في أي وقت ، أما من يعلم أنه يقيم أكثر من أربعة أيام ثم لايدري كم يمكث زيادة على ذلك ، فضلا عمن يعلم أنه سيقيم ثلاث سنوات ، ثم لايدري كم تكون الزيادة ، فهذه مسألة أخرى ، ومذهب الجمهور فيها هو ما ذكرته آنفا والله أعلم.

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006