أنا من فرنسا لي صديق لايصلي ويعمل في نقل اليهود إلى فلسطين؟

 

السؤال:

أنا من بعض ضواحي باريس ، لي صديق مسلم ولكنه لايصلي يقول إنه يعمل نقل أمتعة اليهود الفرنسيين المهاجرين إلى فلسطين ، يقول : كيف يصلي وهو يعمل هذه الجريمة ، بما تنصحه وتنصحني ؟

************************

جواب الشيخ:

حسبنا الله ونعم الوكيل ، أنصحه أن يصلي ، فإنه حتى لوكان مذنبا فالصلاة تبقيه مسلما ، والفرق بين المصلي حتى لو أذنب ، وبين تارك الصلاة ، كالفرق بين المريض والميت ، فكم هو الفرق كبير بينهما .

وأنصحه أن يتقي الله ولايعمل في هذه الجريمة النكراء وهي نقل اليهود إلى أرض فلسطين المباركة .

وأنصحك أن تستمر في نصحه .


وأنصحه بخصوص الصلاة بما يلي :ـ

الصلاة والله هي أعظم ما يفعله العبد بعد الشهادتين ، في الوجود كله ، وهي أعظم إنجاز يحققه الإنسان في حياته كلها ، لماذا ؟

لأنها هي التي تجعل الإنسان يشعر بان لوجوده معنى في هذا الكون .

فالكون خلقه الله تعالى ليصلي لربه وصلاة الكون هي التسبيح كما في القرآن ( تسبح له السموات والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ) ، والإنسان خلقه الله تعالى ليصلي لربه لأن الصلاة هي اعظم العبادة ، والله تعالى قال ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

فإذا صلى الإنسان أصبح لوجوده معنى في هذا الكون المسبح لخالقنا العظيم .

وإن ترك الصلاة ، عطل سبب وجوده في هذا الكون العظيم .

جاء رجل لا يصلي لعالم من العلماء ، فقال له إني أكسل عن الصلاة وأريدك أن تفتيني بأن الصلاة سقطت عني ، قال العالم : سأفتيك ولكن بشرط

ففرح السائل وقال أقبل بأي شرط .

قال العالم : اخرج من كون الله واترك الصلاة

قال السائل : وكيف اخرج من كون الله ؟

قال العالم : فإذن كيف تعيش في كونه وتخالف أمره ؟

قال السائل : هل هناك شرط آخر ؟

قال العالم : نعم لا تأكل من رزقه واترك الصلاة

قال : كيف لي ذلك وكل شيء هو رزقه ؟

قال : فإذن كيف تأكل من رزقه ، وتقابل هذه النعمة بترك الصلاة ؟

قال السائل : هل من شرط آخر ؟

قال العالم : نعم لا تتنفس هواءه واترك الصلاة

قال : هذه أصعب ، فكيف استغني عن الهواء الذي خلقه لي ؟

فعلم السائل مقصد العالم وقال : سبحان الله ، أعيش في كونه ، وآكل من رزقه ، وأتنفس هواءه ، ويأمرني أن أصلي له مع كونه المسبح له ، وأرفض ذلك ؟!

لا والله .. لن أترك الصلاة أبـــــــدا

والله تعالى فرض كل الفرائص الإسلامية بنزول الوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد أن يأمره بالصلاة ، أمر الله تعالى جبريل أن يحضر محمدا صلى الله عليه وسلم إليه في السماء في ليلة المعراج ، وهناك أمره بالصلاة وحمله هذه العهدة ، وأمره أن يأمر بها أمته ،وأخبره أن من لايصلي فإن الله تعالى يعذبه أشد العذاب في الآخرة .

كما قال تعالى في سورة المدثر : ( قال ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين )

فذكر أن أول ذنب يعذب عليه الإنسان في الآخرة هو ذنب ترك الصلاة ، فهو أعظم ذنب ، لأن تارك الصلاة ، شابه أبليس ، فإبليس أمره الله أن يسجد فأبى ، وتارك الصلاة أمره الله أن يسجد فأبى وامتنع .

هذا مع ان الصلاة لها تأثيرات عجيبة على حياة الإنسان ، فهي تساعد على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب كثيرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالي ضآلة كل مشكلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الكون الفسيح،

فيخرج المسلم من صلاته وقد ألقى كل ما في جعبته من مشكلات وهموم، وترك علاجها وتصريفها إلى الرب الرحيم،

وكذلك تؤدي الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملية تغيير الحركة المستمر فيها، ومن المعلوم أن هذا التغيير الحركي يحدث استرخاء فسيولوجيا هاما في الجسم،

وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلم تنتابه حالة من الغضب، كما ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي.

ويقول الدكتور " توماس هايسلوب " : "إ ن من أهم مقومات النوم التي عرفتها في خلال سنين طويلة من الخبرة والبحث الصلاة، وأنا ألقي هذا القول بوصفي طبيبا، فإن الصلاة هي أهم وسيلة عرفها الإنسان تبث الطمأنينة في نفسه والهدوء في أعصابه."

أما الدكتور " إليكسيس كارليل" الحائز على جائزة نوبل في الطب فيقول عن الصلاة: " إنها تحدث نشاطا عجيبا في أجهزة الجسم وأعضائه ، بل هي أعظم مولد للنشاط عرف إلى يومنا هذا، وقد رأيت كثيرا من المرضى الذين أخفقت العقاقير في علاجهم كيف تدخلت الصلاة فأبرأتهم تماما من عللهم، إن الصلاة كمعدن الراديوم مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط، ولقد شاهدت تأثير الصلاة في مداواة أمراض مختلفة مثل التدرن البريتوني والتهاب العظام والجروح المتقيحة والسرطان وغيره

وللسجود دور عميق في إزالة القلق من نفس المسلم، حيث يشعر فيه بفيض من السكينة يغمره وطوفان من نور اليقين والتوحيد.

والخلاصة :

أوصيه بالصلاة، فليحافظ عليها ، فهي والله أمانة حملنا إياها خالقنا العظيم خالق السموات والأرض الذي لــه أعظم حق علينا ، فهو يأمرنا أمرا مباشرا صادرا من فوق سبــع السموات ، من خالق كل شيء ، فهل يملك العبد مخالفة أمر سيده ؟!!

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006