فضيلة الشيخ سؤالنا هو عن شخصية البابا شنوده ، ومن هو ؟!

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، خاتم الأنبياء ، والرسل ، الذي بشَّرت به جميعُ الأنبياء قبله ، وأمرت بإتباعه ، وأنّ الله لايقبل دينا غير دينه بعد بعثـتهِ ، وعلى آله ، وصحبه ، وبعـد :
 
أولا : نؤكّد أنَّ عقيدة المسلمين السمحـة _ مع إيمانهم بأنَّ النصارى حرّفوا دينَ نبيِّ الله عيسى عليه السلام عبد الله ، ورسوله ، وأشركوا بالله تعالى ، عندما جعلوه ثلاثة ، ونسبوا له الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ،  وكذبوا بنبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم فصار ذلك بمنزلة تكذيب جميع الأنبياء والرسل _ لاتمنع البـرّ ، والقسط ، إلى مـن ليسوا على دين الإسلام ، والعيش معهم بسلام ، وأمن ، ومن الاعتراف بجميلهم ، والعلاقة الحسنة معهم ، حتى تقديم العزاء لهم ، وعيادة المرضى ، ونحو ذلك ، فالإسلام دين الخلُـقُ الحسن ، والإحسان إلى الخـلق كلهم .
 
غير أنَّ هذا الجواب هنا ، هـو عن شخصية سياسية قبل أن تكون دينية محضة ، وهي شخصية سياسيّة لها تاريخ مليء بزرع الكراهية في شعب مصر ، وبافتعال الفتن الطائفيـة !! 
 
 وأسوء ما في عهده لتولي الكنيسية القبطية ثلاث طامات :
 
إحداها : إجرامه في حقّ المهتديـات إلى الإسلام ، وقتلهنّ !
 
والثانية : نشره عقيدة أنَّ مصر للأقباط ، وأنّ العرب والمسلمين احتلوها منهم ، وتحريضه الدائم على إثارة الفتن الطائفيـّة في الشعب المصري ، وإستعداء الخارج على مصـر!!
 
والثالثة : علاقته الوطيدة مع طاغية مصـر الأكبر حسني مبارك ، حتى في بدايات الثورة !!
 
وفيما يلي ملخص لتاريخه الأسود :
 
إسم هذا الهالك _ الذي أراح الله المسلمين من شره _ هـو نظير جيد روفائيل .. وصل إلى كرسى مارى مرقص فى 14/11/ 71م ،
 
تسمَّى قبل أن يصل لهذا المنصب ، بأنطونيوس السرياني ، وخلال فترة رهبنته اعتنق فكرة (الإرهاب الدموي ) مع مجموعة رهبان تدرّبوا على يد مؤسس الكلية الإكليركية وما يسمى بمدارس الأحد حبيب جرجس ،
 
وكان محور فكره السري هو المناداة بطرد المسلمين من مصر ، وإعلانها دولة قطبية ، وإنهاء ما سماه الإحتلال العربـي !!

عندما كان شابا ، هرب شنوده من الشرطة بعد تورّطه بخطف البابا (يوساب الثاني) مع مجموعة الإرهابي القبطي إبراهيم هلال ،
 
 وبعد موت البابا يوساب ، وتولي كيرلكس السادس _ المعروف بخبرته الواسعه في السحر الأسود !! _ استدعى هذا الأخير صديقه شنوده ، ورسمه إسقفا للتعليم ، وسماه شنوده الثالث ،
 
 ودأب من هذا المنصب على تحريض الأقباط على كره المسلمين ، والقيام بأعمال مسلحة إرهابية ضدهم ، ونشر ثقافة الكراهية ، وأنّ مصر هي بلدهم ، وأنّ المسلمين محتلُّون لمصر ، قتلوا أجدادهم ، واغتصبوا نسائهم !!
 
حتى خـرَّج بذلك جيلا من الإقباط على هذه العقيدة !! ، وكرّس هذه الطائفية البغيضة في فترة تولي هذا المنصب ، حتى صارت مزمنة ، إلى أن تسلم بنفسه البابوية عام 1971

ثـم كانت فترة تولي هذا المنصب البابوي الديني ، أسوء فترة في التوترات الطائفية ، والاشتباكات مع المسلمين ، وكذلك السطو على أراض الدولة وبناء كنائس فوقها ، وعندما يثور المسلمون ، يصوِّر الأمر كأنه إضطهاد ضد الأقباط ، ويستعدي الجهات الخارجية ضد مصر !!
 
كما اشتهر عهده بارتفاع معدّل جرائم قتل القبطيـّات اللاّتي يتحوّلن إلى الإسلام ، وتحويل الأديرة إلى مراكز تعذيب لهنّ ، ثم تصفيتهنّ !، مثل وفاء قسطنطين ، زوجة الكاهن القبطي التي أسلمت ، فاعتكف شنوده ليضغط على نظام مبارك ليسلمها للكنيسة ، فتم تسليمها ، ثم تعذيبها ، وإعدامها داخل الكنيسة !!
 
وكذلك كاميليا شحاته ، وغيرهـا ، وكان يصوّر إسلامهنّ على أن المسلمين يختطفونهنّ ، ويغتصبونهنّ ، ويجبرونهنّ على الإسلام ، ويجعل ذلك حجة لإسترجاعهنّ وقتلهنّ !
 
كما كان يحرّض أقباط المهجر للتظاهر في بلاد الغرب ، ضد ما كان يسميه : ( خطف ، واغتصاب قبطيات مصر ، وإجبارهنّ على الإسلام ) !
 
وعلى نشر هذه الأكاذيب في وسائل إعلام غربيّة ليستعدي الخارج على مصر ، مستغلا انضمام الكنيسة المصرية لمجلس الكنائس العالمي ، ويثيـر الغربيين خاصة الأمريكيين على مصر تحت هذه الأكاذيب !!
 
وكان نفي السادات له بسبب فرض نفسه ندا للسادات ، وتحديه له باستمرار ، ويعرف كلَّ المصريين كلمة السادات المشهورة : ( أنا عايز أعرف هو أنا اللي أحكم البلد ولا شنوده ) !!
 
 وبسبب نشاطه السياسي المحرّض ، وافتعاله الأزمات الطائفية داخل مصر ، حتى عزله السادات في خطابه الشهير في مجلس النواب ، ثم نفاه ، وهذا هو سببه نفيه ،  وليس بسبب كامب ديفيد !
 
نعم استغل شنوده معارضته لكامب ديفيد ليضغط على السادات بذلك ، ويمرر مطالباته القبطية فقط !
 
وقد أدانه القضاء المصري بالفتنة الطائفية ، ولا يزال في ذاكرة المصريين عبارته المشهورة ( حخليها دم للركب من إسكندرية إلى أسوان ) !!
 
وكان يعاني من جنون العظمة ، إلى درجة سجود الأساقفه له ، وإنبطاحهم بين يديه ، وتقبيل قدميه !!
.
وكان متعصبا دينيّا جداً إلى درجة إشتراطه التوافق التام الأرثوذكسي لصحة الزواج ، وكان يحظر الصلاة في غير الكنائس الأرثوذكسية !!
.
 
وطيلة فترة الطاغية مبارك كانت علاقته قوية جدا بالطاغية ، بل كان ينسّق مع الدوائر الأمنية سرا ،  لإحداث الفتن الطائفية في حال حاجة مبارك إليها سياسيا !!
 
وكان يؤيـّد تولي التوريث لجمال مبارك ، حتى يستمر في مؤامرته على مصر !
 
وكان في بداية الثورة على مبارك يناشد بعدم المشاركة فيها ، وبقاء الطاغية رئيسا على مصر ، وكان يتصل بمبارك ويطمئنه أن الأحداث ستمر على خير !! حتى إذا بدأ النظام يتهاوى ، انقلب موقفه خوفا من الشعب المصري !
 
هذا هو ملخص حياة هذا الهالك الذي لم تستفد منه مصر إلا الشرور ، وقد صح في الحديث الشريف : 0 أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ !
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟
قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلادُ ، وَالشَّجَرُ ، وَالدَّوَابُّ) متفق عليه
 
والله أعلم ، وهو حسبنا عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكـّلون

الكاتب: زائر
التاريخ: 18/03/2012