لقاء السمو ؟

 

السؤال:

لقاء مجلة السمو مع الشيخ حامد بن عبدالله العلي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متفاءل جدا بنتائج عظيمة لصالح الإسلام بعد هذه الأحداث.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ثمانية أهداف خطيرة لهذه الحملة الأمريكية البريطانية .
ـــــــــــــــــــــــــــ
الصحوة الإسلامية لن يوقف مدها شيء .
ــــــــــــــــــــــــ
سيبرز الإسلام قوة عالمية قريبا جدا بإذن الله .
ـــــــــــــــــــــــــــ
موالاة الكفار كفر ، وإعانتهم على تحقيق أهدافهم الخبيثة ردة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
أمريكا ستتورط في الرمال المتحركة العراقية بعد الحرب .
ــــــــــــــــــــــــــــ
أمريكا تسعى لإيجاد نظام دولي جديد أكثر ملائمة للقياسات الصهيوأمريكية.
ــــــــــــــــــــــــــ
الفتوى بأن المشاركة في الحرب مع الامريكان جهاد كانت جهلا وتخبطا وإضلالا وستيين ضررها لاحقـــــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاثة أمور من لا يعرفها لن يفهم ما يجري في ساحة السياسة الدولية
ــــــــــــــــــــــ
تصفية القضية الفلسطينية من أهم أهداف الحملة الأمريكية الجارية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الحرب لصالح أمريكا تعني بداية تنفيذ مخطط في غاية الخطورة على العالم الإسلامي .

*************************


جواب الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم ، تحت دوي صافرات الإنذار في الكويت ، وأزير الطائرات ، وقلق الناس من آثار هذه الحرب المدمرة ، التقت السمو الشيخ حامد بن عبد الله العلي ، وفي حديقة منزله ، جرى هذا الحوار ، الذي فتح فيه صدره ، فقال أمورا كثيرة ، فكان حديث الصراحة والوضوح الذي ترونه .

والسمو وهي تنقل ما دار في الحوار ، تنوه أنها تنشر ما فيه من باب حرية الرأي والتعبير ، وستسمح لكل من يريد أن يعارض أو يدلي بدلوه أيضا ، أن يبين وجهة نظره ، فالسمو للجميع ، وسننشر كل ما يأتينا من ردود إن شاء الله تعالى ، ليس لنا هدف ، سوى إبراز مختلف الآراء ، لتتلاقح وتثمر الرؤية الناضجة إن شاء الله تعالى ، وقد اشترطنا على ضيفنا هذا الشرط ، قبل اللقاء أيضا .

كما أن السمو تتذكر وهي تنشر هذا الحوار الجريء ، أن الكويت ليست طرفا في هذه الحرب ، كما أعلن معالي وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد حفظه الله ، وكما هو موقف الكويت الرسمي والمعلن ، وبالتالي فقد وجدنا أنفسنا مع فضيلة الشيخ في استرسال في حديث شيق ، لم نحذف شيئا منه البتة ، بل نشرناه كما هو بكل حرف فيه ، فهي فرصة لا تعوض ، أحببنا أن نستغلها في مجلة السمو، التي نريد من خلالها أن نعوّد قراءنا دائما على حديث الصراحة والوضوح .

وقد دخلنا في الموضوع مباشرة ، بلا مقدمات ، كما رغب ضيفنا .
وإليكم نص الحوار :


س/ ما هي اخطر آثار هذه الحرب الأمريكية البريطانية ضد العراق ، على الإسلام و المسلمين ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا يجب أن ننظر دائما إلى جانب التفاؤل الذي ينطوي تحت كل هجوم على الإسلام ، الأمّة الإسلامية تتعرض إلى هجوم كاسح ، سيكون احتلال العراق بدايته .

وهذا الهجوم واضح الأهداف ، فأهدافه الرئيسة :
1ـ فأولا تصفية القضية الفلسطينة ، بوضع القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ، ولا ننسى أن بوش قد اعترف بذلك ، ومرر الاعتراف بذلك في الكونغرس ، وسط صمت عربي عجيب.
2ـ تصفية الجهاد الإسلامي في كل مكان يوجد فيه ، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب .
3ـ إيجاد نظام دولي جديد أكثر قدرة على مسايرة المشروع الصهيوني الأمريكي .

وسآتي على هذه الأهداف بالتفصيل فيما بعد ، ولكن المقصود هنا ، النظر إلى جانب التفاؤل وذلك من ناحيتين ، كما يحضرني الآن :

أولا : أن الله تعالى بيّـن فــي القرآن العظيم في مواضع كثيرة ، مقابلة مكره لمكره الكافرين ، فإذن كلما مكروا لهذا الدين ، علمنا يقينا أن مكرهم يقابله تدبير الله تعالى لهذا الدين ، كما قال تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله ) وقال تعالـى : ( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) وقال تعالى : ( أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ) ، وحينئذ فلا تسأل بعد ذلك ، عن اطمئنان قلب المسلم ، ويقينه بنصر الله تعالى .

ثانيا : يحدثنا القرآن كثيرا عن إظهار الله تعالى قدرته الباهرة ، بتحويل جهود العدو ، وكيده ،وتدبيره ، وأمواله ، وسعيه كله ، لصالح الإسلام من حيث أراد الأعداء ضد ذلك ، كما قال تعالى : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) ، وقال ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) .

فإذن هذا السعي الحثيث للنيل من الإسلام ، يحق لنا نحن أن نرى فيه أنه مسخر لنصر الإسلام ، من حيث لا يشعر أعداء الإسلام .

وهذا لايعني أننا نساير مكر الأعداء ، ونرضى به ، ولكن كما في الحديث ( لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموه فاصبروا ) ، فنحن مأمورون شرعا أن لا نتمنى لقاء العدو ، ولكننا مع ذلك نعلم ونؤمن ، أن الله تعالى إذا كتب المواجهة بين أعداءه وأولياءه ، أن له في ذلك حكما ، تصب كلها في صالح أهل الإسلام .
وقد قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) .

ومثلا .. لم يكن يشرع لأحد من المسلمين مع موسى عليه السلام ، أن يخبــر فرعون وجنده ، بنزوح موسى وبني إسرائيل من مصر ليلا ، حتى يغرق فرعون في البحــر ، بل كان الواجب الشرعي أن يكون ذلك سرا ، ولهذا أمر الله تعالى أن يكون التحرك في جنح الليل المظلم ، ولكن كان لموسى ومن معه أن يتفاءلوا ، بعدما علم فرعون بذلك ، ولحقهم ، حاشدا كل جيشه، كما قال تعالى ( وإنا لجميع حاذرون ) ، أنه يذلك يسعى لحتفه ، وأن الله تعالى يسخر قوة فرعون ، ليهلك بها نفسه وجنده .

الخلاصة أن تحول نفس قوة العدو ، وسلطانه ، إلى قوة تدميريه تقضي عليه ، سنة إلهية ، لنا في ملاحظتها باب عظيم من التفاؤل .

ولاتعارض بين الامتثال الشرعي لظاهر ما أمرنا به ، وملاحظة السنن الإلهية بعدما يقع المقدور ، وأنها تجري كلها في نسق الحكم الإلهية الباهرة التي لا تستطيع عقولنا إدراكها .

وهكذا نحن يجب علينا أن نعارض ونقاوم كيد الكافرين بنا ، وندفعهم عن بلادنا ، ولكن أيضا يشرع لنا أن نتفاءل بمجيئهم أن الله تعالى قادر أن يجعل قوتهم ، ومكرهم كله ، يتحول إلى عوامل نصر الإسلام من حيث لا يشعرون .

وبعد هذا أقول : خطر هذه الحرب ، سينقلب إلى صالح الإسلام ، وستؤدي هذه الحرب إلى تهاوي متتابع للقوى الأمريكية ، وذلك سيكون إيذانا لبروز الإسلام كقوة عالمية بإذن الله تعالى .

لأن أيّ أمّة تُؤتى عوامل القوة والعلو في الأرض ، يجب أن تبلغ منتهاها ، ثم تهوى بعدما تبلغ أوج التأجج ، ، والحضارة الغربية التي تحمل راية الكفــر والفساد في الأرض ، تسير الآن في هذا المضمار .


س / لوحظ أن بعض المنتسبين إلى العلم ، تخبط في الكلام على الأحداث العاصفة التي تمر بها الأمة ، وقد صدرت فتاوى شرعية هي أشبه بالفضيحة بالجلاجل منها إلى أحكام الشرع ، مثل الذي قال أن ما تفعله أمريكا في العراق جهاد شرعي ، ما تعليقكم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثمة مثلث لايمكن فهم ما يجري على الساحة السياسية العالمية بصورة صحيحة بمعزل عنه ، وأضلاعه هي :

1ـ النظام العالمي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرد أمريكا بكونها القوة الكبرى الوحيدة ، ، يختلف عنه قبل ذلك ، فالآن تلعب أمريكا في النظام العالمي ، دور اللاعب الأساسي ، وبالتالي ستسعى لكي تضع خططها للهيمنة ، موضع التنفيذ لان هذه ـ كما يرون ـ فرصة تاريخية لايمكن تفويتها .

2ـ اليهود هم أكثر من يسيطر ـ أو على أقل تقدير ـ يؤثر على القرار في البيت الأبيض ، فتل أبيب والبيت الأبيض تقريبا في خندق واحد ـ أو لنقل على الأقل في المسائل التي تتعلق بفلسطين والعرب ، و بالإسلام والحركات الجهادية والصحوة الإسلامية ـ ومن يجهل هذه الحقيقة ، أو يتجاهلها ، ستكون كل منطلقاته خاطئة .

3ـ وضع أمريكا بعد 11/9 ، وأيضا وضع الكيان الصهيوني بعد ازدياد خطر الانتفاضة ودخولها مرحلة الجهاد المسلح ، يختلفان عما كانا قبل ذلك ، فالدوافع لتسريع خطط الإجهاض على الخطر الإسلامي كما يسمونه ، تعاظمت جدا .

وكل من يريد إطلاق حكم شرعي على واقع المسلمين السياسي بعامة ، وهو يجهل هذه الحقائق ، أو ينطلق من غيرها رهبة أو تزلف لحاكم ، فالصمت خير له ، ونقول له : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .

هؤلاء الذين تحولوا إلى مفتين للبيت الأبيض فجأة ، يفهمون الساحة السياسية العالمية بسذاجة الأطفال ، أمريكا تريد أن تغير حاكما ظالما ، بآخر عادل ، وانتهت القصة ، وهي حقا جريمة بحق الشريعة أن يتكلم هؤلاء باسمها ولاحول ولا قوة إلا بالله .

س / ولماذا تبرز هذه الظاهرة ـ أعني ظاهرة التخبط في الفتوى ـ في كل فتنة تمر بها الأمة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا : لا يوجد معايير علمية صارمة في منح المكانة الشرعية للعالم في هذا العصر ، العلوم الشرعية أصبحت مثل ( سلق البيض ) ، فالطالب يتنقل بين المذكرات حتى يتخرج ، ثم الرسائل الجامعية بعضها ليست سوى بحوث يجمعها الطالب من هنا وهناك ، ثم يتبوء بالشهادة منصبا شرعيا ، وبعد ذلك ما الذي يمنعه أن يبيع دينه بعرض من الدنيا ، لاسيما في خضم الاغراءات التي يراها لمن يفتي كما يهوى الساسة في بلادنا العربيــة ؟!

وثانيا : أهواء الأنظمة لها دور في إضعاف هذا المنبر المؤثر ـ الفتوى الشرعية ـ في حياة المسلمين ،وتوظيفه سياسيا ، وهذا لا يخفى .

وهل ترى أنه يجب تأهيل من ينتصب للفتوى سياسيا ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المشكلة هنا إذا كان التعليم السياسي سيخضع لسياسة الأنظمة التي تؤسس الجامعات الشرعية ، فلن نستفيد شيئا ، بل سيتخرجون مشوهين ، وبلاء على أمتهم ، ولهذا اعني بالتأهيل ، أن يكون العلماء المقتدى بهم ، على دراية تامة أو كافية بواقع السياسة العالمية ، أو ما يتعلق منها بالإسلام والمسلمين ، ثم ينقلون هذا الوعي لمن بعدهم بعيدا عن أهواء الحكام .

س/ في الكويت وقعت تخبطات من بعض الأوساط الإسلامية في قضية الحرب على العراق ، ما هو السبب من وجهة نظركم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم في وقت الفتنة ، يحصل كما تحرك الماء الراكد فيبدو كدره ، برغم وضوح حقيقة أن الجيش الأمريكي والبريطاني ليس سوى أداة لتنفيذ مخطط صهيوني صليبي متطرف ، لكل من يعلم أبجديات السياسة الأمريكية ، وأن أثر هذا المخطط أطول مدى ، وأشد ضررا ، وأعظم فسادا على الأمة من بقاء نظام صدام الذي كان يتآكل تحت حصار ومراقبة دولية ، رغم وضوح هذه الحقيقة ، غير أننا وجدنا من الإسلاميين ـ إن صح لنا هذا الإطلاق ـ من كان يدعم خطط الجيش الأمريكي حتى أنزلوه منزلة المهدي المنتظر الذي سيحرر الأمة ، بتحرير الشعب العراقي ، وبلغ الأمر ببعضهم أن قال : من جاهد معهم فهو مأجور !!
س / من قال هذا
لاداعي للأسماء ،
س / أقصد هل قاله شخص إسلامي
نعم للأسف !.
س / ما هو المخطط الصهيوني ؟
ــــــــــــــــــــــ
دعني أقول لك شيئا قبل ذلك ، كثير من الناس يجهلون ، أن الصحوة الاسلامية في العراق تنامت في التسعينات بشكل لم يسبق له مثيل ، حتى قال كثير من أبناء الحركة الإسلامية هناك : إن فترة التسعينات في العراق هي الفترة الذهبية بالنسبة لرجوع الناس إلى الإسلام ، وحتى نضع الحقائق في نصابها ، هذا حدث في العراق بسبب الموجة العامة للصحوة الإسلامية في البلاد الإسلامية ، ليس للحزب الحاكم في العراق فضل سوى الإغضاء عن هذا التنامي ، لأنه ـ باعتقادي ـ موجة عارمة تجتاح العالم الإسلامي ، لايمكن لاحد دفعها ، فالإسلام ينبت اليوم من تحت اقسى الحجارة ، ويزحف من الأطراف إلى المراكز في كل مكان ، ويعلو من القواعد إلى القمة ، وسيبلغ مابلغ الليل والنهار شاء أعداؤه أم أبوا.
في عراق التسعينات وإلى اليوم ، غدوت ترى الحجاب والنقاب ، وأهل اللحى وعمار المساجد يملؤونها ، وهذا بصورة لافتة جدا ، وسيكون من ضمن الأهداف الأمريكية البريطانية الصهيونية تشتيت هذا الاتجاه إلى الإسلام ، والقضاء عليه ، عاجلا أم آجلا بخطط تدريجية ، بعد احتلال العراق.
س/هل سينجحون ؟
كلا .. أؤمن أنه حتى لو زال النظام العراقي الحالي ، فستنقلب خطط الأمريكان عليهم ، هذه الصحوة الإسلامية ، ستبلغ مداها قطعا بإذن الله .
س : نرجع الآن إلى أهداف المخطط الغربي الصهيوني ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم .. من أهم الأهداف كسر التحدي الإسلامي ، صحيح أننا نقول إن الحزب الحاكم في العراق ليس محسوبا على الإسلام ، وهم كذلك يعلمون أنه حزب علماني ، ولكن لا ينظرون إلى الأمور من هذه الزاوية ، هم ينظرون إلى أن كل تمرد ، او خروج عن هيمنتهم ، لأي قطر إسلامي هو أخطر من أي شيء آخر ، حتى إنه أخطر من كوريا الشمالية ، ولهذا بدءوا بالعراق ، فهم يقولون : ربما يزول الحكم العلماني ، وتسقط آلة السلطة بيد غيره ، هذا أولا.
وثانيا النفط العراقي ثروة لا يستهان بها ، فهو ثاني أكبر احتياطي في العالم ، وحكومة عميلة تضمن أن لا يستغل النفط كسلاح يوما ما في العراق من أهم أهداف السياسة الأمريكية الصيهونية ، كما أن الامل الوحيد للاقتصاد الأمريكي ، هو في احتلال العراق ، والسيطرة على منابع البترول فيه .
ويجب أن نبين هنا أن ليس معنى الهيمنة على النفط أن يحصل عليه مجانا ، أو بأسعار رخيصة جدا ، بقدر ما هو ضمان أن لا يستغل ضد السياسية الأمريكية والصهيونية ، وأيضا منع قوى عالمية أخرى أن تهيمن على حقول النفط هنا في الخليج والعراق .
وثالثا تدمير أسلحة الدمار الشامل ، فمعلوماتهم تؤكد أن الحزب الحاكم في العراق يملك أسلحة دمار شامل ، أو يملك القدرة على صنعها متى ما رفع عنها الحصار ، لانه يملك العلماء ، والمعرفة الكافية ، وحتى لو كان امتلاكه لهذه الأسلحة غير مؤكد ، فهم لن يرتاحوا حتى يتأكدوا من عدم وجودها .
1ـ لحماية الكيان الصهيوني .
2ـ : خوفا من أن تصل ليد القاعدة العدو الأكثر خطورة في العالم على أمريكا .
ورابعا : القضاء على الصحوة الإسلامية في العراق ، وهذا ضمن مخطط شامل لمحاربة الصحوة الإسلامية بتجفيف منابعها ، وأمريكا تفعل ذلك : إما بحكومات مستبدة أحيانا ، ونحن نرى كثيرا من الحكومات المستبدة التي ترعاها أمريكا ، وترضى عنها ، تحارب التوجه الإسلامي أشد المحاربة ، كالجيش التركي على سبيل المثال ، والأمثلة كثيرة لاتخفى .

وإما بتغريب ثقافي تدريجي يسلخ المجتمعات من دينها ، ومن انتماءها الإسلامي شيئا فشيئا ، ببث التخريب الإعلامي والثقافي والفساد الأخلاقي ، وتمييع حدود الإسلام ، وتغيير معالم الولاء و البراء ، بقصد إيجاد مجتمع ممسوخ ثقافيا وأخلاقيا وروحيا ، يحمل بذور الثقافة الأمريكية الكافرة الضالة التائهة المدمرة لروح الإنسان وعقله .
ومن المهم أن تبين أن هذه السياسات يظهر أثرها في قياس الأجيال ، ومن الواضح أن المصاب بقصر النظر لن يرى هذه النتيجة بسرعة .
س / وهذا رد على الذين يقولون الوجود الأمريكي في الكويت لم يحارب الصحوة الإسلامية ؟
نعم ، هذا يقوله المصاب بقصر النظر ، انظر ما هذا حدث من طمس لعقيدة الولاء والبراء في الشعب الكويتي ، ماذا يبقى من الدين بعد زوال هذه العقيدة ؟! ، كيف لم يحارب الصحوة الإسلامية ، وقد ضرب عقيدة التوحيد من قاعدتها ؟!
انظر إلى الجيل الممسوخ الذي اتخذ من أنموذج الحياة الأمريكي القائم على عبادة المادة واللذة والنفعية ، اتخذ منه دينا يدين به .
أنظر إلى مظاهر الفساد الأخلاقي ، وانتشار المخدرات والجريمة وتراجع المشاريع الإسلامي على مستوى العمل السياسي الإسلامي ، حتى لا يكاد يتكلم الإسلاميون السياسيون عن الشريعة ، أنظر إلى وضع المرأة ، أنظر إلى ملاحقة المجاهدين بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكويت ، أنظر إلى ارتفاع معدل الجريمة ، وانتشار الفحش والمخدرات ، أنظر إلى التضييق على الخطباء ، أنظر إلى انتهاك حقوق الإنسان ، هذا كله تضاعف جدا .
هذا كله لا يدخل في حسبان بعض الأحزاب الإسلامية لدينـــــــا أصــــلا ، لانهم ـ وللأسف ـ يقيسون المكاسب الإسلامية والخطر على الصحوة الإسلامية ، كل بما أصاب حزبه فقط ، إذا تحققت بعض المكاسب لهم على صعيد المناصب ، والسلطة ، وكل حزب ضمن السلامة من الأذى الذي يصيب مؤسساته ، فالإسلام إذن كله بخير ، هذا هو واقعنا الأليم للأسف.
س / لكن الصحوة الإسلامية أيضا تضاعفت ، وكثر الإقبال على الدين ؟
هذا أمر حصل بشكل متصاعد مذهل بعد ضربة 11/9 ، وحصل في العالم الإسلامي كله ، وليس عندنا فقط ، حتى داخل أمريكا انتشر الإسلام بشكل لم يسبق له مثيل ، وهو من فضل الله تعالى ، ثم من جهود الدعاة المخلصين ، الذين أصلا جاءت أمريكا إلى المنطقة لتحاربهم ، ومع ذلك فالعمل على تجفيف منابع الصحوة جار على قدم وساق .
س/ ما ردك على الذين يقولون إن الجيش الأمريكي نفسه فيه مسلمون ومصليات وأئمة ، وفي أمريكا نفسها مساجد ، ومراكز إسلامية ، فلو كانت أمريكا تريد أن تقضي على الإسلام ، لقضت عليه هناك ؟
بالعكس فهذا يؤكد ما نقوله ، أمريكا تريد إسلاما أمريكيا مشوها خانعا ، أقرب إلى العلمنة التي تفصل الدين عن الحياة منه إلى الإسلام الحقيقي الذي نزل به القرآن ، تريد أن تشوه الإسلام في بلاد المسلمين ، حتى يصلوا في النهاية إلى صيغة للإسلام لاتخرج عن عبادة المسجد والعلاقة الروحية الشخصية بين الإنسان وما يعتقد .
وهذا ما يريدونه هنا في البلاد الإسلامية ، يريدون إسلاما ، إذا قرروا يوما ما أن يغزو بلدا إسلاميا ، وينهبوا ثرواته ، يقول هذا الإسلام الأمريكي : جاءوكم ليحرروكم ، مثل القاديانية تماما .
يريد علماء يتحولون إلى مفتين للبيت الأبيض ، يفتون بشرعية الحروب الأمريكية الصليبية !! ، إذا كان هؤلاء الذين يقولون إن أمريكا لاتحارب الإسلام ، يقصدون هذا الإسلام الممسوخ ، فنعم ، لماذا تحاربه ، وهو الذي يوطئ لها الأرض ، ويحفر لرايتها إذا أرادت أن تنصبها في أي بلد ، حتى عاصمة الخلافة بغداد !!
وخامسا : وهذا أكثر الناس عنه غافلون ، من أهم الأهداف الأمريكية الصهيونية في هذه الحرب ، أنها تريد جعل هدم العراق وتدميره ميدانا لانطلاق نظام دولي جديد يكون على أنقاض الأمم المتحدة الحالية ، وأمريكا تعد التحالف الذي يقف معها في تدمير العراق ، ليكون نواة هذا النظام الجديد .
أمريكا تقول إن النظام الدولي الحالي هو تركة العهد الغابر ، منذ الحرب العالمية الثانية ، الذي لم تكن أمريكا فيه هي القوى المهيمنة على العالم ، وهذا يجب أن لا يستمر ، وهذه دراسة معدة في البنتاغون منذ ثلاث سنوات ، هدفها إيجاد نظام عالمي جديد مفصل على الوضع العالمي بعد التفرد الامريكي ومعطياته ، والأمريكان والصهاينة يريدونه معترفا بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ودولة فلسطين حسب القياسات الشارونية .
سادسا : أمريكا تريد القضاء على الجهاد الكردستاني المتنامي في كردستان ، في ضمن خطتها العالمية ، لاجتثاث كل فصائل الجهاد الإسلامي في كل العالم ، تحت اسم ( الحرب الدولية على الإرهاب ) ، وهذا بالطبع مخطط صهيوأمريكي عالمي ، ولهذا هجمت أمريكا بشراسة على معاقل الجهاد الكردستاني في شمال العراق .

سابعا : أمريكا تريد إنقاذ الكيان الصهيوني من ورطته بسبب الانتفاضة ، وإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني ، لتصفية الانتفاضة ، وضم القدس إلى الأبد ، ووضع العالم العربي والإسلامي ، إمام هذا الأمر الواقع ، بالقوة الأمريكية ، ولهذا أول شيء ستفعله الحكومة الجديدة في بغداد ، الاعتراف بإسرائيل ، وقطع العلاقة مع كل فصائل الجهاد الفلسطيني ، ثم بعد ذلك سيطلب من سوريا ، مثل ذلك وهلم جرا ، وتصفى نهائيا القضية الفلسطينية ، لصالح اليهود ومخططهم .
ثامنا : ثمة حاجة أمريكية ملحة للتغطية على الفشل في أفغانستان ، فلازالت خططهم هناك متعثرة ، والشعب يؤوي قادة القاعدة ، لم يخونوهم ، بل آووهم ، وأمريكا متحيرة كيف يمكنها أن تخرج من أفغانستان بماء وجهها الآن ، ولذلك تأتي الحرب الأمريكية على العراق ، حرب تعويضية ، تحقق إنجازا الإدارة بوش ، قبل أن ينتهي ولايته العام القادم ، وسجله مليء بالاخفاقات المتتالية ، والاقتصاد الأمريكي في انحدار ..
س/ لكنك قلت أنك متفاءل ؟
نعم ، فرق بين ذكر ما يخططون له ، وبين اعتقاد نجاحهم فيه ، أعتقد أنهم سيفشلون فشلا ذريعا ، ولهذا أقول إني متفاءل .

س/ ما هو السبب من وجهة نظرك الذي أدى إلى غبش الرؤية لدى بعض الإسلاميين في الكويت بالنسبة لأهداف الحرب على العراق ؟

ـ: خلط الأوراق في الفرق بين حرب الخليج الثانية ، حيث حرص بوش الأب أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة ، وباسمها ، فاضطرت أن يكون هدفها المعلن إعادة ماكان قبل الثاني من آب 1990 فقط .
وبين هذه الحرب التي جاءت ناقضة للنظام الدولي ـ مع عدم أسفنا عليه طبعا لانه أداة بيد أمريكا أصلا فوجوده غالبا كان مضرا على الإسلام والمسلمين ـ وقد ورطت أمريكا الكويت ـ على الصعيد السياسي ـ في المشاركة في شن حرب على دولة أخرى مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ، وميثاق جامعة الدول العربية ، وقرارات القمة العربية !!
وأرجو أن لا يفهمني أحد خطأ ، فأنا أذكر واقع الحال ، وإلا فنحن لا نعترف بغير الشرع أصلا ، والمقصود أن أمريكا تسير بسياسة متخبطة ، متناقضة ، تضر حتى الشعب الأمريكي ، تسفك دماء الأمريكيين في مصلحة اليهود ، وهي الآن تورطنا معها ، وتورط دول الخليج أيضا ، وسوف يكون لهذا آثارا سيئة في المستقبل ولاحول ولا قوة إلا بالله .
ـ قصر نظرهم على أن هذه الحملة تستهدف تغيير النظام العراقي فقط ، بينما الواقع أن هذا منطلقها فحسب .
ـ الغفلة بأن هذه الحرب ستأتي بحكومة جديدة مصنوعة في واشنطن ، تضمن تحقيق أهداف جديدة ، تناسب المرحلة الإمبريالية الجديدة التي ستوضع في خدمة الأهداف الصهيونية بالكامل في المرحلة القادمة.
ـ وأن هناك فرقا كبيرا بين عودة ما كان إلى ما كان في الحرب السابقة ـ رغم أن أمريكا قد حققت وتحقق كثيرا من المكاسب لقيادتها التحالف الدولي في حرب الخليج الثانية ـ وبين صنع وضع جديد في العراق ، وضع أمريكي خالص ، قياساته أمريكية صهيونية خالصة ، ويأتي بعد مأزق الكيان الصهيوني بسبب الانتفاضة لإنقاذه .
ـ ويأتي أيضا في ظل تصريحات أمريكية كثيرة ، تصرح بأنها عازمة على إحداث تغييرات في المنطقة كلها لصالح سياساتها المرتبطة تماما بسياسة الكيان الصهيوني ، وسوف نرى كيف ان سوريا ، وإيران ، ثم السعودية ستواجه كلها هذه الخطـط ، وسيقول الجميع حينئذ ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) !!!.
ـ إن هذا الخلط والارتباك ، بين معطيات الحرب السابقة والحالية ، وعمى عن رؤية المستقبل ، ومسايرة السياسة الجارية خوفا على المكاسب الحزبية ، وطمعا في حصد المنافع المستقبلية، أدى ذلك كله إلى هذا التخبط التي نراه في مواقف الإسلاميين ، وليس جديدا على هؤلاء الذين صفقوا لهذه الحرب الصهيوأمريكية ، فقد أدمنوا تقديم التنازلات ، ومسايرة الواقع المنحرف ، والرضوخ لضغطه ، حتى اعتقدوها عقيدة ، يضللون من خالفهم فيها !!
س/ ما رأيك في الذين أفتوا بأن هذه الحرب للإطاحة بالباغي ، واستبداله بنظام عادل ، يحصل به الأمن والأمان للشعب العراقي ، ويتم تحرير الأسرى ، وهذا خير وإصلاح ، والشريعة الإسلامية تأمر بالإصلاح ولا تحب الفساد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العجيب في أمر هؤلاء ، أنه عندما كان يقال : الواجب على الشعوب الإسلامية أن تزيل الطواغيت الجاثمة على صدورها ، لان الشريعة تحرم أن يرضى المسلم بعلو الكافر عليه وتحرم رضا المسلمين بحكم الكافر على شعب مسلم ، وهذا شيء مقطوع به في الشريعة الإسلامية .
عندما كان يقال هذا : كان هؤلاء يتهمّون من يقوله بأنه من خوارج ، ويقولون : تحرّضون على سفك دماء المسلمين ، وأن الصبر على جور الطواغيت ، حتى يستريح بر ، ويستراح من فاجر ، أهون من سفك الدماء وأن الخروج عليهم يؤدي إلى قتل الجنود المسلمين ، والأبرياء المكرهين ،… إلخ ومع الإقرار أن بعض هذا القول صحيح ، الصبر على الضرر الأصغر والسعي لإزالته بما لا يسبب الفتن وسفك الدماء ، ارجح في كثير من الأحيان.
ولكن أنظر إليهم اليوم ، أباحوا لأعداء الأمة أن يأتوا بجيوشهم الجرارة ، ليسفكوا دماء المسلمين وليحتلوا أرضهم ، بحجة تحرير الشعب من النظام الحاكم فيها ، وذلك بتحطيم البنية الأرضية للدولة ، وبقتل الجنود ، والأبرياء في بيوتهم ، فالعجب والله منهم ، يبيحونه لأعداء الإسلام ، ما حرموه على المسلمين .
وأيضا كانوا يصيحون بالنكير على من يقول كلمة حق بخلاف ما تريده السلطة ، ويتهمونه بالخروج ، فاليوم قرر الزعماء في قمة شرم الشيخ ، والدوحة ، منع المشاركة في هذه الحرب ، ومع ذلك أفتى هؤلاء المضللون عندنا أن المشاركة في هذه الحرب فضيلة ، وبعضهم قال واجب وجهاد ، وخرجوا بذلك على كلمة ولاة الأمر .
س/ نرجع إلى الرد على المفتين بان هذه الحرب للإصلاح ونشر العدل ومنع الظلم والشريعة الإسلامية تؤيد ذلك كله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ، أولا القول بجواز مظاهرة وموالاة الكفار على المسلمين كفر، والفرح والرضى بعلوّهم وتمكنهم في بلاد المسلمين ردّة وضلال مبين ، وهذا مجمع عليه ، وهؤلاء الكفار لم يأتوا لينقذوا شعب العراق ، بل جاءوا ليردوهم على أعقابهم فينقلبوا خاسرين .
كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم بعد إيمانكم فتنقلبوا خاسرين ، بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) .
وقال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
لو كانوا قد جاءوا لينقذوا شعب العراق ، لجاءوا إليها عندما كانت الأسلحة الكيماوية تلقى على الأكراد ، وهم يرحبون بما يفعل ، بل يمدونه بما يطور هذه الأسلحة .
لو جاءوا لينقذوا شعب العراق ، لفعلوا عندما كان الجيش العراقي منهزما عام 91، لو جاءوا لينقذوا شعب العراق لما جعلوه تحت الحصار 12 سنة .
لو جاءوا لينقذوا شعب العراق ، لما ملأوا أرضه بإشعاعات اليورانيوم المنضب ، في حرب 91م ، ثم تركوه دون أن يبلغوه بمكان استعمال هذا اليورانيوم حتى ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان بشكل مروع بعد الحرب ، وأصبح الأجنة في العراق مخلوقات مشوهــــة ولاحول ولا قوة إلا بالله .
لو جاءوا لينقذوا شعب العراق ، لأنقذوا شعب فلسطين الذين يقتلونه بأموالهم ودعهم للصهاينة كل يوم .
لو كانت الشعوب العربية تهمّهم ، لما بقيت أشد الأنظمة هنا تسلطا على شعوبها ، وقمعا لها ، وانتهاكا لما يسمونه حقوق الإنسان ، تحت دعمهم وحمايتهم .
هذا القول الذي يقوله من يزعم أن أمريكا جاءت لنشر العدل وتحرير الشعوب ، لا يقوله إلا من هو مصاب بلوثة في عقله ، كل الناس باتوا يرون حقيقة السياسة الأمريكية ، وأنها سياسة مخربة مفسدة للعالم ، متسلطة على الشعوب ، خبيثة الأهداف ، متحالفة مع أشد الناس خبثا وعداوة للبشر كلهم وليس للمسلمين فقط وهم اليهود ، من يرى غير ذلك ، فهو أعمى ، عمى البصيرة عافانا الله .
ثم كيف يحل في شريعة الله تعالى التي امتلأت من التحذير الشديد المتكرر من خطر اليهود والنصارى على أمتنا الإسلامية ، وأنه خطر أساسي باق ومستمر ومباشر على العقيدة الإسلامية ، وكيف يعقل العقل السليم ، وتستقبل الفطرة السوية ، أن نجلب أشد الناس عداوة للمسلمين ، بجيوشهم ، ومؤسساتهم ، واحتلالهم ، وثقافتهم ، وخيلهم ورجلهم ، ليهريقوا دماء المسلمين ، وليقتلوا الآلاف من المسلمين ، وليسمموا أجواء العراق بالإشعاعات ، وليحلوا في عاصمة الخلافة ، يرفعون علم أعتى دول العالم كفرا وإفسادا ، من أجل تحرير أسرى عددهم بضعة مئات لاندري هم أحياء أم لا .
بالله كيف يقول هذا عاقل : نحوّل شعبا كاملا ، وأجيال كاملة ، وثروة الأمة ، ودينها ، إلى أسيــر لقوى غربية صهيونية مستعمرة ، من اجل تحرير بضعة مئات من الأسرى لاندري هم أحياء أم أموات ، وقد يقتلون أيضا في هذه الحرب ؟!
وكيف يقول عاقل إن إحلال هذه القوى الاستعماريّة التي ما نعرفه من خططها ، أقل مما نجهله ، وما خفي أعظم ، وأشد خطرا علينا ، وقد قال الله تعالى عنهــم ( وما تخفي صدورهم أكبر ) ، إحلالها في وسط بلادنا الإسلامية ، أهون ضررا .
س/ ثمة سؤال محير ، كيف أمكن أن يسيطر اليهود على القرار الأمريكي ، أليست أمريكا دولة ديمقراطية ، وها نحن نرى الشعب الأمريكي يعارض الحرب مع أنه شعب نصراني ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا سؤال مهم ، يجب أن نفرق بين ثلاثة أشياء ، الإدارة السياسية ، والمثقفون ، والشعب ومؤسساته وجمعياته ، في المثقفين الأمريكيين ـ ليس كلهم ،ولكن فيهم ـ من يحبنا ويتبنى قضايانا ، وينظر إلينا معشر المسلمين باحترام ، وفيهم من يعمل جاهدا لكشف دور اليهود الخبيث في أمريكا نفسها ، دافيد دوك على سبيل المثال ، له موقع في الإنترنت ، سخره لهذا الغرض ، وهو نائب سابق ، هؤلاء يجب أن ننزلهم منزلتهم ، والشعب كذلك ، الشعب الأمريكي قد يقع ضحية لوسائل الإعلام ، روبرت فيسك كتب مقالا في الاندبندت مؤخرا بين في مقاله ، كم تلعب وسائل الإعلام التي يملكها اليهود دورا خبيثا في العبث بعقول الشعب الأمريكي ، وفي المؤسسات الأهلية في الشعوب الغربية بشكل عام ، من يؤمن حقا بحقوق الإنسان ، ويكره الظلم ، وفي قلوبهم رأفة .
ويجب أن نفرق بين سياسة الإدارة الأمريكية ، التي استطاع اليهود باللوبي اليهودي أن يتسلطوا على القرار فيها ، وبين المثقفين والشعب والمؤسسات الأهلية ، حتى النصارى في أمريكا ، فيهم من يعادي التعصب البروتستانتي المنتشر في الكونغرس الأمريكي .
وأما الديمقراطية ، فهي خدعة كبيرة في أمريكا ، فاليهود أصحاب المال والنفوذ ، يتحكمون في سير لعبة الديمقراطية ، فلا يترشح أصلا ، ولا يملك فرص الفوز إلا من يمر عبر عدة فلاتر يضمن فيها اليهود أنه سيحقق أهداف اللوبي اليهودي هناك ، الديمقراطية الأمريكية ، هي ديكتاتورية من يملك الشركات العملاقة ، والنفوذ ، لم يخدع فيها إلا السذج .
نعم يوجد كثير من أسس الحرية واحترام حقوق الإنسان في الدستور الأمريكي ، والثقافة الأمريكية ، ولكن في النهاية ، يمكن لادارة سياسة ماكرة أن تراوغ وتخادع كل الأنظمة ، بتوفير دوافع مقنعة له ، مثل الحرب على الإرهاب ، كما نرى اليوم في أمريكا .

س / كيف تتصور الواقع بعد هذه الحرب ؟ هل ممكن أن تهزم أمريكا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الهزيمة السياسية للوجود الأمريكي أو كرزاي بغداد الجديد ، بعد سقوط الحزب الحاكم في العراق ، فهي مؤكدة ، ستفشل أمريكا فشلا ذريعا ، وستعود عليها ويلات هذه الحرب الفاجرة ، من السوء أضعاف أضعاف ما كانت تتوقع ، ستغرق في الرمال المتحركة العراقية .
وأما الهزيمة العسكرية ، فلاشك لامقارنة بين قدرة الجيشين ، فحجم القوة الأمريكية واجتماع عشرات الدول على دولة واحدة أضعفها الحصار 12 سنة ، وغير قادرة على التحكم حتى في أجواءها ، ولا طيران عندها ، ولاقطع غيار للمعدات العسكرية ، والشيعة في الجنوب كلهم متمالئون مع الأمريكيين ، والأكراد في الشمال ، يعني أن هذه الدولة مهزومة لا محالة .
ولكن مع ذلك فلا يعلم إلا الله وحده ما سيحدث ، الأمريكيون والبريطانيون كانوا يقولون : ستكون حربا سريعة وخاطفة ، ثم انتقلوا إلى القول : بأنها ستكون حربا طويلة وتضحيات كثيرة ، وإذا طالت أمد الحرب ، فستكون أمريكا محرجة جدا أمام شعبها والعالم ، ستتعقد عليها الأمور ، وقد تهزم ؟
***(( كان هذا اللقاء بتاريخ 25/3قبل حسم الحرب لصالح أمريكا في 9/4)

س/ ما توقعاتك لوضع العراق بعد الحرب ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
فنلفرض أن مع صدور هذا العدد ، احتلت أمريكا وبريطانيا بغداد ، ووضعت كرزاي بغداد ، ونظام موالي لها يحقق أهدافها في المنطقة ، فهل يمكنها أن تضبط العراق ؟ إذا أخذنا في الحسبان أن العراق من أصعب الدول التي يمكن ضبطها ، حتى الخليفة الراشد علي رضي الله عنه اشتكى منها ، فسنقول مستحيل أن يمكن لأحد ضبط العراق بعد هذا الحزب الحاكم .
ستتحول العراق إلى بؤرة توتر لاتنتهي ، هذا إذا لم تتطور الأمور إلى فوضى أوسع مدى ، ويكون ثمة تخطيط لحصول ذلك ، لتكون منطلق النظام العالمي الجديد الذي تخطط له أمريكا واليهود ، الذي سيأتي بعد أن تكون القدس عاصمة للصهاينة ، فيعترف بذلك كأمر واقع ، كما قامت الأمم المتحدة ، بعد عصمة الأمم ، على الاعتراف باسرائيل !!
س / هل ممكن يحدث ذلك ؟
لا إن شاء الله ، نحن متفاؤلون بأن ما سيحدث خلاف ما يخطط له إن شاء الله تعالى .
س/ لماذا برايك أصبح الغرب يعلن عن خططه التي ينوي تطبيقها في الشرق الاوسط خاصة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم كان
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006