معنى قوله تعالى ( إلا أن تتقوامنهم تقاة ) و( خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما ) ـ

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفاه ...وبعد
س1:ماهي حدود التقيه في موالاة الكافرين في الايه التي وردت في سورة ال عمران؟
س2:مالفرق في قوله تعالى "اولم يرو أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون"سورة يس وبين قول العلماء أن الله كرم ادم بأن باشر خلقه بيده الشريفه وبين تحديد الأشياء التي باشرخلقها
بأشياء معدوده على ماأظن ستت أشياء؟
س3:أرجو الدعاء لي في قيام ليلك بالهدايه والثبات والشهادة في سبيله

***********************

جواب الشيخ:

التقية تعني مداراتهم لكف شرهم دون الوقوع بالكفر أو المعاصي إلا في حال الاكراه في الظاهر دون الباطن وقال الامام ابن كثير رحمه الله : نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى " ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - إلى أن قال - ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم " الآية . وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " وقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال : إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم . وقال الثوري : قال ابن عباس : ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان وكذا
ــــــــ
وذكر ابن القيم الفرق بين قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) ـ
وآية سورة يس
فقال ( ـ ولهذا لم يكن خلق الانعام مساويا لخلق أبي الانام قال تعالى ( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما ) ـ فاضاف الفعل إلى الايدي وجمعها ولم يدخل عليها الباء ، فهذه ثلاثة فروق تبطل إلحاق الموضعين بالاخر ويتضمن التسوية بينهما عدم مزية أبينا آدم على الانعام وهذا من أبطل الباطل وأعظم العقوق للاب إذا ساوى المعطل بينه بين أبليس والانعام في الخلق باليدين ـ ) انتهى الجزء الثاني ص 157
وحاصل ما ذكر أن سياق الاية في خلق آدم يدل على أن الخلق وقع بيد الله المقدسة العلية سبحانه ، وأماآية سورة يونس فمعناها أنه سبحانه خلق الانعام ولم يخلقها سواه مثل قوله تعالى ( بما كسبت أيديكم ) وقوله ( بما قدمت يداك ) أي بما فعلتموه بأنفسكم ولم يفعله غيركم ، وبما جنيت على نفسك ولم يجني أحد عليك سواك ، كما يقال للمجرم هذا ما فعلته يداك أي اقترفته بنفسك فلا تنسبه لغيرك والله أعلم



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006