متى يكون الاصرار على الصغيرة يحولها كبيرة؟

 

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله

1- أيهما أفضل في كتب الفقه التي تعني بالخلاف
و الأدلة : سبل السلام أم نيل الأوطار ؟

2- هل الدليل علي أن الاصرار علي صغيرة يحولها الي كبيرة هو قول ابن عباس رضي الله عنه ؟
هل حجية قول الصحابي تعني أن قوله يكون حكما شرعيا ؟

جزاكم الله خيرا

**********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نيل الاوطار أشمل وأكثر استقصاء
والمغني أفضل منهما في فقه الخلاف
والصحيح أن يقال الاصرار على الصغيرة قد يحولها كبيرة ، لان هذا ليس حكما لازما ، فقد يعفى عن الصغائر بالصلوات الخمس كما في حديث أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم ، وغيرها من الاعمال الصالحة ، وهذا مع الاصرار ، لانه لو كان مع الاستغفار ، لم يكن ذلك من اثر الصلوات الخمس وفضلها، فكيف تكون كبيرة مع الاصرار في كل حال .ـ
ــــــــــــــــــ
وقد يعفى عن الجاهل ومن يعيش في بلاد فتنة ما لايعفى عن غيره فلا تصير في حقه الصغيرة التي يصر عليها كبيرة ، وقد يصحب الاصرار على الصغيرة من الاستخفاف بها والجرأة على فعلها مع وقوعها من عالم بالشرع ، ما يصيرها كبيرة ، والمقصود أن المعنى أن الاصرار عليها قد يصيرها كبيره، كما قيل الصغائر دهليز الكبائر ، والكبائر دهليز الكفر ،
ــــــــــــــــــــ
فليس كل من يفعل الكبائر تؤدي به إلى الكفر ، كذلك ليس كل من يفعل الصغائر تؤدي به إلى الكبائر ، فالناس تختلف احوالهم في إتيان المعاصي ، وما يصاحب ذلك من أفعال القلوب ، وكذلك ضعف الداعي وقوة المانع يختلفان من شخص إلى شخص ، ولهما تأثير قوي في الثواب أو المؤاخذة على الافعال ، في الخير والشر ، كما في حديث سبق درهم ألف درهم ، ولهذا ـ على سبيل المثال ـ وقوع الزنا من الشيخ الكبير أكبر عند الله من وقوعه من الشاب مع أن فعله مطلقا من أكبر الكبائر ، ولكن وقوعه من الشيخ الكبير أشد قبحا ، كما ورد في الحديث ، ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم ؛ شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ، والمقصود أن المعنى بقول من قال الاصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ، أنه يخشى عليه ذلك ، لا أنه واقع لكل شخص والله أعلم

وأما قول الصاحب فليس بحجة على الصحيح ، إلا سنة الخلفاء والله اعلم



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006