مجموعة أسئلة ؟ |
|
السؤال:
اسأل عن الجماعات الاسلامية هل اتعاون معهم وقيل إن الجماعة التي على الحق واحدة والتعدد بدعة ، وعن إسدال المالكية في الصلاة ، وعن الذين يبيتون يحادثون النساء في الانترنت ثم في الصباح يقولون لاصدقاءهم عن مغامراتهم مع النساء ، وعن المحادثة بين الجنسين في الانترنت ؟
***********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
أما الجماعات الإسلامية ، فالواجب على المسلم أن يتعاون معهم ، إن كانوا من جماعات أهل السنة ، يتعاون معهم على الخير والبر والتقوى ، لان ذلك من التعاون المشروع ، قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ولكن لا يتخذ له جماعة أو طائفة من طوائف أهل السنة ، فيتعصب لها ضد جماعة أخرى ، ولا يعتقد أنها وحدها على الحق دون الآخرين ، وأن الإسلام لا ينصر إلا من هذه الجماعة أو تلك .
فكل جماعة ، أو طائفة من طوائف أهل السنة ، هي جزء مكمل للآخرين ، والإسلام منصور بالجميع ، وهم كلهم جماعة المسلمين ، وهذا هو معنى أن الجماعة التي على الحق واحدة ، فهي جماعة المسلمين الذين على الاسلام الذي جاءه به محمد صلى الله عليه وسلم . كما لا يجوز أن يقف المسلم أو المسلمة موقفا من سائر المسلمين ، بحيث يصل ويقطع ، ويعطي ويمنع ، ويحب ويبغض ، على أساس الولاء للجماعة التي ينتمي إليها فحسب ، بل هذا بدعة وضلالة .
وليكن ولاؤه ، ووصله ، وقطعه ، وحبه ، وبغضه ، على أساس قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) فالمؤمن ولي المؤمن ، وفي الحديث الصحيح ( المسلم أخو المسلم ) . ويجب أن يعلم كل مسلم أن معنى حديث ( عليكم بالجماعة ) و حديث ( من فارق الجماعة .. الحديث ) وسائر الأحاديث التي حثت على لزوم الجماعة ، وحذرت من مفارقتها ، أن المقصود بها جماعة المسلمين عامة ، وأما الجماعات التي تدعي كل منها أن المقصود بها جماعتهم الحركية ، فهو خطأ بيّن واضح يؤدي إلى التعصب والتباغض بين المؤمنين ، وإلى الفرقة والشقاق ، مما هو خلاف ما أمر الله به المسلمين من الاجتماع والاخوة والألفة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما إسدال اليدين في الصلاة :
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبض يمينه على شماله في الصلاة ، وقال في الحديث ( إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا ، وتأخير سحورنا ، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة ) رواه الضياء في الأحاديث المختارة ، وهو من أصح كتب الحديث ، كما رواه غيره .
وقد روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى ، وصح ذلك من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونقلته كتب السنة بأسانيد صحاح .
وقال العلماء : ( نقل ابن القاسم عن مالك أنه يرسل يديه ولا يقبض ، وخالفه ابن الحكم فنقل عن مالك الوضع ) .
والحاصل أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع ، وقد قال الإمام مالك نفسه رحمه الله ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) وقال الإمام السبكي رحمه الله قالها ابن عباس وأخذها مجاهد عنه وأخذها منهما مالك فاشتهرت عنه .
وكان رحمه الله يقول أيضا ( إنما أنا بشر اخطيء وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) رواه ابن عبد البر في الجامع ( 6/149)
ــــــــــــــــــــــ
أما المجاهرون بالمعاصي المفتخرون بها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وكفى بهذا الحديث واعظا لهم .
ــــــــــــــــــــــ
وأما الحديث مع النساء في الإنترنت :
فلا يجوز لمسلم أن يتخذ له فتيات يحادثهن للتسلية في شبكة الإنترنت ، ذلك أن الله تعالى قد وضع ضوابط للحديث بين الرجال والنساء ، وذلك في آيتين من كتاب الله تعالى .
الآية الأولى قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) والآية الثانية قوله تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) وتدل الآيتان على ثلاثة آداب ، وهدفين مقصودين من تشريع .
هذه الآداب : الأدب الأول أن يكون الخطاب عند الحاجة ( إذا سألتموهن متاعا ).
والأدب الثاني : يكون من وراء حجاب أي تكون المرأة متحجبة غير متبرجة.
والأدب الثالث : أن تتحدث المرأة حديثا جادا محتشما ليس فيه تمييع ولا تجميلى وترقيق للصوت.
أما الهدفان المقصودان من هذه الآداب ، فهما : تطهير قلوب المؤمنين من دنس الفواحش ، وتحذير المرأة المحتشمة من الذين في قلوبهم مرض
إذن يجب أن يكون الحديث عند الحاجة فقط ، وعلى قدرها ، ومن وراء حجاب ، وبلا خضوع من القول ، وكل ذلك يدل على أنه لا يجوز أن يتخذ الشاب صديقة يحادثها ويسامرها عبر الإنترنت ، فهذا أقرب طريق لافساد القلب بمرض الفواحش والعياذ بالله تعالى والله أعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006