كيف تسعد الأسرة ؟

 

السؤال:

يا شيخ هذا سؤال مهم ، نعلــــــم أهمية الأسرة في الإسلام ، ولكن للأسف انتشر الطلاق وانهدمت بيوت كثيرة بسببه ، حيث لاتستقر الأسرة غالبا ، فما هو السبب وما هو الحل

****************************


جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

كنت قد كتبت جوابا لبعض المنتديات الأسرية عن الأسرة ، ضمنته نفحة أدبية ، وأزيد عليه هنا شيئا يسيرا ، فلعله يصلح جوابا .


هل كلمة الأُسْرة مأخذوة :

من السرّ ؟

أم من الأسْر ؟

أم من السرير ؟

أم من السروُر ؟

أم من السوُر ؟

أم من السَيْــر؟

أم من السيرة ؟

ولا تعجب أنك لو تأملت وجدت جميع هذه المعاني في الأسرة في الإسلام ،

فسر الحب بين الزوج وزوجته ألذّ ما فيها ،

فهي أسيرة حبّه وراعيته ،

وهو أسير حبّها وراعيها ،

وفي السرير يكون الحبّ أعظمه .. ليلا ،

وفي الصباح يعود الشوق يشقيه ويشقيها ،،،

وبالسرور يدوم العشق بينهما ،،

يسير به ركب المودة سيرا في نواحيهـــــا،،

سور الهوى بالهوى دوما يطوقهم ،،

و ينتشي القلب من أزهاره تيهــــا،،

فسيرة الحبّ دوما في مرابعهم ،،

وقصة الحبّ تحكيه وتحكيها ،،

فهذه سبع من الكلمات،،

تصدح في معانيها ،،

سرُّ جميلٌ ، في سرير الهوى ، في أسر سيرته، سورٌ من المسرة ، سيــرٌ في بواديهــــــا


ولهذا يجب على الزوج والزوجة أن يجمعـا هذه السبع في الحياة الزوجية ، فتحفظ سرّه ويحفظ سرّها ، وتعرف في البيت ولاسيما في السرير حقه ويعرفه حقها ، ويسوّّرا الأسرة بسور السرور ، ويجعلا سيرتها سيرة الأسر الصالحة بنشر الحب والحبور .

ويسيران معها في هذا الطريق ، يربيّان أولادهما على هذه المعاني ، وبهذا تكتمل صورة الأسرة في الإسلام .

وقد يقول قائل ، إن هذا الكلام المثالي ، لايمكن تطبيقه على الواقع ، فلا تخلو أسرة من مشكلات ، وخلافات .

فالجواب أن المشكلات الأسرية أمر لامناص منه ، ولكن إذا كان الأصل هو توافر تلك المعاني السبعة ، فإن جميع المشكلات الأسرية سوف تتبخر وشيكا ، ولا تنتهي إلى حالة مستعصية ، أما إن كانت الأسرة خالية من تلك المعاني الجميلة ، فكل مشكلة وإن صغرت سوف تكبر وتكبر حتى تتحول إلى نهاية مفجعة لا قدر الله .

وصلاح الأسرة يبدأ من إحاطة الزوجين بحق كل منهما وواجبه ، ثم التزام صادق وجاد بذلك ، مع اتفاق على طريقة لحل المشكلات الطارئة بسرعة قبل أن تتراكم ، فإن وفّقــا لهذه الثلاثة أمور سارت سفينة الأسرة بسلام .

ويقال إن الزواج يمر بمراحل : ـ

مرحلة هي العسل بعينه وهي أول ثلاث سنين .

ومرحلة يبدأ فيها خلاف مكرور ، وتوترات طارئة ، وهي الثلاث التي تتلوها .

فإن اجتازاها جاءت مرحلة التفاهم وتنظيم الحقوق وهي الثلاث بعدها .

فإن اجتازاها جاءت مرحلة الإنسجام التام وهي نهاية التاريخ بالنسبة لهما ، حيث يتصاحبان بعطف ورحمة ومودة غامـــــرة !

هذا بالتقريب بلا ريب ، والمقصود هنا الزواج الناجح ، ولا يوجد زواج كلــه حب وورود ومتعة ، حتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أكمل الخلق خلقا وخلقا ، كانت حياته الزوجية تمر فيها توترات ، يعالجها بحكمته وكمال خلقه صلى الله عليه وسلم والله أعلم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006