هل عقيدتي في الإيمان صحيحة ؟؟

 

السؤال:

السلام عليكم ياشيخ حامد العلي .. ياشيخ سأذكر لك عقيدتي في الإيمان وأرجوا إن كان فيها مايخالف عقيدة السلف أن تيبنه بالأدله.

أعتقد - بحمد الله - أن الإيمان قول وعمل
وأن المراد بالقول : هو قول القلب الذي هو تصديقه وإقراره .. وقول اللسان الذي هو الشهادتين
وأن المراد بالعمل : هو عمل القلب من خشيه وإنابه وحب وتقوى .. وهكذا
وأعتقد أن عمل الجوارح ليست بشرط كمال ولا بشرط صحه
وإنما هي داخله في مسمى الإيمان .. وأن الإيمان ثلاث مراتب
الأولى : هي الأصل .. وهي إعتقاد مايجب إعتقاده
الثاني : هو الواجب وفيه أدخل جميع عمل الجوارح غير المستحبه .. مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج .. وأن تاركها ناقص الإيمان لكن لايزول عنه الإيمان بالكلية ويبقى معه الأصل .
والثالث : هو الإيمان المستحب أو الكمال المستحب . الذي بفعله يرتفع الإيمان وبتركه لاينقص الإيمان .

وأعتقد أن الإيمان يزيد وينقص والناس متفاضلون فيه .
وأعتقد أن تارك جمبع عمل الجوارح مع العلم والقدرة إذا كان معه عمل القلب وتصديقه . فإنه لايكفر إلا بجحودها ..

ياشيخ .. لقد عرضت هذه العقيدة على أحد المشايخ فإتهمني بالإرجاء .. علما أني أدخل عمل الجوارح في الإيمان بخلاف المرجئة فإنهم يخرجونها من مسمى الإيمان ويعتبرونها شرط كمال الإيمان ؟

الرجاء من فضيلتكم ، إذا تبين لكم أي خطئ في هذه العقيدة أن تبينوه بالأدله ، ونحن إن شاء الله ، سنقف عند دليلكم وقولكم . وجزاك الله كل خير ياشيخ ..

***********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله
أحسنت في السؤال والتحري بارك الله فيك
ــــــ
تقول بدل ( الايمان ثلاث مراتب .. ) ـ
والايمان بضع وسبعون شعبة كما صح في الحديث ، وبعض الايمان واجب وبعضه مستحب وكمال ، والواجب منه ما يكون محكمات ومبان يقوم عليها الدين ،ومنه ما يكون جزئيات تندرج تحت تلك المبان ، والمباني الكبار تكون في العلم ( الاعتقاد ) كما تكون في العمل ، وما تفرع من تلك المباني من شعب الايمان ايضا يكون في العلم والعمل ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا ، فهذه العبارة أصح .
ــــــــــــــــــ
لان الاعمال قد تكون أيضا اصولا كبار ، كما أن بعض الاعتقادات تكون جزئيات ليست أصولا كلية، ولهذا فالعبارة التي ذكرتها لك متوافقة مع نصوص الكتاب والسنة ، وكلما كان كلامك مطابقاللاسماء التي دلت عليها النصوص ، كنت أكثر صوابا ـ ولهذا جاء مثلا بني الاسلام على خمس وذكر الصلاة والزكاة ، فهذه مباني الاسلام ، وهي عمليات ، ولاتقل شأنا عن بعض مسائل العلم ، فتارك الصلاة كافر ، وكذا تارك أي واحدة من هذه المباني عند طائفة من أهل السنة ، لعظم شأنها في الدين . وأنصحك أن تحاول مطابقة ألفاظ النصوص قدر الاستطاعة ، فإن من وافقها واعتصم بها لفظا ومعنى هدي إلى صراط مستقيم، وهذا من أهم أصول أهل السنة والجماعة
ــــــــ
مع ان العلم في الجملة هو الاصل ، ولهذا قال تعالى (فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك ) ـ فالعلم هوالاساس الذي يقوم عليه العمل كله ، غير أن الايمان علم وعمل ، أي قول وعمل

ـــــــــ
وقولك ( وتارك عمل الجوارح مع العلم والقدرة إن كان معه عمل القلب وتصديقه فإنه لايكفر إلا بجحودها ) ـ
ليس بصواب ، وهو متناقض ، فلايمكن عند أهل السنة أن يكون معه عمل القلب ثم يتخلف عمل الجوارح كله مع العلم والقدرة ، إلا أن يكون عمل القلب ضعيفافاسدا الفساد الذي يجعل وجوده كعدمه ، مثل عمل قلب المشرك الذي يحب الله ولكن حبه ضعيف لانه يحب الانداد كحب الله .
ـــــــــــ
فقولك المتقدم على غير طريقة أهل السنة ، بل أهل السنة من أهم قواعد باب الايمان عندهم ، ارتباط الظاهر بالباطن ، أخذا من نصوص الكتاب والسنة مثل ( في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد ) ـ
ـــــــــــــــ
ومثل قوله تعالى ( ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء الاية) ـ
وغير ذلك من النصوص الكثيرة ـ
ــــــــــــ
فإذن الصحيح أن تقول ( وترك عمل الجوارح كله مع العلم والقدرة لايكون إلا مع زوال او فساد عمل القلب ـ الفساد الذي يجعل وجوده كعدمه ـ ضرورة ارتباط الظاهر بالباطن كما دل على ذلك أصول أهل السنة المأخوذة من نصوص الكتاب والسنة ، وحينئذ لايكون تارك كل عمل الجوارح مع العلم والقدرة مسلما بل لايكون هذا إلا لكافر أو منافق ) ـ ومجمل شرح شيخ الاسلام لعقيدة أهل السنة والجماعة في باب الايمان هو هذه العبارة
ـــــــ
فما ذكره شيخك صحيح في الجملة والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006