فتوى وبيان في شأن جهاد أسود الشام ضد طاغيتها ، وأشقاها ، وشارونها فضيلة الشيخ : ما حكم جهاد الجيش السوري الحر ، وما حكم أفراد جيش بشار ، نرجو البيان الواضح لأن شيوخ الفئة الضالة تفتي بأنّه خروج على الحاكم ؟!!

 

فتوى وبيان في شأن جهاد أسود الشام ضد طاغيتها ، وأشقاها ، وشارونها
 
الحمد لله ، والصلاة ، والسلام ، على نبيّنا محمّد ، وعلى آله ، وصحبه ، وبعد :
 
قال الحقُّ سبحانه : ( وجاهدوُا في الله حقّ جهادِهِ ) ، وقال : ( والذين إذا أصابهَم البغيُ همْ ينتصروُن ) ، وقال : ( ولمن انتصرَ بعدَ ظُلْمِهِ فأولئكَ ما عليهِمْ من سَبِيل )
 
وقال صلَّى الله عليه وسلم عن الطغـاة : ( فمنْ جاهَدهم بيدِه فهُو مؤمِن ، ومن جاهدَهم بلسانهِ فهوَ مؤمنْ ، ومَنْ جاهَدَهمْ بقلْبِهِ فهوَ مؤْمنْ ، وليسَ وراءَ ذلكَ منَ الإيمانِ حبّةُ خرْدل ) حديث صحيح رواه مسلم
 
أما بعـد : فإنَّ الجهادَ في أرض الشَّام هو أفضل الجهاد اليوم ، والقائمون عليه من أسود الشام ، وأبطال الإسلام ، همْ خيرُ المجاهدين منزلة ، وأعظـمهم درجة ، وأزكاهم عند الله إن شاء الله تعالى.
 
 ذلك أنهم يقاتلون من جمـَعَ على أهل الإسلام الشرَّيـْن ، وانتظم الخطريْن ، شرّ الرفض الذي هو أخبث دين على وجه الأرض ، وشـرّ الطغيان العظيم الذي لم يصل إلى مثله طغـيان.
 
وهم بذلك يدفعون بنحورهم عن أهلِ الإسلام ، ويهرِقون دماءَهَم لأجل حماية المسلمين ، وليدفعوا عنهم بأس الكافرين ، كما قال تعالى ( وحرِّض المؤمنين عسى الله أنَّ يكفَّ بأسَ الذين كفروا ) .
 
ولهم أجر المجاهدين الذي ورد فيه قوله تعالى :(وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) ، وفي قراءة أبي جعفر المدني برواية خلف عنه : ( أجعلتم سُقاةَ الحاج ، وعَمَرَةَ المسجد الحرام ،  كمن آمن بالله ،  واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله ، لايستوون عند الله ) ، وهذه القراءة أجلى في تعظيم فضل المجاهد ، على كل الأعمال الصالحة حتى أعلاها وهي الصدقة بسقي المـاء ، في أفضل المكان ، لأفضل من يُسقى وهم الحجيج ، بل هـو أفضل ممن يعمرون المسجد الحرام بالصلاة ، والذكر ، وتلاوة القرآن ، فالجهاد بنص الآية أفضل من جميع الأعمال الفاضلة القاصرة ، والمتعدية.
 
ولهذا ورد عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه كان في الرباط ، ففزعوا إلى الساحل ، ثم قيل : لا بأس ، فانصرف الناس ، ووقف أبو هريرة رضي الله عنه ، فمرّ به إنسان ، فقال ما يوقفك يا أبا هريرة ؟! ، فقال : سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( موقف ساعة في سبيل الله ، خير من قيام ليلة القدر ، عند الحجر الأسود ) رواه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي ، وغيرهما  .
 
ومعلوم أنَّ الصلاة في المسجد الحرام ، بمائة ألف صلاة ، وهذه المضاعفة العظيـمة ، مضاعفةٌ أيضـاً بأكثر من 83 عاما في ليلة القـدر ، وبهذا تكون ساعة الرباط خيراً من كـلّ هذا العمل العظيـم ، فسبحـان الله!
.
ولنذكر أيضا _ في هذا المقام _ بعض الأحاديث الواردة في فضل الجهاد العظيم حضّا لأهلِ الشَّام عليه ، وترغيبا لهـم فيه :
.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلُ المجاهد في سبيل الله ، كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ، ولا صلاة  ،  حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى ) رواه البخاري ومسلم

وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ، ولا صلاة ، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى ) متفق عليه

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأُجري عليه رزقه ، وأمن الفتّان ) رواه مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ،  سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ العمل أفضل ؟ قال : ( إيمان بالله ورسوله , قيل : ثم ماذا ؟ قال :الجهاد في سبيل الله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور ) متفق عليه
 
وعنه رضي الله عنه : ( مرَّ رجل من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعشب ، فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته ، فقال : لو اعتزلت الناس ، فأقمت في هذا الشعب ، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( لاتفعل فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله ، أفضل من صلاته في بيته ستين عاما ، ألا تحبُّون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ، وجبت له الجنة) رواه الترمذي ، ومعنى فواق ناقة : أي ما بين الحلبتين من الراحة .
 
وعنه : ( أنّ رجلاً قال : يا رسول الله ، دلّني على عملٍ يعدل الجهاد ، قال : لا أجده ، ثم قال : هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك ، فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟! فقال : ومن يستطيع ذلك ؟! قال أبو هريرة : فإنّ فرس المجاهد ليستنّ ، يمرح في طوله ، فيكتب له حسنات ) رواه البخاري ، والطول هو الحبل الذي يشد به الفرس ، ويستنّ أي يعدو
. 
هذا .. ومن يُقتل من المجاهدينَ في الشام ، أو ممن يعينُهمْ ، أو ممن يؤيـّد الثورة بأيّ نوع من أنواع التأييـّد ، كلّ هؤلاء الذين يجاهدون نظام طاغية الشام ، من يُقتـل منهم فهو شهيدٌ ،  ينال فضل الشهادة بإذن الله ، وفضلهـا عظيمٌ ، كما في حديث أنس مرفوعا :  ( ما أحد يدخل الجنة ، يحب أن يرجع إلى الدنيا ، وله ما على الأرض من شيء إلاّ الشهيد ، يتمنَّى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتـل عشر مرات ، لما يرى من الكرامة ) متفق عليه
 
فأيُّ فضلٍ في الإسلام أعظـم من هذا الفضل ، وأيُّ مكانة أسمى من هذه المكـانة ؟!
 
كمـا نؤكـِّد لأسود الجهاد الشامي ، وكلّ الثوار الأحـرار ، أنَّ كلّ من يقاتـل مع نظام طاغية الشام ، وأشقاها ، وشارونها ، يريد أن يسفك دماء أبنائها ، ويعتدي على حرماتها ، فدمُهُ مباح ، في شريعة الإسلام ، بإجماع علماء الإسلام ، وسلاحه الذي يحمله يذهب للمجهود الجهادي ،
 
 كيف لا ، وقد قال تعالى ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيءَ إلى أمـر الله ) ، وهؤلاء المدافعون عن نظام هذا الفرعون المتكبر في الأرض ، ليسوا بغاةً فحسب ، بل هم أعظم الطغيان ، وجنـود الشيطان ، فليس في إباحة دمهم من الشكِّ قطميرٌ ، ولا نقيـر.
 
وإذا كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلم ، أمر بقتال الخوارج من أجل أنهم يستحلون دماء المسلمين ، كما في الصحيح : ( يقتلون اهل الإسلام ، ويذرون أهل الأوثان ) ! مع أنهـم كما جاء في وصفهم في الصحيح ، كما في السنن والمسانيد من طرق متعددة ، قال صلى الله عليه وسلـم عنهم : ( يحقر أحدُكم صلاتَـه مع صلاتهم ! وصيامَـه مع صيامهم !، وقراءته مع قراءتهم ! يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام ، كما يمرق السهم من الرمية ،  أينما لقيتموهم فاقتلوهم ; فإنّ في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ; لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد )
 
فهؤلاء الأخباث جنود طاغية الشـام وشارونها ، المعتدون على دماء الناس ، وأعراضهم ، وأموالهم ، أحقُّ بأن يُقتلوا قتل عادٍ ، وثمـود .
 
غير أنَّ للمجاهدين أن يرجِّحوا مصلحة العفو ، للتشجيع على الإنشقاق ، أو ترك القتل أحيـاناً إن كان ذلك مأمونا ، وترجَّحَ تركـُه ، وليجتهدوا فيما يؤلف قلوب الشعب إليهم ، ويجمـع الكلمة عليهـم ، فجواز القتل لايعني وجوبه في كلّ حال ، ولا رجحانه في كلّ الأحـوال .
 
هذا ونهيب بأهل الإسلام ، لاسيما ذوي اليسار ، والجمعيّات الخيّرية ، وغيرها ، إعانة الجهاد الشامي بالمال ، ففي الصحيح : ( من جهَّز غازيا فقد غزا ، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا ) .
 
هذا وقد أصدرت سابقا بيانا في دعم الثورة السورية ،  وجهاد أهلها ضد طاغية الشام ،  وأشقاها ، وشارونها ، هذا نصُّـه :   
 
المحمودُ الله جل في علاه ، بالحمد كلِّه ، و المصلَّى والمُسلَّمُ عليه نبيُّه المجْتبى ، ورسوله المصْطفى ، وعلى أهل بيته الطاهرين ، وأصحابه الطيبـين ، و على كلّ مَن بآثـارِه اقتفى ، وبهُداه اهتدى ، وبعد :
 
يُشعـل شعب الشام الأبـّي ،  أحفاد صلاح الدين الأيوبي في أرض جهاده ،  ثورة عظمى ضد طاغيتها بشّار ونظامـه ، الذي طغى في البلاد ، فأكثـر فيها الفسـاد ، وأهلك بالظلم العبـاد ، ثم أظهـر حقيقة طغيانه ، ومبـلغ إجرامه وعدوانه ، فيما فعله في المتظاهرين ضـد نظامه ،
 
 إذ أخذ يسومونهم سوء العذاب ، في إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث ، يحضُّهُ عليها حقدُه البغيض على الإسلام والعروبة ، إذ كان من الطائفة النصيرية الملعونة المتحالفة مع المجوسية الكسروية المأفونة في طهران ، ضدّ أمة الإسلام والإيمان ، كما يؤزُّهُ خوفُه على عرش طغيانه أن يهـوى ، وإنَّ ذلك لواقع بإذن الله ، وعلى نظام دولته الباغي أن يسقط ويفنـى ، وإنَّ ذلك لحادث بإذن الله .
 
ولقد تعرَّضَ الشّعب السوري في أثناء حكم هذا الحزب اللعين إلى أبشع ضروب القمع ، والتعذيب ، والتنكيـل ، والقتل بالإغتيال ، كما انتشر الفساد ، وفشَت الجريمة ،  ، وعـمَّت الفواحش ، والإنحلال الأخلاقي ، وحورب الدين ، والتدين في الشعب السوري ، وصار حكمه ملاذا للدعوة المجوسية الباطنية الرافضية ، ولأخباث الخلق ، فقد سلّم الشام إلى مجوس طهران لينشروا فيها أخبث دينٍ للشيطـان .
 
ولقد اقتـرف هذا الحزب الخبيث في الشعب السوري كلَّ أصناف التنكيل ، والتعذيب ، وحرّم الشعـب من أدنى حقوقه الإنسانية ، وسلبه حريَّتـه ، وسلَّط عليه أنظمة القمع ، والإرهاب البوليسي ، كما استنزف وبدَّد ثروة الشعب السوري ، وموارده الطبيعية الغنـيّة ، ونهَبَ أموال الخزانـة العامـّة ، والأرصـدة .. إلـخ
 
غير أنّ شعب سوريا البطـل ، وهو الذي سطَّر في تاريخه أروع البطولات ، وتحت ترابه الطاهر يحتضن قبرَ خالد بن الولد رضي الله عنه ،  وصلاح الدين الأيوبي ، لايمكن أن يذلّ لطاغية ، أو يستعبده طغيان .
 
فأعلن أولاً الثورة السلمية ، فلمّا انطلقت وآزرها الشعب ، فاستظهرت ، واستوتْ على سوقها ، عظم الطغيان من العِدى ، وتجاوز الظالمـونَ المدَى .
 
فتشكَّل من أسود الشام ، وليوثه العظام ، ومن الضباط المشنقّين عن جيش الطاغية ، وغيرهم من الجنود الشرفاء ، جيشٌ من المجاهدين .
 
 
فأطلقوا صيحات الله أكبر بالجهاد ، فصارت من تحت أقدام فرعون سوريا ، الأرضُ تموج موج البحـار ، وترتج ارتجاج أعجاز النخل أصابها الإعصـار ،
 
 فدعـا الطاغية جيشا من المرتزقة من طهران ، وأرجاس جيش المنغولي مقتدى الصدر ، وأنجاس المهرّج زعيم حزب الشيطان في لبنان ، للدفاع عن عرش البغي والعدوان ، فلم ينجِّهِ ذلك من ثورة غضب الأسود ، وإعصار يشبه إعصـار الجـدود .
 
وهاهو الشعب السوري يشتـعل إشتعال النار في الهشـيم ، وينطلق إنطـلاق السيل العظيـم ، ويضـرب ضربة السيف الصريـم .
 
ويصِـرُّ على إسقاط الطاغية ، وعلى إسترداد حقوقه ، وإقامة سلطان العدل ، وإطـلاق مشـروع النهضة التي تلتحق بالنهضة العربية الكبرى ، لتعيد لأمّتـنا رسالتها الإسلامية الخالدة ، وترفع رايتها الحضاريـة الرائدة .
 
وهو يقــدّم هذه الأيام تضحياتٍ عظيمة ، يقدِّم دماء أبنائه ، وأرواح شهدائه ، ويعرض نفسه لمواجهة نظـام هـو أطغى الطغـاة في الأرض ، وأخبـث الفجرة العـتاة على الدين ، والمال ، والنفس ، والعرض ,
 
ليحرِّر الشعب السوري من الظلـم ، والطغيـان ، والبغـي ، والاستعباد ، والعـدوان.
 
فالواجب على الأمّة الإسلاميّة دعم الشعب السوري في جهـاده ، بكلِّ ما يحتاجه حتّى إسقاط الطاغيـة ، وعلى العلماء ، والمثقفين ، نصرهـم ، والشدّ من أزرهـم ، حتى يزيحوا هذا المستكبـر الخبيث ، ويبدلهم الله تعالى سلطانا عادلا ، وعيشـا كريمـا فاضـلا .
 
ويا أيُّهـا الشعب السوري البـطل ، اعقد العزم بالله ، واجمع التوكّل على الله ، وأحسن الظن بالله ، واثبت على جهادك ، فمن يقتـل فيه ، فهو شهيـد ، ومن يجرح فيه فهو كالجريح في الجهـاد ، يأتي يوم القيامة ، ريح دمه ريح المسك ، وثوابه ثـواب المجاهد للكفر والشـرك .
 
هذا ونحن متفائلون أنّ نهاية هذا الطاغية قريبة ، وسيهلك الله معه من كان له شريكـا ،  وسيقر الله تعالى _ بإذن الله تعالى _ عيون المسلمين بهلاكه وشيكا. 

والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكّلـنا ، وعليه فليتوكّل المتوكّلون ، والله نعم المولى ، ونعـم النصيـر


الكاتب: زائر
التاريخ: 28/01/2012