شرح حديث أسامة ؟

 

السؤال:

شيخنا الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله.
كثير من الناس يستشهدون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أنكر على أسامة رضي الله عنه قتل ذلك الرجل وقد نطق بالشهادتين.. والحديث مشهور..
قلت يستشهدون به في عدم قتل من يقول لا اله الا الله..
أريد من فضيلتكم فقط شرح الحديث لأني ولله الحمد على علم بهذه المسألة وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الاسلام.
وجزاكم الله خيرا.

******************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث معناه أن من اعلن دخوله في الاسلام حرم ماله ودمه ، ولايدل على أنه لايهدر دمه إن نقض إسلامه بعد ذلك ، ولهذا شرع في الاسلام حد الردة ، فحد الردة لمن أتى بناقض ينقض إيمانه ، فيحكم عليه بالكفر بعد الايمان حتى لو كان يقول لا إله إلا الله ، ولم يحتج أحد من العلماء بحديث اسامة على أن من قال لا إله إلا الله ، لايحكم بردته مهما فعل ، هذا لم ولايقوله عالم بالشريعة ، فمسيلمة كان يقول لا إله إلا الله ، ومحمد رسول الله , ولكنه كان يدعي النبوة ، ويقول محمد رسول الله ومسيلمة رسول الله ، وقد أشركت في هذا الامر ولكن قريشا قوم يجحدون ، لعنه الله ، وقد حكم عليه الصحابة بالكفر وقاتلوه وكذلك الذين امتنعوا عن أداء الزكاة كانوا يشهدون الشهادتين ولكنهم أسقطوا ركنا من أركان الاسلام فكفروا بذلك وقاتلهم الصحابة على أنهم مرتدون ، وبهذا يعلم أن حديث اسامة دل على أن قول العبد لا إله إلا الله إعلان منه دخوله في الاسلام وبه يعصم ماله ودمه ، لانه انتقل بها من الكفر إلى الاسلام ، فإن استمر على هذه الكلمة قولا ومعنى وانقاد لاحكامها في الجملة ، ولم ينقضها استدامت له العصمة ، حتى لو فعل الكبائر التي هو دون الكفر الاكبر ، لان الكبائر لاتخرج العبد من الاسلام ، وإن نقض لا إله إلا الله ارتفعت عنه العصمة .

وذلك مثل الوضوء ، فمن توضأ فقد تطهر ، فإن استمر وضوءه بقيت طهارته ، وإن نقض وضوءه ارتفعت طهارته ولم يعد ينفعه بلل الماء على أعضاء الوضوء ، فالشهادتان طهارة ، كما الوضوء طهارة ، وكلاهما له نواقض والله أعلم



الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006