يطلبون من زوجاتهم في الاستمتاع كل ما يرونه في الانترنت والافلام؟

 

السؤال:

بعض الازواج يطلبون من زوجاتهم من الاستمتاع كل ما يرونه في الخارج في الانترنت والافلام القذرة من وسائل الاستمتاع الغريبة ؟؟

*****************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هؤلاء الازواج قد حادوا عن جادة الصواب ، لأنهم يعاملون زوجاتهم في الاستمتاع كما يرون كلاب الكفر تعامل المومسات ، وهذا أمر مؤسف جدا ، فالزوجة المسلمة كريمة بإيمانها وإسلامها ، كريمة بعلاقتها الزوجية التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقولـــه (أخذتموهن بأمانة الله تعالى ) ، وسماه الله ( ميثاقا غليظا ) ـ فالواجب أن لايعاملها الزوج إلا بغاية الاكرام والتشريف ، فهي أخته في الدين قبل أن تكون زوجته ، وأخوة الدين أعظم واقدس رباط بين البشر ، والواجب أن ينظر الزوج المسلم إلى زوجته نظرة احترام بالغ تمنعه أن يخرج عن الفطرة السوية في الاستمتاع ، وينزه جسدها في الاستمتاع عما تنفر منه بطبعها .
-------------
كما يجب عليه أن ينزه بصره عن رؤية القاذورات من الزناة والزواني الذين هم أحط البشر ، وارذلهم ، بل هم شياطين في جثمان إنس ، يجب أن ينزه بصره عن أن يرى هذه المناظر المقززة التي إن استقرت في القلب أفسدته وإن بقيت في النفس كدرتها واثمرت أمراضا كثيرة .
-----------------
وإن مثلَ قلب المسلم وعقله ، إذا وقع بصره على قذر الاباحية الشيطانية البهيمية في وسائل الاعلام ، مثل ثوب طاهر ذي رائحة زكية ، ألقيت عليه عذرة خنزير ، ففاحت منه أنتن رائحة ، وتحول إلى أقبح منظر ، فليت شعري كيف يسمح المسلم أن يلطخ إيمانه هكذا ، أفلا يخشى أن يسلب منه الإيمان عقوبة لما فعل ؟!ـ
---------------------
هذا وما أرى كثرة انتشار الأمراض النفسية كالوسواس وغيره إلا بسبب تفشي إدمان النظر إلى هذه القاذروات ، فإنها تستقر في النفس الانسانية ، فتوجب فيها فسادا للفطرة يخرج بالنفس الانسانية عن الاطمئنان والاستقرار ، إلى الاضطراب والكدر ، فتأتي بعد ذلك أمراض نفسية كثيرة ، منها الوسواس القهري ، والضيق والاكتئاب ، ولهذا كان العلماء يستحبون النظر في المصحف ، حتى لو قرأ المسلم بعينه لا بشفتيه ، يقولون إن النظر إلى المصحف يثمر أثرا حسنا في القلب ، كما النظر إلى الصالحين والاتقياء والعلماء ، والنظر إلى المجاهدين ، والنظر إلى الاحتشام في النساء المسلمات ، كل ذلك يريح النفس ويحفزها إلى الخير ، ويثمر استقرارا فيها ، لأن النظر رسول القلب ، والرسول يبلغ الرسالة إلى المرسل ـ بكسر السين ـ فإن أتى برسالة كريمة استبشر المرسل بها فظهر استبشاره عليه ، وإن أتى برسالة مليئة بالوساخة نظر إليها المرسل ( القلب ) فاسود وجهه ، واضطربت أركانه
-----------------
ولهذا قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) وقوله أزكى لهم دليل على أن غض البصر تحصل به زكاة القلب ، أي طهارته ، وأن العكس بالعكس ، فإطلاق البصر على رؤية العورات والمحرمات ، يدس النفس في السفول والنجاسة ، والعاقل يشكر نعمة الله تعالى عليه بحفظ ما وهبه من نعمة البصر والعقل ، فيحفظهما بطاعةالله تعالى والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006