تفسير آية

 

السؤال:

شيخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سؤالي ياشيخ حفظك الله ونصرك هو :

مامعنى قوله تعالى " مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا " مامعنى ترك الولايه ؟ كيف نترك توليهم والله يقول " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض " وقوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " وقوله تعالى "لايتخذ المؤمنون الكافريم اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " وقوله تعالى " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" فسماهم مؤمنين مع وجود القتال .. فكيف نجمع بين هذه الآيات ؟؟

هل المقصود ترك نصرتهم ؟؟ ام ماذا ؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " هم يد على من سواهم " و"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " وغيرها الكثير من الآيات ..

هل الآيه منسوخه ؟ أم ان المقصود ترك نصرتهم في جهاد الطلب اذا طلبوا منا الانضمام لهم على من بيننا وبينهم عهد ؟؟ وليس جهاد الدفع ؟؟ لأن الطلب أُذن في تركه ولم يؤذن في ترك جهاد الدفع ..؟؟وأن الولاية المقصوده هي الولاية الكامله ..وكيف نجمع بين الآيات والأحاديث ؟

وفي اتمام الايه يقول الله تعالى " فعليكم النصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاق "
جزاك الله خيرا ونفع بك .

****************

جواب الشيخ:

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

 

هنا المقصود بـ ( ولايتهم ) التوارث بالولاية بالدين ، وكان هذا أوّل الأمـر ، يرث المسلم المسلم بهذه الولاية ، ثــم إنّه نُسخ :

 

قال الإمام الطبري رحمه الله :

 

(فكانوا يتوارثون بينهم إذا توفي المؤمن المهاجر ، ورثه الأنصاري بالولاية في الدين , وكان الذي آمن ولم يهاجر ، لا يرث ، من أجل أنه لم يهاجر ،  ولم ينصر . فبرأ الله المؤمنين المهاجرين من ميراثهم , وهي الولاية التي قال الله : ( ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ) .

 

وكان حقّا على المؤمنين الذين آووا ونصروا ، إذا استنصروهم في الدين أن ينصروهم إن قاتلوا إلاّ أن يستنصروا على قوم بينهم  وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق , فلا نصر لهم عليهم ،  إلاّ على العدو الذين لا ميثاق لهم .

 

 ثم أنزل الله بعد ذلك أن ألحَقَ كلّ ذي رحم برحمه من المؤمنين ، الذين هاجروا ،والذين آمنوا ، ولم يهاجروا , فجعل لكل إنسان من المؤمنين نصيبا مفروضا) أ.هـ

 

هذا أصح ما جاء في تفسير الآية.


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006