السؤال:

فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...
فكثير من الرجال يتعدى شعر اللحية عندهم رقعة الحنكين ويمتد ليغطي مساحة كبيرة من صفحة الخدين فيعمدون إلى تحنيك لحاهم وقص الشعر النابت على الوجه فما حكم هذا العمل وجزاكم الله خيراً

*****************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا باس بأخذ الشعر الذي يكون في الوجه على الخد من أمام من الانف إلى الحنك ، لانه ليس من اللحية وكذا ما يكون أسفل الحنك ، وعلى الرقبة ،وكذا أخذ ما زاد عن القبضة ونحوهاوما قاربها ، وتهذيبها ـ بشرط أن لايفحش ـ لتبدوا متناسقة الشكل جميلة المظـهــر فإن الله تعالى جميل يحب الجمال ، ولان النصوص جاء فيها الامر بلفظ الاعفاء وهو الكثرة ، والتوفير وهو الكثرة أ يضا ، فما يتحقق به الكثرة يحصل به الامتثال ، ومن المعلوم أن ثمــة فرقا بين النهي عن الاخذ من اللحية حيث لم يرد نص بذلك ، ولو ورد لحرم أخذ أي شعرة منها ، وبين الامر بإعفاءها الذي يحصل امتثاله بتكثيرها وإبقاء ما يصدق عليه اللفظ ، وذلك كما يقول الاصوليون تحريم الشيء ـ أو النهي عنــه ـ يقتضي تحريم كل جزء منه ، أما الامر بالشيء فهو أمر بجميعه أو بما يحصل به امتثال المأمور ، ولهذا فرق بين الحلف بفعل الشيء والحلف بتركه وينبغي أن يعلم أنه لايتساوق مع مقصود الشريعة في هذا الباب باب التحسينيات أن يحرم أخذ أي شعرة من اللحية حتى لو صارت صورتها منفــرة !! وليس لهذا نظير فيها ولا ينطوي تحته مقصد معهود مثلــه من هذه الشريعة الكاملــة ، فهذا باب معقول المعنى يقصد به التحلي بسنن الفطرة ، ويضادها حلق اللحى ، أما تهذيبها فلا يخالف الفطرة بل هو أقرب إليها ، ومعلوم تشوف الشريعة إلى تكميل الشخصية بالجمال المشروع والنظافة وحسن المظهر كما هو مستقر في النفوس السليمة طلبه ، ولهذا فقد سألني سائل مرة وقد اضطر إلى إزالة أكثر شعر لحيته من جانب بسبب جراحة ، وبقي الجانب الاخر كثيفا فبدت صورته عذابا نفسيا ألجأه إلى حبس نفسه في البيت وأن لايخرج إلا ملثما !!فكان الجواب الصحيح أنه يجوز له أن يأخذ من شعر لحيته ما يحسن مظهره فيساوي بين طرفيها ، إذ تركها بالصورة السابقة أبعد ما يكون عن سنن الفطرة وحكمة الشريعة الكاملة فتأمل !!