رد على شبهة كاتب غربي حاقد ؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ورحمة الله بالعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الأخت عبير من مصر ويسعدني أن أتوجه بالسؤال لعلماء الإسلام بالأراضي المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت في إحدى المجلات المصرية مقالا لأحد الكتاب الغربيين وهو بالطبع من المعادين للإسلام والمسلمين يتكلم فيه عن نظرية يقتنع بها ويحاول نشرها بالعالم ولا أعرف هل سيادتكم أطلعت عليها أم لا والنظرية باختصار شديد تقول :
( أن هناك تحالف بين الشيطان وبين النبي ص وفيه يقوم الشيطان بمنح الرسول ص كتاب (القران) يحتوي على جميع الأحداث التي حدثت بالماضي والتي ستحدث بالمستقبل وذلك ليبهر الناس بها ويخدعهم حتى ينصرفوا عن المسيحية التي هي الدين المعتد به من الله (لعنة الله عليه وعلى كل من يحاول تشويه الإسلام )

لكن بإمكاني الرد على المقال في نفس المجلة لكني أريد أن يكون ردي مقنع ومستند إلى أدلة دينية حتى أستطيع من خلاله تفويت الفرصة عليهم وعلى ذوي النفوس الضعيفة فلم أجد أعلم من سيادتكم للإفادة فهلا ساعدتوني بالرد على هذا المخبول


وشكرا لكم كثيرا

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على حرصك على الدفاع عن الاسلام ، والرد على الافاكين الحاقدين على هذا الدين العظيم ، دين الانبياء جميعـــا الذي بشر به كل المرسلون ، ولم يكفر به إلا الجاحدون ، الكاذبون .
ـــــــــــ
أما الرد على ما قاله هذا الكاتب الغربي فهو كما يلي : ـ

أولا : قول هذه الكاتب أن الشيطان تحالف مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ حاشاه وتعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا ـ مجرد دعوى لادليل عليها ، والدعاوى لايقبلها العقلاء من غير دليل.
ـــــــــــ

ثانيا : كيف يتحالف الشيطان مع رجل ( هو محمد كما يزعم هذا الغربي الحاقد ) يدعو إلى تحريم الشرك ، والزنا، والقتل ، والسرقة ، والشذوذ الجنسي ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، وعقوق الوالدين ، والغش ، وكل ما هو ضار ، وخبيث ، ويأمر بالصلاة ، والزكاة ، وإكرام الوالدين ، وصلة الارحام ، والبر بالايتام ، والاحسان إلى الناس ، وكل ما هو طيب وحسن !!!ـ
ـــــــــ

فالشيطان لن يتحالف مع رجل هذه دعوته ، وإنما يتحالف مع الذين يدعون إلى الشرك ، وادعاء أن لله ولدا ، ويبيحون شرب الخمر ، وينتشر فيهم الزنا ، ويكذبون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم النبي الصادق الذي بشر به عيسى وأمر باتباعه .
ـــــــــــــــــــــ

الشيطان تحالف مع الذين حرفوا دين عيسى عبدالله ورسوله ، وأمرهم بعبادة عيسى عليه السلام ، ومريم البتول الصديقة عليها السلام، ونسبة الولد إلى خالق السموات والارض ، يتحالف مع الذين أباحوا الخنزير والخمر، مع الذين يحاربون دين الله الحق ، دين عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة و السلام في الارض كلها ، تحالف مع الذين يقتلون المسلمين في فلسطين كل يوم ، وفي بقاع الارض كلها ، يتقربون بدماءهم إلى الشيطان ، هؤلاء هم أولياء الشيطان ، الصادون عن سبيل الله ، الساعون في الارض بالفساد .
ـــــــــــ

والشيطان يتحالف مع الداعين إلى الشر والفساد ، لا إلى الخير والصلاح والاحسان والبر .
ـــــــــــــــــــــ

ثالثا : ماقاله هذا الكاتب الغربي اعتراف صريح بان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخبر بأخبار صادقة عن المستقبل والماضي ، وهي من القوة والصدق بمكان ، حمل الناس على أن يؤمنوا به ويتبعوه ، وهذا اعتراف بصدقه ، وكفى بهذا دليلا على نبوته الحقة .ـ
ــــــــــــــــ

ووجه ذلك :

أن الله تعالى لم يكن ليدع الشيطان يخبر من يدعي النبوة بكل هذه التفاصيل عن المستقبل ، وهو مع ذلك ـ أعني هذا الذي يدعي النبوة ـ يكذب على الله ويدعي النبوة ، ويتبعه الناس ، ويجاهد من يقاتله ، وينصر الله على كل أعداءه ، وهو مع ذلك مستمر في قول : إني نبي الله حقا ، ويخبر عن المستقبل ، وياتي بالمعجزات ، ويستدل بذلك كله ، على أنه نبي الله حقا ، والله تعالى مع ذلك لايعاقبه على ذلك ، ولايكذبه ، بل ينصره نصرا بعد نصر ، ويذل له أعتى الدول في زمنه ، ويتبعه أشد الناس كفرا وضلالا قبل أن يعرفوا دعوته ، حتى أتم دينه ، وانتشر في العالم كله ، وصار أسرع واكبر وأكثر دين يدخله الداخلون ، ولايدخله الناس إلا عن قناعة وحب له ، ويؤمن به كبار المفكرين والمثقفين والساسة في العالم ، لو كان نبيا كاذبا فالله تعالى لم يكن ليدع الشيطان يفعل ذلك ، ولم يكن الله تعالى لينصر هذا المدعي ـ إن كان من الانبياء الكذبة ـ كل هذا النصر المؤزر المظفـــر ، فدل هذا على أنه هو نبي الله حقا وصدقا.
ـــــــــــــــــــ

رابعا : ليس بمقدور الشيطان أن يخبر عن المستقبل بكل هذه التفاصيل التي أخبر بها محمد صلى الله عليه سلم
ــــــــــــــــ

خامسا : لو كان ما قاله هذه الغربي الحاقد حقا ، فلماذا لم يخبر الشيطان محمدا صلى الله عليه وسلم بتفاصيل أدق وأكثر وأشمل حتى يضل الخلق كلهم ،ولكن الشيطان عاجز عن ذلك كله ، فدل هذا على أن الله تعالى هو الذي أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بالمستقبلات التي اخبر بها ، على قدر يدل على نبوته ، ولا يذهب إلى الحد الذي يزيل حكمة الابتلاء بالايمان بالغيب .
ـــــــــــــــــــــ
سادسا : ـ لو كان الشيطان هو الذي أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه العلوم الماضية والمستقبلية ، فلماذا لايخبر غيره أيضا بنفس القدر والكيفية ، لكي يضل الناس أكثر وأكثر ، ولماذا اختار محمدا صلى الله عليه وسلم دون سواه ، ثم انقطع الشيطان بعد ذلك عن مزاولة هذه الهواية !!!ـ
ـــــــــــــــــــــ

سابعا : لو كان الشيطان هو الذي اخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الاخبار ليضل الخلق ، فلماذا إذن محمد صلى الله عليه وسلم صدق بعيسى وآمن به ، وأمر بالايمان به ، وأخبر أن من كفر بعيسى عبدالله ورسوله ، فهو كافر بالله تعالى ، ولماذا أيضا أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالايمان بكل الانبياء ، لو كان الشيطان هو الذي تحالف مع محمد صلى الله عليه وسلم وأخبره بالعلوم الماضية والمستقبلية ليضل الخلق ، لكان محمد صلى الله عليه سلم يكذب بالانبياء ليضل الخلق ، ولا يدعو إلى الايمان بهم جميعا ، ليهتدي الخلق ، هذا تناقض قبيح من هذا الكاتب الغربي الحاقد ، وهذا واضح والحمد لله تعالى
ـــــــــــــــــ

انقلوا هذا الرد للمجلة التي نشرت كلام هذا الكاتب الغربي الحاقد والله يوفقكم ويزيدكم علما ونورا وهدى آمين

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006