الطلاق برسائل الهاتف ، وتلقين الشهادتين بالانترنت، والفرق بين الشرك والكفر....؟؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الجليل نرجوا الله أن تكونوا في أتم صحة ونعمة من الله أرجوا الإجابة على هذه الأسئلة:

1- طلق رجل زوجته بإرسال رسالة مكتوبة على الهاتف الجوال فهل يقع هذا الطلاق؟

2- هناك بعض المواقع على الإنترنت تقوم بعملية تلقين الشهادة والدخول في الإسلام عن طريق الانترنت فهل هذا يجوز وهل يعد الشخص مسلماً؟بعض الناس يقولون ان تم كتابة فلا يجوز ولا يعتبر الشخص مسلما لأن هذا من قبيل الخبر قبيل الخبر وليس من قبيل الاعتقاد، فما رأي فضيلتكم؟

3- ما الفرق بين كلمة كافر وكلمة مشرك؟ وكلمة مؤمن وكلمة مسلم؟

4- :- أنا مدرس أعمل في التعليم في الصباح و بعد الظهر اعمل في فندق سياحي توجد به فتيات معظمهم أموالهن في البغاء و الزنا ولكن عملهن خارج الفندق ولا يوجد بينهن أي أختلاط بين الزبائن داخل الفندق (داخل الغرف)و انا أجرتي أخذها من الأموال المحصلة من غير هذه الفتيات هل وجودي في الفندق و أجرتي منه حرام علماَ بأني أشتغل قبل وجود هذه الفتيات في الفندق و مرتبي من الفندق مرتفع و يساعد على بناء مستقبلي

5- رأيت في المنام أني أطلب الطلاق من زوجي وكان أهلي موجودين في المجلس وطلقني ثلاثا وردد الجميع هذا الطلاق فما معنى هذا؟

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه ،وبعد:

الصحيح أن الطلاق يقع بالكتابة ـ سواء على الورق أو على جهاز الهاتف وغيره ـ ولكن يجب أن نعلم أنه هو الذي كتب الطلاق ، فإن أقر بأنه هو كتب الطلاق على زوجته ، وقع طلاقه ، وإلا فلابد من شاهدي عدل أن هذه كتابته ، لاحتمال أن يكون غيره قد كتب .

والدليل على أن الطلاق يقع بالكتابة ،أن الكتابة تقوم مقام الكاتب بدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بتبليغ رسالته فحصل ذلك في حق البعض بالقول ، وفي حق آخرين بالكتابة إلى ملوك الأطراف ، ولان كتابة القاضي تقوم مقام لفظه في إثبات الديون والحقوق ، كذا ذكر صاحب المغني ، والقول بوقوع الطلاق بالكتابة مذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة .

ولكن منهم من قال : يقع بغير نية ، وقال بعضهم لا يقع الطلاق بالكتابة إلا بالنية ، لانه في حكم طلاق الكناية ، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي ، وقالوا لان الكتابة محتملة بأنه يقصد تجربة القلم وتجويد الخط وغم الأهل فلم يقع من غير نية وهذا أصح والله اعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتلقين الشهادة عن طريق الإنترنت لا إشكال فيه ، ولكن يجب على الملقن ( بفتح القاف المشددة ) ـ أي المدعو إلى الإسلام ــ أن ينطق بالشهادتين بلسانه ، ولايكتفى فقط بالكتابة إلا لمن لا يقدر على نطق اللسان كالأبكم ، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر من يريد الإسلام بالنطق بالشهادتين باللسان ، ويحكم عليه بالإسلام بذلك ، ودلالة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لا تحصى على أن شرط الدخول في الإسلام هو قول ( لا إله إلا الله ) باللسان ، ولهذا اجمعوا على أن الإيمان اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمـــــل بالأركان ، وقال السلف أجمعون ( الإيمان قول وعمل ) فلابد من القول اللساني ، وبهذا يعلم أنه يجب أن يبين لمن يريد الدخول في الإسلام عن طريق الإنترنت ، أن ينطق بلسانه أيضا مع كتابة الشهادتين لتجري عليه أحكام الإسلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
***ولفظ الكفر ولفظ الشرك يكونان بمعنى واحد أحيانا ، ويكونان بمعنيين مختلفين أحيانا ، فإن اجتمعا في سياق واحد صار لكل واحد منهما معنى يخصه ، فيصير الكفر بمعنى إنكار ما يصير منكره خارجا عن الإسلام ، مثل إنكار الصلاة أو الزكاة ، وكل ما كان معلوما من الدين بالضرورة ، وغير ذلك من الأمور التي يصير بها الشخص مرتدا بقول أو فعل أو اعتقاد دون أن يكون متخذا ندا مع الله تعالى ، لان الكفر في الأصل هو الجحد والإنكار .
ويكون الشرك ـ في حالة اجتماعهما في سياق واحد ــ بمعنى اتخاذ شريك وند مع الله تعالى .

***وإن تفرقا ، ولم يكونا في سياق واحد ، صار معنى كل منهما هو معنى الآخر ، فالكفر والشرك مترادفان في هذه الحالة ، ويصح هنا تسمية الكافر مشركا لانه اتخذ شريكا مع الله هو هواه ، كما قال تعالى ( افرأيت من اتخذ إلهه هواه ) ويكون المشرك كافرا لانه أنكر بقوله أو اعتقاده أو فعله استحقاق الله تعالى وحده للألوهية .

*** وكذلك الحال بالنسبة للإيمان والإسلام ، فالإيمان هو الإسلام ، والإسلام هوالايمان إن تفرقا ، ولم يذكرا في سياق واحد ، كما في حديث ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) فالإسلام هنا بمعنى الإيمان ، وكذلك حديث ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق) الإيمان هنا هو بمعنى الإسلام لافرق بينهما .

وإن اجتمعا في سياق واحد ، مثل حديث جبريل أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، الحديث المشهور في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنهما ، فحينئذ يكون معنى الإيمان التصديق وعمل القلب الباطن ، والإسلام الانقياد بالعمل الظاهر ، ولهذا قال في حديث جبريــــل ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالى ) و( الإسلام شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليـــــه سبيلا ) .

مع أن الإيمان لا يصح إلا بالانقياد بالعمل الظاهر في الجملة ـ ولا يشترط الانقياد في كل شيء ليصح الإيمان ولهذا أهل الكبائر مسلمون عصاة ــ كما أن الإسلام لا يصح إلا بالتصديق والانقياد بعمل القلب الذي لا يصح الإيمان بدونه أيضا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
3ـ إذا كان عملك في الفندق مباحا ، ولا تفعل أو تعين على فعل الحرام ، فلا يؤثر على إباحة عملك وجود الفتيات ، إن كنت لا تختلط بهن ولا تخاف على نفسك الفتنة ، فالمهم أن لا تفعل الحرام أو تعين على فعله أو تشترك بفعله مع آخرين ، مثلا لا تبيع الخمر أو توصلها لمن يطلبها ، أو تحاسب أو تقبض الثمن ، على شرب الخمر وغيرها من المحرمات ، واسأل الله تعالى أن يغنيك بحلاله عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .
ـــــــــــــــــــــ
4ـ واسألوا عن تعبير المنام أهل التعبير ، والله أعلم


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006