هل الأفضل لبس ساعة اليد فى اليد اليمنى

 

السؤال:

هل الأفضل لبس ساعة اليد فى اليد اليمنى لأنى أرى الكثير يفعلون ذلك ؟ وما الدليل؟

****************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

لعل الذين يفعلون ذلك ، يستدلون بحديث ( كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره ، وتنعله ، وترجله ، وفي شأنه كله ) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها .

غير أن المقصود هنا ليس العموم ، فقولها في شأنه كله ، هو خبر من عائشة رضي الله عنها عما تراه من شأنه ، وليس هو مثل ألفاظ العموم التي تصدر من كلام الله تعالى أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، مع أن العموم أيضا يدخل التخصيص بالمخصصات المعروفة ، ولهذا يجب أن يجمع مع هذا الخبر ، غيره من الأخبار التي تبين أحواله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، حتى يتبين الفقه فيها .

ومن ذلك حديث : ( كان يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك ) رواه أحمد وأبو داود عن حفصه رضي الله عنها .

وهذا يدل على أن كل ما سوى المذكورات ، يستحب فيها استعمال الشمال ، غير أنه يجري عليه ما يجري على الخبر الأول أيضــا .
ولهذا قال العلماء ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

( والأفعال نوعان : أحدهما : مشترك بين العضوين . والثاني : مختص بأحدهما . وقد استقرت قواعد الشريعة على أن الأفعال التي تشترك فيها اليمنى واليسرى : تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة ؛ كالوضوء والغسل والابتداء بالشق الأيمن في السواك ؛ ونتف الإبط ؛ وكاللباس ؛ والانتعال والترجل ودخول المسجد والمنزل والخروج من الخلاء ونحو ذلك . وتقدم اليسرى في ضد ذلك كدخول الخلاء وخلع النعل والخروج من المسجد والذي يختص بأحدهما : إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب والمصافحة ؛ ومناولة الكتب وتناولها ونحو ذلك . وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار ومس الذكر والاستنثار والامتخاط ونحو ذلك )أ.هـ

وهذا هو الصحيح ، وبهذا يعلم أن مالايختص بمعنى يقصد به الإكرام لذاته ، فإن استعماله باليمين أو اليسار سيّان ، ولهذا ـ والله أعلم ـ ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يساره رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه ، وكان أيضا يتختم في يمينه ، رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه .

ولبس الساعة يقاس على الخاتم ، ولكن أكثر الناس يلبسونها باليسار للمحافظة عليها ، إذ غالب العمل يكون باليمين ، مع أن لبسها في اليمين أو اليسار سيان لادليل على أفضلية اليمين هنـــــا .

هذا وقد يظن بعض الناس أن من ترك التشبه بالكفار لبس الساعة باليمين ، وهو خطا ، أولا لأن هذا الباب لايدخل في التشبه بهم ، كما ذكرنا هذا في فتوى سابقة ، وثانيا لان الناس كلهم مسلمهم وكافرهم يلبسون الساعة في اليمين أواليسار لاسباب لاعلاقة لها بعادة دينية ولا هيئة تميز طائفة ولارمز لقوم أو ديانة ، والخلاصة أن الساعة أقرب شيء أن تقاس على الخاتم فلا فضل للبسهاباليمين على اليسار والله أعلم . هذا ومما يستفاد أيضا من كلام شيخ الإسلام السابق ، أن ما يشاع عند كثير من الناس من استحباب تقديم من هو على اليمين عند الدخول من الباب أو الخروج منه ، غير وجيـه ، بل الافضل تقديم الاكبر أو الأجل قدرا ، كما يقدم في سوى ذلك من الأمور لإكرامه والله أعلم .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006