مريض فهل يسقط عني وجوب الجماعة ؟

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
انا شاب عمري 35 سنة اشكو من مرض السكري و امراض اخرى. أ عاني من كثرة العرق وعند دخولي للمسجد لصلاة الجماعة تصبح ثيابي مبتلة وهذا يسبب لي حرجا كبيرا في الشارع واستهزاءا من الناس ، وهذا العرق الغزير يحدث كلما وصلت الحرارة 25 درجة وما فوق. هل يمكنني في هذه الحالة أن أصلي في البيت سيما وأن المساجد عندنا لا توجد بها مكيفات هواء ؟ وجزاكم الله كل خير .

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
صلاة الجماعة واجبة في أصح قولي العلماء ، لحديث أبي هريرة ( أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا يصلي بالناس ثم انطلق مع برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لايشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم ) متفق عليه .

غير أن وجوبها يسقط عن أهل الاعذار ، كالمريض الذي يشق عليه حضورها ، والمسافر ونحوهما ، فإن كان يشق عليك حضور الجماعة بسبب مرضك ، فصل في بيتك ، فإن قدرت على حضور الجماعة لاعتدال الجو أو في فصل الشتاء ولم يشق عليك ذلك ، وجب عليك حضورها ، وتذكر أن صلاة الجماعة فيها فضل عظيم ، وأن من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح كما صح في الحديث ، أي كلماذهب إلى صلاة الجماعة في الصباح أو في المساء ، أعد الله له في الجنة ما يعد للضيف من الاكرام ، وأن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد ، بسبع وعشرين درجة ، وأن الملائكة لاتزال تصلى على الذاهب إلى صلاة الجماعة ، وكلما خطا خطوة رفع درجة ، وكسب حسنة ، ومحيت عنه سيئة ، وماتزال الملائكة تصلي عليـــــه ( اللهم صل عليه ، اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ) حتى يصلي الجماعة ، ثم بعدها مادام في مسجده ، مالم يحدث أو يخرج من المسجد .

والواجب ان يحرص المسلم على مافي صلاة الجماعة من الاجر الجزيل ،والثواب العظيم ، ولايتخلف عنها إلا إن كان في حضورها مشقة عليه لايطيقها ، فحينئذ قد قال الله تعالى ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) وقال صلىالله عليه وسلم ( ائتوا من الاعمال ما تطيقون ) والله اعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006