شروط الإمامة ؟ | 
    | 
السؤال:
 شيخنا الفاضل - حفظكم الله - 
 
 ما هي شروط الإمامة ؟
 
 و هل يعتبر الملا عمر - حفظه الله - أميرا للمؤمنين ؟
 
 و جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
*********************
جواب الشيخ:
 الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد  : ــ
 
 شروط الامامة معروفة ، وقد ذكرها العلماء في كتب الفقه 
 ,وقسموها إلى قسمين : 
 
 أحدهما : 
 
 حال الاختيار والسعة .
 
 والثاني حال الاضطرار ، كمن يتغلب بالقوة ويقبض على صولجان الحكم بالشوكة ، وتصبح له المنعة ، ولايمكن إزالته إلا بتفرق الامة وضرب بعضها ببعض ، فالحفاظ على وحدة الامة ، وصون الدماء ، ومنع الفتنة ، أولى من التمسك بكل شروط الامامة .
 ـــــــــ
  
 ففي حال الاختيار حيث يكون أهل الحل والعقد هم الذين يختارون الامام ، ويبايعونه .
 
  في هذه الحالة له أربعة شروط أولها أن يكون من قريش من صميمها من ولد قريش وهو النضر بن كنانة ، لحديث الصحيح الائمة من قريش .
 
  والثاني أن يكون على صفة يصلح بها أن يكون قاضيا من الحرية والبلوغ والعقل والعلم والعدالة .
 
 الثالث أن يكون قيما بأمر الحرب والسياسة وإقامة الحدود لاتلحقه رأفة في ذلك ، قادرا على الذب عن الامة .
 
  الرابع أن يكون من أفضلهم في العلم والدين .
 ـــــــــــــ
 
 وأما في حال الاضطرار أي من تغلب وصار حاكما بالقوة ، وصارت له الشوكة والمنعة ، التي بدفع بها عن أهل الاسلام ، فإنه يكتفى من الشروط ، أن يكون مسلما مؤديا للصلاة ، فإن تركها فليس له إمامة .
 
  وأن يجعل أساس حكمه التحاكم إلى الشريعة ، حتى لو خالفها في نفسه دون أن يستحل  ، فإن إمامته لاتسقط في حال الاضطرار.
 
 ويحرم الخروج عليه ، ما لم يأت بناقض من نواقض الاسلام ، فمن أتى بناقض ولم يتب منه فلا إمامة له ، باتفاق العلماء ، فإنه لايحل للمسلمين أن يقروا إمامة الكافر عليهم ، بالإجماع.
  
 ـــــــــ
 
 والاصل أن يكون لكل المسلمين إمامة واحدة يجتمع بها أمرهم ، وتقام بها شريعتهم ، وتعقد ألوية الجهاد ، ويذب بها عن الامة ، وتجتمع بها الامة في أخوة الايمان ، ورابطة الاسلام ، لايحل للمسلمين غير هذا بالاجماع .
 
 فإن كانت الامة في حال من التفرق ، ففي هذه الظروف الاستثنائية ، يكون كل إمام شرعي إماما لمن تحت سلطانه ، فإن كان سلطانه على بعض الامة ، كما هو حالنا اليوم ، فإمامته علي من تحت سلطانه .
 ـــــــــــــــــــــــــــ
 وكان الملا محمد عمر إماما لمن تحت سلطانه في بلاد الافغان فسار فيهم بالعدل ، وأقام الشريعة ، وذب عن الدين ، حتى ابتلي هو ومن معه بغزو الكفار لبلادهم ، وتسلط عليهم الاعداء من كل مكان ، ولازالوا في بلاء عظيم ، نسأل الله تعالى أن ينصرهم .
 
 وقد كان في حكمه ، من أئمة العدل الذين لم يات في الزمان مثلهم منذ أمد طويل ، لكنه اليوم من أئمة الجهاد وليس إماما ذا سلطان وحكم والله اعلم
الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006