فضيلة الشيخ لماذا جرى ما جرى في دبي ؟!

 

الحمد لله و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
 
السبب أنَّ إمارة دبي تعتمـد على قطاع التجارة والخدمات في إقتصادها بدل النفظ  ،  وهي اختارت النموذج الغربي لكي تدير إقتصادها به ، ولهذا فمن يقول إن نموذجها هو إنعكاس للنظام المالي العالمي بعينه ، فقد أصاب كبد الحقيقة.
 ولهذا عندما انفجرت فقاعة دبي هذا الأسبوع ، تذكر الناس فورا الفقاعة العالمية التي انفجرت في الغـرب
وحينئذ انكشف المستور ، وتهاوى النموذج ، إلى درجة أن دبي نفسها غدت تنظر إلى تجربتها علـى أنـه كان نموذجا مشوها ، وكذلك تنظر إليه أبو ظبي التي لاتريد التدخل للإنقاذ بغير تروّ ، وشروط .
ومن المتوقع أن تسلك دبي ما سلكته المؤسسات المالية الغربية ، وغيرها ، وهـو التخلف عن سداد الديون وإعلان الإفلاس
وهذا يعني أن أحلام أعداد كبيرة من  المستثمرين لاسيما المغامرين في قطاع العقار في دبي ، ستتبخـّـر  بسبب ما جرى ، وكان كثير منهم يشتري العقارات الضخمة بهدف بيعها مضاعفة السعر في زمن وشيك فيربح مئات الملايين قبل أن يرتد إليه طرفه !
وكان هذا أيضا مما زاد حجم الفقاعة الفارغة ، التي حملـت داخلها تلك الأحلام الوهمية .
 وقـد غـدا  جميع هؤلاء اليوم يرددون : لقد انهار النموذج !
وأشد ما سيصيب دبي من هذه الكارثة ، فقدانها السمعة التي بنتها منذ عشرين سنة ماضية في الأسواق العالمية ،  وبالتالي سيتراجع جلب المال من الأسواق العالمية لمشروعات جديدة ، ويبدأ إقتصادها بالتراجع شيئا فشيئا .
لقد انبهرت الدول الخليجية بنموذج دبي ، بل وانبهرت الدول العربية ، وأصبحت بعض دول الخليج مثل الكويت تريد أن تقلد دبي في كلّ شيء ، لاسيما في السياحة.
وكان بعض المسؤولين في الكويت يلقي باللائمة على الحالة المحافظة المنتشرة في المجتمع الكويتي التي تمنع الخمور ، والدعارة ، وفتح المراقص .. ، وأنهم السبب في تخلف الكويت عن اللحاق بنموذج دبي !
والآن ينظر الجميع إلى فشل هذا النموذج أمام أعينهم ،العجيب أن صورة إنهياره بدت ظاهرة بصورة دراماتيكية سينمائية بسبب ضخامة الكيانات الإسمنتية التي أريد لها أن تكون عنوانا للتفوق الرأسمالي الغربي ، فتحولت إلى لافتات كبيرة جدا لفشله !
وينظر الجميع إلى فشل هذه النموذج ، ولكن ليس كلهم يبصـر السبب الحقيقي الذي أدى إلى فشله ، لأن هذه بصيرة القلب التي لايرى بها إلاّ من نور الله بصائرهم بنوره .
إن سبب ما حدث لدبي هو في قوله تعالى ( كلاّ إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )
إنه طغيان الإنسان ونسيانه أن له ربا هو الذي يخلق ، ويرزق ، ويعطي ، ويمنع ، ويخفض ، ويرفع ، وأنه إن التزم طاعة ربه ، واستقام على شريعته ، فلن يضيعه ، وأنه إن نسي ربه ، وأدار ظهره لشريعة الله تعالى ، فسوف يلقى ثبورا ، وستكون عاقبته الخسران .
والنصيحة التي يجب أن تقدم لدبي الآن أن تعيد بناء إقتصادها على النظام الإسلامي ، وثمة بحمد لله خبراء في الإقتصاد الإسلامي ، لايقلّون دراية عن أي خبراء في العالم ، فلتجلبهم إليها ، ولتستدعي رؤوس الأموال الإسلامية إلى دبي ، ولتنظف هذه الإمارة من كل مظاهر المعصية ، وظواهر الفجور .
وحينئذ فسوف يبدل الله سيئاتها حسنات ، ويصلح لها ما أفسده النظام الغربي الرأسمالي المادي المتمرد على الله تعالى
والله أعلم
 

الكاتب: زائر
التاريخ: 29/11/2009