محتار بين أمرين

 

السؤال:

الشيخ الفاضل : حامد العلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب مسلم أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية. أستاذ أحد المواد طرح سؤالا افتراضيا وأحب أن أجيب عليه بناء علي ديننا الاسلامي. السؤال: ماذا يفعل رجل تعاني أمه من مرض خطير والدواء الذي تحتاجه أمه غالي الثمن وهو لا يملك ثمن هذا الدواء. وهذا الرجل محتار بين أمرين فسرقة الدواء ضد الأخلاقيات واذا لم يسرقه قد تموت أمه. فهذا الرجل بين نارين أما التخلي عن أخلاقياته ويسرق الدواء أو يلتزم بأخلاقياته ويعرض أمه للخطر. فما يفعل هذا الرجل من وجهة نظر الاسلام؟ وجزاكم الله كل خير.

******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
في شريعةالاسلام يجوز للمضطر أن يسرق ليأكل أنقاذا لحياته من الموت ، قال تعالى ( قد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) وقال ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه )
فيجوز في المثال الذي ذكره الاستاذ الامريكي في شريعتنا أن يسرق الدواء لانقاذ أمه من الموت ، وعليه أن يسعى لكسب المال ورد الثمن بعد ذلك ، وينبغي أن يعلم أنه ليس ضد الاخلاق أن يسرق المضطر لانقاذ حياته أو حياة غيره ، بنية تعويض المسروق منه ، بعد زوال حال الضرورة ، ذلك أن ارتكاب الضرر الادنى لدفع الضرر الاكبر فضيلة وليس عملا سيئا ، ألا ترى أننا نتلو في القرآن في سورة الكهف ان الخضر عليه السلام الرجل الصالح الذي ركب معه موسى عليه السلام السفينة ، فخرقها موسى ، لكي ينقذها من اغتصاب القرصان لها إن رآها سليمة ، فهل خرق الخضر عليه السلام للسفينة كان عملا غير اخلاقي ، كلا ، بل كان فضيلة لانه أنقذ السفينة من أن تغتصب ، وأحسن إلى أصحابها والله أعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006