هل من أحب ورضي بالمعصية كافر ؟؟

 

السؤال:

الحمد لله رب العالمين
لقد قرأت في أحد الكتب أن الإنسان إذارأى منكرا ولم ينكره في قلبه وأحبه وباركه فقد كفر وارتد عن الإسلام !!
هل يوجد أحد من أهل العلم قال بهذا القول
وأريد أن أعرف ماحكم الرضا بالمعصية والإفتخار بها هل هو من الإستحلال ؟؟
وماهو ضابط الإستحلال ؟؟

*******************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قال الحق سبحانه ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فاحبط أعمالهم ) ومعنى الاية أن الذي يكره أن الله أحل ما أحله ، أو يكره أن الله تعالى حرم ما حرمه، فهو كافر ، لان الله لايحبط كل العمل إلا عن الكافر .
وقد ذكر الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أن كراهية ما أنزل الله تعالى ، معدود من نواقض الايمان ، وتبعه على ذلك عامة العلماء بعده .

لكن ثمة فرق بين حب المعصية من باب ميل القلب إلى ما يلتذ به الجسد ، فهذا الحب من باب الارادة والشهوة .
و حبها بمعنى حب كونها مباحة ، هذا الحب الذي ضده كراهية أن الله تعالى حرمها وبغض ذلك في القلب ، فهذا الثاني لايكون من قلب مؤمن ، لان هذا الحب تابع للتصور والعلم .

أما الاول فقد يقع إذا غلبت الشهوة على العاصي ، فيفعل المعصية محبا لمافيها من موافقة الشهوة ، مع أنه من جهة أخرى كاره لفعلها ، لعلمه بسوء عاقبتها ، ويتمنى لو أن الله قدره على تركها ، فهو محب لتحريم الله تعالى لها ، غير كاره لذلك ، وإنما يفعلها لغلبة الشهوة عليه ، وضعف قلبه عن الصبر ، فهذا فاسق ، والاول كافر ،هذا الذي عليه العلماء أخذا من دلالات الكتاب والسنة والله أعلم .


الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006