أفتنا أيها الحامد للعليّ بحكم الله في هذه المشكلة؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى و الصفات العلا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيّها الشيخ المنهي إلى علمك

أنّ مسلما هاجر إلى أروبّا وهو لا يعرف من الإسلام إلاّ إسمه و لا يعرف من القرآن سوى
بعض رسمه . خمر و زنى ، فسوق و فجور ، هذه كانت خلقه . تزوّج من أروبيّة لا تعرف من
المسيحية سوى الإسم و واجهات الكنائس و أنجب منها ولدين .

الله أكبر مقلّب القلوب و مخرج الحيّ من الميت ، منذ أكثر بقليل من عامين دخل صاحبنا في
زمرة المؤمنين المتقين ، المقيمين للصلاة و الدّاعين لله ، و أكثر من هذا و لله المنّة
دخلت زوجته في دين الله قلبا و قالبا و أنجب منها في رحاب الإيمان بنتا نسأل العليّ
القدير أن تصبح و أخواتها من جنود الله .

أيّها الشيخ الحامد للعليّ أفيدو بحكم شرع الله في وضعيّة طبيعة العلاقة الزوجيّة بين
أخونا و زوجته و ترتّب عليها من إنجاب للولدين الأولين بلّغك الله ممّا يرضيه آمالك و نفعك بك البلاد و العباد .

و السلام عليكم و رحمة الله

*****************************

جواب الشيخ:

الحمد لله العلي الأعلى ، الذي له الصفات العلا والأسماء الحسنى ، والصلاة والسلام على صاحب المقاوم المحمود ، والحوض المورود ، في اليوم المشهود ، وموقف الشفاعة الرفيــع الأسنـــــى .

وبعد : بما أنه لم يكن يعرف الإسلام ، قد تزوج غير مسلمة ، ثم هداهم الله تعالى إلى نوره ، وأخرجهم من ضيق الظلمات إلى رحبة الاسلام وسروره ، فما مضى من نكاحها صحيح ، عند عامة فقهاء الشريعة الإسلامية ، وما ترتب عليه من آثار كالأولاد كلها صحيحة نافـذة شرعـيــة ، وفق الاحكام الشرعية المرعية ، وقد استدل العلماء على قولهم : " نكاح الكفار صحيح وحكمه كنكاح المسلمين فيما يجب به من وقوع الطلاق والظهار والإيلاء ووجوب المهر والنفقة والقسم والإباحة للمطلق ثلاثا والإحصان .. إلخ " استدلوا بقوله تعالى ( وامرأته حمالة الحطب ) ، وقوله ( وامرأة فرعون ) ، فأضاف النساء إليهم ، وحقيقة الاضافة تقتضي زوجية صحيحة .

وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقر الذين يسلمون على أنكحتهم الماضية ولايطلب منهم إعادة العقود .

ومهما كانت عادتهم في نكاحهم ، فذلك لايضر ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد ذكر أصحاب مالك والشافعي وأصحاب أحمد ؛ كالقاضي أبي يعلى وابن عقيل والمتأخرين : أنه يرجع في نكاح الكفار إلى عادتهم ، فما اعتقدوه نكاحا بينهم جاز إقرارهم عليه إذا أسلموا وتحاكموا إلينا إذا لم يكن حينئذ مشتملا على مانع وإن كانوا يعتقدون أنه ليس بنكاح لم يجز الإقرار عليه حتى قالوا : لو قهر حربي حربية فوطئها أو طاوعته واعتقداه نكاحا أقرا عليه وإلا فلا "

والخلاصة أن نكاحهما صحيح ، وأولادهما شرعيون بحكم شريعة الإســلام ، كما ذكر أولو العلم والفضل ، والحمد لله الذي ما جعل علينا في الدين من حرج ، ملة أبينا إبراهيم هو سمانا المسلمين من قبل ، والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006