السؤال:

ما ردك على ما ذكرته صحيفة القبس الكويتية أنك كفرت أهل الكويت لانهم فرحوا بالحرب على العراق ؟

**********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

أولا إن كانت الصحيفة المذكورةـ ذلك أني لم أقرأ ما ذكر في السؤال ـ قد نقلت عني هذا فهو كذب وافتراء ، لم تصدر مني فتوى بهذا .
إنما ذكرت أن من يرضى باحتلال الكفار لبلاد الاسلام ويفرح بعلوهم فيها ـ سواء العراق وغيرها ـ أويعينهم على استعلاءهم في بلاد الاسلام فهو مرتد ، وهو حكم عام ، أما حكم تكفير المعيّن فالمعلوم أنه لايكفر المسلم وإن أتى بناقض من نواقض الاسلام ـ ما دام قد بقي عنده أصل الاسلام ـ إلا بعد البيان وإقامة الحجة ، فإن قال إن احتلال الكفار لبلاد الاسلام ، واستعلاءهم عليها ، وكون الكلمة العليا لهم عليها ، جائز ورضي بذلك وفرح به ، فهو مرتد باتفاق العلماء ، وما ذكرته بالنص هو ما يلي :

(لكن الان من رضي باحتلال الامريكيين للعراق ونصبهم أولياءهم على مقدرات هذا البلد المسلم ، وفرح بعلوهم وظهورهم على بلاد المسلمين ، فهو مرتد ، وبزوال خطر الحزب الحاكم في العراق ، الذي اتخذه كثير من الجهال ذريعة لاعانة الكفار على مخططاتهم الخبيثة في بلاد الإسلام ، لم تعد ثمة شبهة ، فكل من فرح باحتلال الكفار بلاد المسلمين ـ العراق أو غيرها ـ واطمأن إلى ذلك ، أورضي به بقلبه ، أو اعانهم على الاستمرار فيه فهو مرتد ، تجري عليها احكام المرتدين ، وسنبين هذا لاحقا بالتفصيل لاحقا إن شاء الله تعالى ) .
والعجب أن هذا الاحتلال ، كما لاتقبله الشريعة الاسلامية ، ترفضه أيضا سيادات الدول كما يقال في هذا العصر ، ويأنف منه الطبع السليم ، ولايرضى ويخضع له ويستهين به إلا مرتكس الفطرة ،عديم الانفة ، ذاهب الغيرة .
ومعلوم أنه حتى الدول المجاورة للعراق كلها ترفض الاحتلال الامريكي له ، وتطالبه بالرحيل فورا ، وأن من حق الشعب أن يحكم نفسه بنفسه ، ويتصرف بثروته بنفسه ، وهذا الأمر كما هو في شريعة الله تعالى متقرر بالادلة القطعية ، كذلك هو معلوم عند جميع العقلاء من جميع الامم ، لان الدولة المحتلة ، سوف تعمل على ترتيب أوضاع الارض التي احتلتها والشعب المحتَل ، بحيث تهيمن على مقاليد الامور السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية ، وتضمن ترجيح مطامعها على حساب المسلمين ، بحيث أنها حتى لو رحلت بعد ذلك ، فستبقى أثار احتلالها السيئة باقية عقودا وربما أكثر ، ولايرضى بذلك مسلم في دينه ، ولا عاقل من غير المسلمين في العقل السليم ، ولا ذو شيمة في الشيم الكاملة والفضائل ، فكيف ليت شعري يخفى هذا على أحــــد ... يا للعجب .
ومعلوم أن هذه الصحيفة تعادي التيار الاسلامي ، ولهذا فشهادتها ضد أبناء التيار الاسلامي مجروحة أصلا . وقد سبق لهذه الصحيفة أن كذبت على الله تعالى ودينه ، وصدر ضدهاحكم قضائي بجريمة الالحاد والكفر عندما نشرت نكته هذا نصها ( لماذا أخرج الله آدم من الجنة ، الجواب لانه لم يدفع الاجرة ) تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا ، فإذا كانت تتجرأ على الكذب على الله تعالى بهذه الوقاحة ، فكيف لاتكذب وتفتري على الناس . والخلاصة أنه لم يصدر مني فتوى في تكفير أهل الكويت ، حاشا وكلا ، ولا الذين فرحوا بزوال حكم النظام الحاكم في العراق ،وإنما في من يرضى باحتلال الكفار لبلاد المسلمين ، سواء الامريكان وغيرهم ، والعراق أو غيرها ، وذلك بعد البيان وإقامة الحجة ، وهذا واضح لايحتاج إلى بيان ، ولا أظن أن أحدا من أهل الكويت يرضى باحتلال بلد مسلم ، فلايرضى بظهور الكفار واحتلالهم بلاد الاسلام إلا منافق مغموس في النفاق والعياذ بالله تعالى والله أعلم