أعاني في أسرتي لأنني متحجبة ؟

 

السؤال:

أنا أريد نصيحة منكم وأتمنى ان تردوا في أقرب وقت، أنا فتاة ملتزمة لكن المشكلة هو أهلي يريدون ان أنزع حجابي والتزامي لانهن متبرجات .. أبي يشرب، أمي متبرجة اخواتي كذلك ....ولكن عندما اخترت الطريق الصحيح وقفوا في طريقي وأصبحوا ينادوني الارهابية ..

***************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

تذكري قوله تعالى ( والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .

وأن العمل الصالح يحتاج إلى صبر عليه ، ولكن هذا الصبر لن يذهب سدى ، بل ثوابه مضاعف عند الله تعالى ، فالمرأة التي تتحجب رغم الصعاب التي تمر بها ، ورغم المعارضة من الأهل يكون ثوابها أكثر بكثير ممن تتحجب لأن بيئتها كلها تتحجب فيها النساء ، بل ثواب التي تتحجب مع معارضة بيئتها يكون بغير حساب ، لان الله تعالى اخبر أن ثواب الصابرين بغير حساب ، وهذه فرصة عظيمة للثواب ، وتذكري أن الله تعالى لن يخيب الصابرين ، بل يجعل عاقبة أمرهم رشدا ، وأنه لابد أن يأتيهم الفرج يوما كما قال الشاعر : ـ

وراء مضيق الخوف متسع الأمن **وأول مفروح به آخر الحزن

فلا تيئسن فالله ملك يوسفا ** خزائنه بعد الخلاص من السجن
------------
وقال آخر : ـ
إذا الحادثات بلغن النهى ** وكادت تذوب لهن المهج
وحل البلاء وقل العزاء ** فعند التناهي يكون الفرج
-----------------
ثم مع ذلك فالصبر إنما يكون لأول وهله ، ثم تتعودين أنت على الصبر ، ويتعود الناس عليك أنك متحجبة ، ويألفون رؤياك محتشمة ، ثم بعد ذلك تنتقل النساء إلى التأثر بمظهرك ،والاعجاب بمخبرك ، ثم يفعلن مثل فعلك ، فيكون لك أجرهن أيضا ، ومعلوم أن من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، سواء دعا بقوله أو فعله ، فأنت عندما تتحجبين ، ثم تسنين هذه السنة الحسنة في بيئة نساؤها متبرجات ، فبعد مدة يبدأ النساء بالتساؤل في أنفسهن : لماذا لانتحجب مثل فلانة ، فقد تحجبت فأصبحت أعظم وقارا ، وأشد استقرارا ، وزادها ذلك فخارا ، فما بالنا نفر من الحجاب فرارا ، وما يزيدنا ذلك إلا خسارا ، فإذا تحجبن كان لك مثل ثوابهن ، لانك بدأت بسن هذه السنة الحسنة الجميلة .
------------
وإذا تذكرت دائما كل هذه المعاني ، صارت زادا لك تعينك على الصبر وأنت تقطعين المرحلة التي أنت فيها والتي لابد منها لكل فتاة تختار طريق الهدى ، وعليك بهذه الدعاء الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم دائما ( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ، ودعـــــاء الصالحين في القرآن ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ـ والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006