اسلم حديثا ويسأل لماذا لايكون له صديقة؟

 


السؤال:

أنا شاب حديث العهد بالاسلام (أسلمت حديثا وأريد ان اعرف المزيد عن الأسلام. و لماذا لا يسمح لنا الاسلام أن تكون لنا صديقــــــة( فتاة) و كيف أعرف هذة الفتاة جيدا لدرجة كافية تجعلني أبقي معها طوال العمر دون أن أعرفها جيدا قبل الزواج ؟

*********************


جواب الشيخ:

أولا نهنئك على اسلامك واختيارك لافضل قرار اخترته في حياتك ، وسوف لن تندم على اتخاذ هذا القرار السعيد ، في الدنيا والاخرة
وثانيا أود أن أشرح لك جوهر الاسلام ، لانك إذا فهمته جيدا لاتحتاج أنت تسأل بعد ذلك لماذا أمرنا الله تعالى بهذا الشيء أو ذاك في الاسلام ، وجوهر الاسلام هو شعور الانسان بالارتياح والطمأنينة أنه اكتشف سر وجوده ، وأنه ينتمي إلى خالق عظيم خلقه لعبادته ، وجعل هذه الدنيا فترة اختبار للانسان ، وليس الانسان هو مجرد نتاج لحركة الطبيعة العشوائية التي أخرجته صدفة بلاهدف ، ومن هنا فالمسلم يسعى دائما لارضاء سيده الذي خلقه ، فيمتثل أوامره ويتجنب نواهيه ، ويجد سعادة غامرة في شعوره الدائم بالقرب من الله تعالى ، واحساسه بأنه قائم في خدمة ربه ، ومع مرور السنين وهو ملتزم بطاعة الله تعالى يترسخ هذا الشعور ، حتى يكاد يحس بالتجاوب الخاص بينه وبين الله تعالى ويزداد الحب بينه وبين الله تعالى ، فلا يشعر بالراحة واللذة والسعادة إلا باستمراره في عبادة ربه وحبه وطاعته، ويصبح غاية مراده أن يفوز بالقرب من الله تعالى في الاخرة في دخول الجنة والخلود في نعيمها ، هذا الشعور الغامر هو الذي يجعل المسلمين قادرين على مقاومة شهواتهم ، إنهم يتلذذون بأحساسهم النفسي بأن الله تعالى راض عنهم ، ومع ذلك فالله تعالى أباح للانسان أن يطلق شهوته في طريق الحلال فقط ، فيأكل ويشرب ويأتي لذته الجنسية ولكن بما لايغضب ربه ، بل بما اباح الله تعالى له والله تعالى يريد من الانسان أن يكون عفيفا لايقع في الزنا ، لانه فعل قبيح لايرضاه الله تعالى ، ويغضب على فاعله ، وإذا انتشر الزنا في المجتمع فإنه يسبب تفككه وهلاكه وانتشار الامراض الاجتماعية فيه ، وتقويض الاسرة واختلاط الانساب ، وكثرة الاولاد غير الشرعيين الذين ينحرفون فيضرون المجتمع ، والاسلام دين واقعي يعلم أن الرجل ينجذب إلى المرأة بطبعه ، وكذلك المرأة ، فإذا اتخذها صديقة قبل الزواج ، قد يؤدي هذا إلى تطور العلاقة بينهما ، فيقع الزنا ، وأمر الاسلام المسلم أذا أحب امرأة أن يخطبها ويتزوجها ،ولايتخذها صديقة قبل الزواج ، وثبت بالاحصائيات الدقيقة أن هذا النوع من الحب بين الزوجين الذي يكثر في المسلمين ، وهو الحب بعد الزواج ، هو أكثر انواع الحب بين الرجل والانثى استمرارا وبقاء ، وأن الزواج الذي يكون بعد التعارف والصداقة وممارسة الجنس قبل الزواج ، غالبا ما ينقطع ولايستمر ، لان الاول بني على العفة ومرضاة الله تعالى ، والثاني بني على إغواء الشيطان للانسان باللذة المحرمة ، والخلاصة أن الله تعالى يريد أن يكون المسلم عفيفا لايقيم أي علاقة جنسية مع امراة قبل الزواج ، ومع ذلك يجوز للرجل أن يسأل عن المرأة التي يريد أن يتزوجها ، ويراها ويتريث حتى يمكنه أن يتأكد من المواصفات التي يريدها منها ، حتى لو كان ذلك بسؤالها ، ولكن بدون أن يقيم علاقة صداقة معها أرجو أن تكون قد كفيت الجواب والله أعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006