هالني ما قرأت في موقعكم من افتراءات على الشيعة ؟

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله ،،
في الحقيقة هالني ما رأيته في موقعكم هذا ، من افتراءات - لا نعلم إن كانت بعلم منك ام لا - على الشيعة .. فكثير مما أوردته و استشهدت به على بطلان مذهب اهل البيت - عليهم السلام - غير صحيح .. و نحن نستغرب هذا القول منكم و أنتم تسكنون بالكويت ، حيث الشيعة كثر بها ، فكان الاولى بكم التأكد مما يؤمنون به ، قبل الحكم عليهم بالكفر و الشرك .. إلخ .
و أغلب ما رأيته بإستدلالك على كفرهم هنا .. غير صحيح ..
نرجو منكم التوضيح ..
هذا ، و السلام عليكم .
علي

****************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله

أولا ، نحن لانسلم أن مذهب الشيعة هو مذهب أهل البيت ، لأن ما كان عليه أهل البيت ، هو ما كان عليه سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا أمة واحدة على عقيدة واحدة، لم يكن أهل البيت في شق ، وسائر الصحابة في شق آخر . ونحن لم نتطرق إلى حكم التكفير على أعيان الشيعة ، بل علقنا حكم التكفير بالاعتقادات ، فمن اعتقدها تناوله الحكم وإلا فلا وهذه طريقتنا دائما عند تناول هذه القضايا بعامة ، حتى لايتجنى إحد علينا ، وينسب إلينا أننا كفرنا فلانا أو فلانا .

ثانيا : نقول جوابا على رسالة السائل : بغض النظر عن تشكيك السائل بما نسب إلى الشيعة . دعنا نقول : إذن فقد توصلنا إلى نتيجة ، وهي أننا جميعاـ نحن والشيعة ـ نقر بأن ما نسبناه إليهم باطل لايجوز لمسلم اعتقاده ، وهذا هو المطلوب نفسه لايعدوه قيد أنملة .

ولاشيء يفرحنا أكثر من أن يتبرأ الشيعة مما ننكره عليهم من العقائد المنحرفة .


ثم إن كان ما نسبناه غير صحيح ، فلن يضر الشيعة ، وحينئذ ماعليهم سوى أن يقوم مراجعهم الكبار المتفق على تقليدهم ، بإصدار فتوى جماعية تنص على :

1ـ تحريم التوجه إلى الائمة وأضرحتهم بالقربات من دعاء واستغاثة وتوكل ونذور وسجود وطواف .. إلخ ، لأن هذا من الشرك في عبادة الله وقد قال تعالى ( إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .

2ـ وتحريم نسبة الخيانة إلى الصحابة الكرام ، والطعن فيهم وفي أمهات المؤمنين ، لأن ذلك كله طعن في النبي صلى الله عليه وسلم ، لان الصحابة نتاج تربيته ، ووزراءه ، وخاصته ، أعدهم لحملة رسالته من بعده ، فاتهام عامتهم ـ إلا نفرا قليلا ـ بالخيانة ، اتهام له بالفشل في رسالته ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، وعرضه ، وعورته ، فالتعريض بهن ، تطاول على مقام النيوة نفسه .

3ـ وتحريم الغلو في الأئمة ، إلى درجة القول بعصمة الائمة حتى من النسيان والخطأ والذهول ، وبيان أن الغلو فيهم ، إلى درجة ادعاء أنهم أفضل من الانبياء كفر وضلال مبين ، وكذلك اعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويجيبون المضطر إن دعاهم ويكشفون السوء ، ويتصرفون في الاكوان ، مما لايجوز إلا لله لانه من خصائص ربوبيته وألوهيته ، أنه شرك في الربوبية والالوهية .

4ـ وتحريم القول بان الائمة يوحى إليهم بشرع بعد محمد الذي ختمت به النبوة صلى الله عليه وسلم .

5ـ وتحريم التقرب إلى الله بلعن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ، والفاروق ، وسائر الصحابة ، وأمهات المؤمنين .


6ـ وتحريم القول بتحريف القرآن ، وبيان أنه كفر وردة عن الدين وطعن في معجزة الاسلام الخالدة .

7ـ وتحريم تكفير ، أو تضليل ، او البراءة ممن لا يعتقد بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم عامة أمة الاسلام وسوادها الاعظم عبر القرون ، الذين يقرون للصديق بصحة البيعة بإجماع الصحابة حتى علي رضي الله عنه ، ومن بعده للفاروق ، ومن بعده لذي النورين وصهر النبي صلى الله عليه وسلم مرتين عثمان رضي الله عنهم .

ثم تتبرأ هذه الفتوى الجماعية من كل ما يخالف الفتوى من الكتب والمراجع الشيعية ، وتأمر بإلغاء اعتمادها ، وتتبرأ من كل من يقول بخلاف هذه الفتوى أو يعمل بخلافها ظاهرا وباطنا، وتعلن طرده من الولايات الدينية.

وبهذا نكون قد أنهينا الخلاف كله ، وظهر والحمد لله أنه ليس ثمة خلاف بين المذهبين في الاصول والقواعد الدينية الكلية ، وما سوى ذلك يكون أمره أسهل .

و بعد هذا البيان ، يكون مراجع الشيعة الكبار ، قد قطعوا على من ينسب إليهم التقية في نفي عقائدهم في الظاهر ، قد قطعوا عليه الطريق ، ومنعوا الاقاويل والتأويلات وحسموا الخلاف حسما نهائيا، وردوا ردا صارما قاطعا على من يتهمهم بانهم يتبرأون ظاهرا مما يدينون به باطنا .


هذا إن كان ما نسبناه إليهم غير صحيح ، وأما إن كان صحيحا فنحن إذن لم نتقول عليهم ، وليس فيما ذكرناه أي أفتراء .

فندعوهم حينئذ إلى التوبة مما يقولونه ، ويعتقدونه ، مما يخالف منصوص القرآن والسنة .

هذا ونحن نعتقد في أبناء الشيعة أن فيهم من الذكاء ، والفطنة ، والحرص على معرفةالحقيقة ، سواء كانوا من الشعب الايراني ذي الحضارة الضاربة في التاريخ ، و الثقافة العريقة ، والصفات الحميدة ، أو من العرب المعروفين بأنهم أوسط الناس واعدلهم في كل الصفات والاخلاق ، أن فيهم من الصفات المذكورة ما يجعلهم أهلا لقبول الحق ، وإنهاء هذه الخلاف الذي فرق هذه الامة المحمدية العظيمة والله المستعان .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006