يسأل عن العهد الرباني عند الصوفية؟

 


السؤال:

بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على الحبيب المصطفى عليه افضل صلاه وسلام:
اما بعد,ارجو من فضيلتكم التفضل بالرد:ما هى الاوراد اليوميه وما معناها وما الفرق بين الورد و الاذكار, هل هناك اوراد للخاصه من الاتقياء؟هل لتلك الوراد عدد معين؟
ما معنى تلك العباره (اخذ العهد على يد شيخه)ما معنى العهد؟من هو العبد الربانى ؟وكيف الوصول لتلك الدرجه؟
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمه الله و بركاته

*********************


جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد
ذكر الله تعالى هو افضل الاعمال بعد الفرائض ، وهو روح الايمان ، وهو سعادة القلب ، واطمئنان الروح ، وفيه انشراح الصدر ، وقوة اليقين ، ورفع الدرجات ، وكفاه فضلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبق المفردون ) قيل من هم قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ، والفرق بين الذكر والاوراد ، هو أن الاوراد هي أذكار مخصوصة يقولها الذاكر في أوقات يعاودها في اليوم والليلة ، فهو مثل الذي يرد الماء ليشرب كلما عطش ، وكذلك الذاكر كلما أشغلته الدنيا ، عطشت روحه إلى ذكر الله تعالى فأتى مورده ونهل من معين الذكر ، ليملأ قلبه إيمانا وصدره انشراحا وأفضل الاوقات لتلاوة الاوراد هو وقت السحر أو بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس .
ويجب أن يعلم المسلم أن أعظم أصلين قام عليهما الدين هما :
أن لايعبد إلا الله تعالى وهو معنى شهادة أن لاإله إلا الله
والثاني أن لايعبد إلا بما شرعه في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو معنى الشهادة الثانية شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا يعني أن كل مايتعبد به المسلم ويتقرب به إلى الله تعالى يجب أن يكون وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس لاحد أن يأتي بشرع من عنده يتقرب به إلى الله تعالى فيجعل نفسه في مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يحدث حدثا بغير دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو الناس إلى ذلك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها ، ولهذا السبب فكل ورد لم يرد في سنن النبي صلى الله عليه وسلم فهو ورد مبتدع يدخل فاعله في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم ومحدثات الامور فإن كل بدعة ضلالة ) رواه الترمذي وأبو داود من حديث العرباض بن سارية
والواجب أن يختار الذاكر الاوراد التي كان صلى الله عليه وسلم قد أرشد إليها أصحابه ، مثل قول سبحان الله مئة مرة ويكررها إذا أحب مئات المرات ، وقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتكريرها وكلما أكثر منها فهو أفضل ، والاستغفار وكلما أكثر منه بلا عدد ولاحصر فهوأفضل ، وقول لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وكلما كرر ذلك فهو أفضل ، وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما أكثر منها فهو افضل ، ويجوز له أن يختار وقتا من اليوم والليلة ، يختلي فيه لذكر الله تعالى وتلاوة الاوراد التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستحب أن يكون له ورد من القرآن الكريم يقرأ منه بعضه كل يوم وليلة حتى يختمه في شهر على الاكثر ، وهكذا يقرأ في كتب الحديث وينظر ما فعله صلى الله عليه وسلم فيفعل مثل فعله ، ولايقبل أي ورد أو ذكر لم يقم عليه دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، لانه يكون حينئذ بدعة وكل بدعة ضلالة ، وخير الهدى هديه صلى الله عليه وسلم
هذه هي طريقة الصحابة في ذكر الله تعالى ، وهي طريقة كل الاولياء والمتقين وكل المسلمين المتبعين ليس ثمة طريقة خاصة للاولياء ، وأخرى لغيرهم من المسلمين ، فكل المسلمين مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو قدوة وإمام الاولياء كلهم ، وأما ما أحدثته الطرق الصوفية من اختراع أوراد وأذكار لم تروها كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ابتدعها شيوخ الطرق الصوفية ، فهذه كلها بدع وضلالات لايجوز فعلها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الامور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) رواه الترمذي وأبو داود وغيرها
وكذلك أخذ العهد الرباني على شيخ الطريقة ، يقصد به أن يتعهد المريد على يد شيخه أن يحافظ على ولائه للطريقة الصوفية التي ينتمي إليها الشيخ ، وأن يداوم على أورادها دون أن يسأل هل هذه الاوراد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أم هي بدع محدثة ما أنزل الله بها من سلطان ، وعادة الواحد منهم أن يطيع شيخه طاعة عمياء ، ويتعصب لطريقته كما يتعصب أهل الجاهلية لسادتهم وكبراءهم ، فهذه كلها بدع وضلالات لاخير فيها ، بل الخير كله في اتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الهدى والخير والنور المبين ، وكل طريقة خلاف طريقتهم فهي ضلال وكل سبيل غير سبيلهم فهو سبيل الشيطان والله أعلم




الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006