ماصحة هذا الحديث وماتعليقكم على هاتين الآيتين الكونيتين

 

السؤال:

شيخنا الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: ماصحة هذا الحديث ( فيما معناه) العراق بلد الفتن والزلازل؟؟
ثانيا: هناك حديثين في سندهما ضعف يتعلقان بأشراط الساعة وظهور المهدي. ومع ذلك فقد تحقق ماجاء فيهما. و من القواعد التي قررها الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه ( إتحاف الجماعة بما ورد في أشراط الساعة ) : أنه إذا تطابقت الوقائع و الأحداث مع ما ورد في الحديث الضعيف كان ذلك قرينة على صحته.
فما جاء في هاذين الحديثين قد وقع حقيقة في أواخر شهر رمضان الماضي وهما.
لايخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.( أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، والحافظ نعيم بن حماد)
وبالفعل ظهرت هذه الآية كما تناقلتها كل وسائل وكالات الأنباء مرفوقة بالصور. ظهرت في أمريكا . وهذه الآية هي سقوط مئات الشهب على الأرض مع طلوع الشمس.. وقال الخبراء أن هذه الظاهرة لم تحدث من قبل وقد لا تحدث في المستقبل.
أما الحديث الثاني فيخبر أنه من علامات قرب خروج المهدي هو اجتماع خسوف القمر و كسوف الشمس في رمضان.
وبالفعل وقع خسوف وكسوف في شهر رمضان الماضي كما جاء في الحديث.
والغريب في الأمر أن الذي يستقرئ تاريخ الخسوف و الكسوف منذ بدأت عمليات الرصد الفلكي لا يجد فيما مضى اجتماع الخسوف و الكسوف في شهر واحد إلا نادرا و لكن في غير رمضان. ومع ذلك حصل ذلك في شهر واحد بل وفي رمضان وهذا من الغرائب الكونية.
خلاصة البحث أن الآيتين.. الشهب التي ظهرت مع طلوع الشمس وآية الكسوف والخسوف اجتمعا في شهر واحد وفي وقت واحد تقريبا كما جاء في الحديثين.
فما قول شيخنا الحبيب؟
أخوكم: منير

**********************

جواب الشيخ:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

اما السؤال الاول فقد صح أحاديث حذر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الفتنة وأشار نحو العراق : من ذلك حديث ( ألا إن الفتنة ههنا ، ألا إن الفتنة ههنا [قالها مرتين أو ثلاثا] ، من حيث يطلع قرن الشيطان ، [يشير [بيده ] إلى المشرق ، و في رواية : العراق ) متفق عليه.

وهذا لايعني أن العراق او أهلها لاخير فيهم ، بل فيهم الخير الكثير ، وهل كان العلم والجهاد ، وعاصمة الخلافة الاسلامية التي حكمت العالم إلا بالعراق ، ولازال في العراق ـ كما في غيرها ـ عظماء من أبطال الاسلام ، ومخزون عظيم من رجال الامة الاسلامية ، وشعبها معروف بكثير من الصفات الحميدة ، والتوجهات السديدة . ولكن أيضا ظهرت فيها أمهات الفتن ، وقرونها الكبار عبر التاريخ ولازالت .

وأما الايتان المذكورتان ، فلا تدلان على شيء ، لان الاحاديث الواردة لاتصح ، ولايجوز الاعتماد على مالايصح في هذا الباب ، فالواجب الاعراض عنها ، وما يدرينا أنها تتكرر لسنوات وسنوات قبل أن يأذن الله تعالى بقرب أشراط الساعة الكبرى ، ويظهر المهدي . وأما المهدي فسيهيء الله تعالى له خروجه إن شاء ، ويهوي بقلوب الناس إليه ، وينصره وإن كره الكافرون ، وإذا كنا متيقنين من هذا الامر ، وأنه سيكون في حين يقدره الله تعالى ، فلماذا نتعلق بأوهام ليس عليها برهان قاطع ، ولاتفيدنا شيئا والله المستعان .

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006