فضيلة الشيخ هل يجوز تداخل العبادات ، مثلا أنوي بصيام قضاء أيام من رمضان صيام ستة شوال أيضا ، فأعمل عمل واحد بنيتين؟!

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :  

ثمة ثلاث حالات هنـا :
 
أحدهما : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهـما تابعة لأخرى  ، مثل سنة الفجر قبل فريضتها ، فحينئذ لايصح أن نقول بتداخل العبادات هنا بمعنى يعدّد النيات بعبادة واحـدة ، فلا تجزىء فريضة الفجر عن سنة الفجر بأن ينويهما بنيّة واحدة .
 
الحالة الثانية : أن تكون العبادتان ليس بينهما هذه تبعيّة ، ولكـن  مع ذلك كلّ واحدة منهما مقصودة لذاتها ، مثل الأضحية والعقيقة ، ففي هذه الحالة أيضا لاتجزىء إحداهما عن الأخرى ، وهذا مثل قضاء رمضان وصيام ستة أيام من شوّال تطوّعا ، فلايجزىء أن يصوم القضاء بنية صيام ستة شوال ، لأنّ المقصود بصيام ستة شوال أن يتطوع بزيادة على صيام الفرض ، ولهذا جاء الحديث ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ..الحديث رواه مسلم  ).
 
الحالة الثالثة : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهما ليست مقصودة لذاتها ، وإنما المقصود أداؤها ولو مندرجة تحت غيرها ، مثل تحية المسـجد ، فالمقصود أنْ لايجلس حتى يصلي أي صلاة كانت ، فيجوز أن ينوي راتبة المفروضة مثلا ويجعلها تحية المسـجد ، المثال الآخر أن يغتسل للجنابة قبل صلاة الجمعة ، فيجزئ إن ينوي بها أيضا غسل الجمعة ، لأنّ المقصود أن يكون نظيفا في ذلك المجمع ، فاندرج هذا تحت غسل الجنابة ، ومثال ثالث صلاة الإستخارة ، فالمقصود أن تكون الإستخارة بعد تطوّع بصلاة ، فيجزئه أيّ صلاة يتطوع بها ، وقد يقال هنا أن سنـّة الوضوء أيضا يقصد بها أن يأتي بأيّ تطوّع  بعد وضوءه ، وبهذا يعرف أنّه يمكن فعل عدة عبادات بنيّة واحدة ، فيصح أن ينوي بصلاة ركعتين : تحية المسجد ، وراتبة فريضة ، وسنـّة الوضوء ، وصلاة الإستخارة ، وهذا مثال للتوضيـح .
 
وبهذا التقسيـم يُعرف ضابـط هذا الباب
والله أعلم

الكاتب: زائر؟
التاريخ: 19/11/2007