شرح حديث ( لولا بنو اسرائيل لم يخنز طعام ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها )

 

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ نفع الله بعلمكم وأثابكم وغفر لكم

ما معنى هذا الحديث (لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ، ولم يخنز اللحم ، و لولا حواء لم تخن أنثى زوجها )

مع العلم أن الحديث صححه الامام الالباني في صحيح الجامع

وجزاكم الله خيرا

**********************

جواب الشيخ:

هذا الحديث رواه البخاري في الصحيح عن ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ قال : ( ‏لولا ‏ ‏بنو إسرائيل ‏ ‏لم ‏‏ يخنز ‏ ‏اللحم ولولا ‏ ‏حواء ‏ ‏لم تخن أنثى زوجها ) وقال ابن حجر في الفتح (, قيل أصله أن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ذلك فعوقبوا بذلك حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة وقال بعضهم : معناه لولا بنو إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادخر فلم ينتن , وروى أبو نعيم في " الحلية " عن وهب بن منبه قال : في بعض الكتب لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء ، وأما قوله ( لولا حواء .. الحديث ) قال ابن حجر رحمه الله : ( ‏فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك , فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم , ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول , وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا , ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له , وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها . وقريب من هذا حديث " جحد آدم فجحدت ذريته " وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى , وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور , وينبغي , لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن , والله المستعان ) والله اعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006