هل شفاعة الشهيد مقبولة عند الله تعالى بالكلية ؟

 

السؤال:

سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فى الشفاعة التى يتشفعها الشهيد لاهل بيته يوم القيامة هل ثابت فى السنة ان شفاعته مقبولة من الله تعالى بالكلية وما مدى هذه الشفاعة وكيف يستطيع اهل الشهيد ان يتأكدوا انه سوف يتشفع لهم وهل قرأت القرأن واهداء ثوابه له او الدعاء له يضمن اويساعد انيتشع للاشخاص الذين يتصدقون على روحه والسلام عليكم ورحمة الله

*********************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم صح في السنة أن الشهيد له خصال : ـ

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ـ

للشهيد عند الله خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه. ويرى مقعده من الجنة. ويحلى حلية الإيمان. ويزوج [اثنتين وسبعين زوجة] من الحور العين. ويجار من عذاب القبر. ويأمن من الفزع الأكبر. ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها. ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد وغيرهم .

وهذا لايعني أن أمر الشفاعة إلى الشافع ، بل أمرها كله لله تعالى ، فالله تعالى قال :

" ولايشفعون إلا لمن ارتضى " ـ

وهذا يعني أن المشفوع له يختاره الله تعالى ، ويكون قد رضي أن يشفع له الشهيد ، فيأذن الله تعالى للشهيد أن يشفع في فلان وفلان وفلان.. يختارهم ربهم ، ويكون قد رضي أن يشفع لهم من تقبله الله تعالى شهيــدا .

ولهذا قال أيضا " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " ـ

وقال " وكم من ملك في السموات لاتغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "

ولهذا جاء في الحديث أنه حتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول في شفاعته " فيحد لي ربي حدا فأشفع لهم " ـ

------------

فإن قلت : فإذا كانت المسألة ليست مفتوحة ، وإنما الله تعالى هو الذي يأذن للشافع ، ويرتضى المشفوع له فلماذا الشفاعة ؟

-------------------

فأقول لك : يريد الله تعالى أن يربط نجاة المشفوع له بشفاعة الشافع إكراما للشافع وإظهارا لفضله ورفعا لذكره عند المشفوع لهم وعند الناس يوم القيــــــامــــــة

-------

ونستفيد من اعتقادنا أن الشفاعة لله كلها كما قال تعالى " قل لله الشفاعة جميعا " وإنما يأذن فيها للشافع بعدما يرتضيها للمشفوع له ، نستفيد من ذلك أننا نطلبها من الله تعالى ، ولا نطلبها من خلقه ، وتتعلق قلوبنا بالله تعالى ليرزقنا شفاعة الشافعين ولاتتعلق بالمخلوقين ، وأعلى وأكمل من ذلك أن نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والأعمال الصالحة التي يهبنا الله بها منزلة الشافعين المقربين لديه يوم القيامة

------------

وأما إهداء ثواب الإعمال الصالحة للميت فهي مشروعة في الجملة ولكن لاعلاقة لها بكون الميت المُهدى له يشفع يوم القيامة ، لان شفاعته ليست مكافئة على ما يُهدى له من ثواب العمل الصالح ، بل هي محض إكرام إلهي له ، ورفع لمنزلته يوم القيامة ، وتنويه بذكره على رؤوس الأشهــــاد، وهو من جملة ثواب الآخرة الذي وعد الله تعالى به المتقين ، أي من الجزاء المعنوي الحسن الذي يؤتيه الله تعالى من أحسن عمـــلا . ----------- أما التأكد من كون الشهيد يشفع ، فهذا علمه عند الله تعالى ، ليس ينبغي لنا أن نجزم في أمور الغيب ، وينبغي لنا عندما نطلق صفة الشهيد على معين ، أن نقول " نحسبه شهيدا " ، و" وشهيد إن شاء الله تعالى " ، تأدبا مع الله تعالى ، لأننا إنما نحكم بما ظهـــــر لنا من أحوال الناس ، وسرائرهم وبواطنهم عند الله تعالى ، وحينئذ فنحن نرجو لأهل الشهيد شفاعة شهيدهم ، والأمر إلى الله تعالى أولا وآخرا والله أعلم

الكاتب: سائل
التاريخ: 13/12/2006