السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 7539 السؤال: حكم التصوير ؟
جواب الشيخ: السؤال:
الجواب على سؤال السائل عن حكم التصوير ؟
********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وبعد
عن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فقام النبي صلى الله عليه وسلم بالباب فلم يدخل : فقلت أتوب إلى الله ماذا أذنبت ؟ قال : ماهذه النمرقة ؟ قلت لتجلس عليها وتوسدها ، قال : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة : يقال لهم أحيوا ما خلقتهم وإن الملائكة لاتدخل بيتا فيه الصورة - رواه البخاري
وقد دل هذا الحديث وأحاديث أخرى على تحريم التصوير وفي ذلك تفصيل
فيجوز تصوير واقتناء صور المناظر الطبيعية وما لاروح فيه باتفاق العلماء سواء كان ذلك بالرسم باليد أو بآلة التصوير ، ودلت النصوص على تحريم تصوير ما فيه حيوان بالرسم باليد ، وتنازع العلماء في تصوير ما فيه الروح بالتصوير الفوتوغرافي وغيره من الالات ، هل تلحق بالنصوص التي دلت على تحريم تصوير ما فيه روح باليد أو تقاس عليها أم لا ؟؟
والأصح عندي أنها لا تتناولها نصوص التحريم وليست في معناها أيضا ، بمعنى أنها ليست منصوص على تحريمها ولا تقاس على المنصوص عليها أيضا ، لان النصوص وردت فيما يصنعه ويتكلفه المصور بيده ، والتصوير الفوتوغرافي ليس كذلك فلا يتناوله النص إذن .
ولان علة تحريم رسم ما فيه الروح هو أن المصور يحاول مشابهه ما خلق الله تعالى ، ولهذا جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) رواه البخاري ، وفيه أيضا من حديث أنس مرفوعا ( من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ) .
والتصوير الفوتوغرافي ليس فيه العلة التي في هذه النصوص وغيرها ، لان المصور بالآلة لا يصنع الصور بيده متشبها بقدرة الله على الخلق ، وإنما تلتقط الآلة صورة ما خلق الله تعالى نفسها ، فتحبسها فيها .
وقد اخترعوا مؤخرا آلات لاتكون الصورة المحبوسة على شكل صورة بل على أشكال أخرى غير مشاهدة ، ثم يقراها الكمبيوتر ويظهرها كما كانت عند التقاطها ، وذلك كله خلق الله تعالى وصنعه وتصويره ، والمصور لم يصنع شيئا سوى الحبس والالتقاط ، تماما كما يكون عند ظهور صورة ما خلق الله تعالى في المرأة ، أو عندما تنقل عبر الأقمار الصناعية إلى البلاد البعيدة ، فيشاهدها الناس حية على الهواء مباشرة ، فكل ذلك لا يدخل في دلالة النصوص ، ولا يصح القياس أيضا لاختلاف العلة ، فالأصل في الصور الفوتوغرافية أنها مباحة مالم يصور فيها مالا يجوز تصويره لاسباب شرعية أخرى والله اعلم
|